من يسرق أموال البنك الدولي؟

لماذا يستمر البنك الدولي بصرف قروض لدول يعرف مقدما انها تغرق في الفساد؟

استقالت الدكتورة بينيلوبي جولدبيرغ مديرة البنك الدولي في 5 فبراير بعد أقل من عام ونصف على استلامها هذا المركز، ولم توضح الأسباب، ولكن دراسة نشرت حديثا أجراها ثلاثة باحثين من أساتذة الجامعات المرموقة أظهرت تزامن صرف المساعدات من البنك الدولي وزيادة أرصدة الحكام والنخب السياسية والاقتصادية في الملاذات الآمنة التي تحافظ على سرية الحسابات بصرامة فائقة. وعندما رفض البنك الدولي نشر الدراسة، استقالت جولدبيرغ. ويمكن مطالعة الدراسة على الرابط التالي.

وكثيرا ما تصدر دراسات عن الدول التي تتلقى الدعم، وهي من دول العالم الثالث، تثبت فيها أن الإقراض لا طائل منه لأن دول العالم الثالث ليست مهيئة تقنيا وعلميا للشروع في صناعات قادرة على المنافسة التجارية وبالتالي فإن القروض تنفق دون إنجاز، لكن أيا من تلك الدراسات لم تذكر أن الحكام وحاشيتهم تقاسموا القروض فيما بينهم وأودعوها في بنوك سويسرا ولوكسمبيرغ وغيرها من الدول التي تحافظ على سرية الحسابات.

لقد أوضحت الدراسة إحصائيا أن هناك تزامنا مع استلام القروض وزيادة الودائع في الملاذات الآمنة خارج تلك الدول، والتي تعود الى الحكام والنخب المتنفذة فيها. وقد عرضت الدراسة جدولا يضم في غالبيته دولا من أفريقيا ودولة عربية وهذه الدول مجرد عينة ولا تشمل جميع الدول المقترضة، أي أن هناك غير هذه الدول لم تخضع للدراسة، وطالما أن الارتباط واضح بما لا يدع مجالا للشك، فبالتأكيد هناك دول أخرى ينطبق عليها الحال.

يبدو أن المستوى الحضاري والثقافي للدكتورة جولدبيرغ لم يقبل لها أن تستمر في قيادة برنامج إقراض دولي لا يحقق غايته، وهي برفسورة وقادرة أن تعود الى التدريس في جامعة ييلز الأميركية وهي إحدى أفضل الجامعات في العالم، حيث تساعد الطلاب على الارتقاء والإبداع ولا تضيع وقتها بدون فائدة.

هذه الدول التي اتضح أن ايداعاتها تزيد تزامنا مع صرف القروض هي معروفة بالفساد على المستوى الدولي، واستمرار البنك الدولي وصندوق النقد العالمي في صرف القروض وتوريط الشعوب المنكوبة يشير الى أنها عملية مقصودة لكي تظل هذه الدول مستهلكة وغير قادرة على الانتاج، ولولا ذلك، لقامت هاتان الجهتان بمتابعة عملية استخدام القروض رأفة ورحمة بالشعوب الجائعة والمريضة والعاجزة عن القاء القبض على حكامها وحواشيهم وايداعهم في السجون واسترداد الأموال التي أودعوها في الخارج.

هذا ليس تفكير بعقلية المؤامرة، ولكن الموقف مكشوف لكلا الجهتين، فلماذا يستمرون في هذه المهزلة؟