مهدي عباس يوثق حركة السينما العراقية بكل مفاصلها

موسوعة 'الممثل في السينما العراقية' تضم أكثر من 300 ممثل وممثلة ظهروا في الأفلام العراقية الطويلة بما فيها أفلام إقليم كردستان تم ترتيبهم حسب حروف الأبجدية العربية، وكان الفنان سامي قفطان صاحب الرصيد الأكبر بحصيلة 27 فيلماً طويلاً وعدد من الأفلام القصيرة.

"موسوعة الممثل في السينما العراقية" هي جديد المؤرخ والناقد السينمائي مهدي عباس، وهي واحدة من الإصدارات السينمائية الرصينة التي دأبت نقابة الفنانين العراقيين على إصدارها، فضلاً عن إصداراتها الأخرى في مجالات المسرح والتشكيل والموسيقى والدراما.

الموسوعة التي جاءت في 276 صفحة من الحجم الوزيري وصدرت بطبعة أنيقة وملونة ملونة من الغلاف الغلاف في الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية ، قدم لها نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي مؤكداً:" كمشروع فني كبير يقوم به الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس في توثيق حركة السينما العراقية بكل مفاصلها خدمة للسينمائيين وعشاق السينما وحفاظاً على إرثنا السينمائي بالوثائق والصور، فقد كانت نقابتنا أول الداعمين له في موسوعاته التي كانت وستكون مرجعاً تاريخياً لكل من يدرس أو يبحث عن معلومات تخص السينما العراقية."

يعد مهدي عباس "مؤسسة في رجل" لما قدمه من مؤلفات عدة كانت امتداداً حيوياً وعضوياً لما قدمه الموثق السينمائي الأول في العراق الراحل أحمد فياض المفرجي من جهود توثيقية تأسيسية لايمكن تجاوزها، فكان مهدي عباس أميناً على حمل راية التوثيق السينمائي الراهن في العراق، في مختلف مناحي وجوانب السينما العراقية وتاريخها وأفلامها والعاملين فيها من مختلف الأجيال، حيث باتت بمثابة ذاكرة حية وشاملة لكل المنجز السينمائي العراقي، برغم المصاعب والمعاناة التي ربما يعرفها أو لا يعرفها كثير ممن تناولهم أو تحدث عنهم في مؤلفاته التوثيقية العديدة والمتواصلة والتي بلغت حتى الآن سبعة وعشرين مؤلفاً، من خلال قيامه، شخصياً ودون مساعدة من أحد، بالبحث والتنقيب والتمحيص والتدقيق في مختلف المصادر التي تنطوي على أية معلومة عن الإنتاج السينمائي، بما في ذلك المقابلات الشخصية مع الأحياء من السينمائيين العراقيين داخل وخارج العراق..

يؤكد المؤلف، هنا، أن أكثر مشكلة واجهته وهو يوثق للممثل العراقي، هو غياب المعلومات عن الكثير من الفنانين، الذين ظهروا في سينما الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، لعدم تسليط الضوء عليهم أو لضياع وثائق وأخبار أفلامهم..

تتوج هذا الجهد التوثيقي الكبير للناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس بالمنجز  الجديد "موسوعة الممثل في السينما العراقية"، التي جاءت ضمن أربع موسوعات سينمائية متميزة ومهمة شملت: موسوعة "المخرج في الفيلم الروائي الطويل"، وموسوعة "مخرجو الأفلام الوثائقية والقصيرة"، وموسوعة "الأفلام العراقية الطويلة 1946- 2020".

موسوعة "الممثل في السينما العراقية" ضمت أكثر من 300 ممثل وممثلة ظهروا في الأفلام العراقية الطويلة بما فيها أفلام إقليم كردستان تم ترتيبهم حسب حروف الأبجدية العربية، وكان الفنان سامي قفطان صاحب الرصيد الأكبر بحصيلة  2  فيلماً طويلاً وعدد من الأفلام القصيرة برغم مرور ستين عاماً على مشاركته في أول فيلم، يليه الفنانون: قاسم الملاك، ونزار السامرائي، وطعمة التميمي، وغيرهم.

 

مهدي عباس يعد 'مؤسسة في رجل' لما قدمه من مؤلفات عدة
مهدي عباس يعد 'مؤسسة في رجل' لما قدمه من مؤلفات عدة

وبالرغم من عدم استمرارية الانتاج السينمائي وغياب التقاليد السينمائية، ومنها عدم وجود نجوم  شباك في السينما العراقية، إلا أن الفنان قاسم الملاك كان الممثل الوحيد الذي يعتني الجمهور إلى دور السينما لمشاهدة أفلامه الكوميدية التي كانت تحقق أعلى الإيرادات في تاريخ السينما العراقية، في حين كانت الفنانة سعدية الزيدي أكثر الفنانات ظهوراً في الأفلام العراقية، تليها: فاطمة الربيعي، وزهرة الربيعي، وغيرهن، بحصيلة تجاوزت الخمسة عشر فيلماً، في حين كانت حصيلة أغلب النجمات الكبيرات قد توقفت عند عشرة أو خمسة أفلام كما هو الحال مع النجمات: شذى سالم، وسها سالم، وليلى محمد، وسناء عبد الرحمن، كما أظهرت الموسوعة ذكورية السينما العراقية نسبة الى كثرة الممثلين الذكور على حساب الممثلات، وهذه المؤشرات ذاتها تنطبق على  فيها السينما الكردية.

تشير الموسوعة الى عدد من الممثلين العراقيين الذين برعوا في أدوارهم السينمائية فحصدوا جوائز متقدمة في مهرجانات محلية وعربية ودولية، وينطبق ذلك على بعض الأفلام العراقية التي تمكنت هي الأخرى من تبوأ مراكز متقدمة وحصد جوائز مهمة أيضاً.

المؤرخ والناقد السينمائي مهدي عباس سبق أن أشرف على صفحات السينما في صحف ومجلات عراقية عدة، وأصدر "عالم السينما" أول جريدة سينمائية في العراق وكانت اسبوعية، وشارك في لجان فحص النصوص والأفلام والتحكيم لمهرجانات عراقية عدة فضلاً عن أفلام دائرة السينما والمسرح العراقية، وعمل مديراً لتحرير مجلة "السينمائي" العراقية المستقلة، وعضواً في الهيئة الإدارية لاتحاد السينمائيين العراقيين، ومنظمة السينمائيين العراقيين، وكرم أكثر من مرة، وقام بترجمة حوارات العديد من الأفلام العراقية الطويلة والقصيرة..

 مهدي عباس عبر، في مقدمة الموسوعة، عن الشكر والامتنان الى نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، على دعم إصدار وطباعة هذه الموسوعة بصورة جميلة وأنيقة فضلاً عن موسوعاته الأخرى، كما شكر بعض الأصدقاء الذين ساندوه في توفير بعض المعلومات المهمة التي ساعدته على اصدار هذه الموسوعة التي تعد تعد إناءً مهماً للمكتبة السينمائية العراقية والعربية، أمثال: سعد عبد الله وبشتيوان عبدالله ..

 الجدير بالذكر أن نقابة الفنانين العراقيين احتفت بصدور هذه الموسوعة في أمسية ثقافية أدارها الإعلامي عبدالعليم البناء، وسط حضور نوعي كبير تقدمه نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي وعراب السينما العراقية وشيخ مخرجيها الفنان القدير محمد شكري جميل.