مها العتوم وريما البرغوثي تستلهمان قصائدهما من الهم الانساني

الشاعرتان تقدمان قراءات شعرية في أول لقاء ثقافي ببيت الشعر في مبادرة من الشيخ سلطان القاسمي بمدينة المفرق الأردنية.

نظم بيت الشعر بمدينة المفرق الأردنية أمسية شعرية في مقر منتدى البيت العربي في عمان للشاعرتين الدكتورة مها العتوم وريما البرغوثي بحضور فريقي بيت الشعر-المفرق ومنتدى البيت العربي الثقافي، إلى جانب حشد من الشعراء والنقاد ومحبي ومتذوقي الشعر. وأدارت مفرداتها الأديبة أمل المشايخ التي أثنت على مبادرة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بفتح بيوتا للشعر الوطن العربي التي كانت حافزا كبيرا للشعراء للإبداع ورعاية ابداعاتهم ودعما لهم للشعر ومكانته وأهميته في حياة الشعوب حيث كان ضمنها أول بيت للشعر بالمدينة الذي أسهم في الحراك الثقافي والشعري والنقدي منذ تأسيسه في العام 2015.

القراءة الأولى كانت للشاعرة ريما كامل البرغوثي التي تحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها/التربية وعلم النفس في الجامعة الأردنية وتخرجت عام 1985، حيث نشرت عدة دواوين منها "تراتيل الشتات" و"نوارس على شاطئ الاغتراب" ولديها العديد من الدواوين المشتركة. وهي عضو مؤسس وإداريّ أمين سر في جمعية دارة الشعراء الثقافية وعضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وعضو جمعية سماء الثقافة وعضو منتدى البيت العربي الثقافي وعضو إداري في بيت الشعراء العرب وهي مجموعة إلكترونية. وحصلت على الجائزة الأولى في مسابقة القدس من اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين

ومن القصائد التي ألقتها نختار هذا المقطع حيث تقول:

"هل عدتَ يا أيلول؟ قل لي عدتُ

ومن الخريف ندى الشروق رضعت

حتى ارتوت روحي كؤوسا عذبة

وتحاورت والأفقَ تلك البنت

نادته يا أفقا أطل بثوبه ال

مغزول تبرا ويكأنك نحت

ذهبٌ كشمس في الأصيل توهجت

منك القصائد إذ دهاك الصمت

وتسامرت في الحي أوراق الهوى

فوق الأديم وراقها ذا (التحت)

صفراء فاقعة تبدى موجها

بحرا له في ذكرياتك سمت

كم خزّنت أوراقه من أنّةٍ

إذ كنتُ طفلا وادعا فحلمت

متأملا كنه الجمال بلونه

من نبع حسن في رباك ثملت".

أما القراءة الثانية فكانت للشاعرة والناقدة الدكتورة مها العتوم الحاصلة على شهادة الدكتوراه في النّقد والأدب الحديث في الجامعة الأردنية وعضو رابطة الكتاب الأردنيين. أصدرت العديد من الدواوين الشعرية منها "دوائر الطين" و"نصفها ليلك" و"أشبه أحلامها" و"أسفل النهر" و"غرفة ليلية". وحصلت على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الأدب وجائزة التفرغ الإبداعي من وزارة الثقافة الأردنية وجائزة أنور سلمان للإبداع.

ومما قرأت نقتطف هذا المقطع من قصيدة لها:

"كم قال لي

لمَ لمْ تقل لي

ما يقول العازفُ الوتريُّ

للَّحن البعيدِ:

أراكَ في سرّي

وإن أبطأتَ

كم دندنتُ كي أغويكَ

كم لمّعتُ أزراري

وأوتاري

لترقصَها.. وتقرصَها

.. لم لم تقل لي

ما يقول النورس الحسّيُّ

للبحر: اقتربْ..

لنكون لوناً واحداً للكونِ

فضياً.. خُلاسياً

ونقتسم السماءَ وأرضَ أجنحتي

زراقاً غارقاً في القطنِ

والثلجِ اللذيذِ

أريد أن تجتاحَني

وأذوب فيكَ..

أريد أن نمضي بلا وزنٍ

فخُذْ رقصي وأجنحتي

وهَبْني..

من هديرك موجةً

لتلاطم الإيقاعِ

تغزلني.. وأنكثها

لم لم تقل لي

ما تقول الريحُ للصحراءِ:

أنتِ حَمَلتِ بي.. وولدتِني

ورثيتِ أوراقَ الخريفِ

على رصيف أظافري..

وأعدتِني".

قصائد استلهمت الواقع وعاينته ووقف على الهّم الإنساني وتمثلت خصوصية المرأة وشؤونها، متألمة حالات العشق وبوحه الشفيف.

هذا وقامت فضائية الشارقة بتغطية الأمسية وإجراء الحوارات مع ضيوف الأمسية.