مهرجان الظفرة يستقطب اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية

مسابقات جماهيرية وتغطيات يومية لوسائل الاعلام العربية والخليجية ضمن المهرجان
المسابقات التراثية والمزاينات والحرف التقليدية تجذب اهتمام وكالات إخبارية عالمية
شباب وشابات: مهرجان الظفرة مدرسة لنقل وصون تراث الآباء والأجداد
عبيد المزروعي: المهرجانات التراثية تهدف إلى نقل الموروث للأجيال المتعاقبة

أبوظبي ـ يواصل مهرجان الظفرة 2019 فعاليات دورته الـ 13، والتي تستمر حتى 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي بمدينة زايد في منطقة الظفرة، وذلك تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويشهد المهرجان منذ انطلاق دورته هذا العام اهتماماً إعلامياً واسعاً من مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والمواقع الالكترونية في داخل الدولة وخارجها، والتي تتنافس في إعداد الأخبار والتقارير الإعلامية الخاصة التي يتم نشرها في الصحف وبثها عبر الإذاعات وشاشات التلفزيون، والتغطيات اليومية للمزاينات والمسابقات المختلفة، كما حرصت وسائل إعلامية مثل قناة بينونة وإذاعة الأولى، على تنظيم مسابقات تراثية وتثقيفية وترفيهية للجمهور يتم خلالها توجيه أسئلة عن المهرجان وأقسامه وأجنحته وكذلك عن تراث الإمارات ومفرداته، ويحصل الفائز على جوائز.
وقال عبدالله بطي القبيسي، مدير إدارة الفعاليات والاتصال في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي: إن المهرجان استقطب، كعادته كل عام، اهتمام وسائل إعلام ووكالات إخبارية أجنبية من مختلف أنحاء العالم، حرصت على زيارة المكان وإعداد مواد إخبارية حول ما يتضمنه من موضوعات ومسابقات تراثية من الصعب أن تتجمع في حدث واحد، كما اهتمت التقارير الإخبارية بما يشهده المهرجان من إقبال كبير من عشاق التراث على المشاركة في مزاينات الإبل والصقور وسباقات الخيول والسلوقي، خاصة في ظل  مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمهرجان، هذا العام بزيـادة جوائـز المهرجـان لدعـــم مـــلاك الإبـل لاقتنـاء أهـم السـلالات العربيـة الأصيلـة ومن أجل الحفاظ على التراث وصونه. 
وأكد القبيسي أن إدارة المهرجان حرصت على توفير مركز صحفي في الموقع، وتجهيزه بكافة المعدات والتجهيزات التي يتطلبها العمل الإعلامي، بهدف تسهيل عمل الإعلاميين الذين يقومون بمتابعة الفعاليات. كما يقوم المركز بإصدار نشرة إخبارية يومية باللغتين العربية والانجليزية تتناول متابعات للأنشطة والفعاليات وتقارير صحفية عن أبرز الأقسام والأجنحة المشاركة في الحدث، وإرسالها للصحف والمواقع الإخبارية خارج وداخل الدولة. 
تتويج الفائزين في مزاينة السلوقي العربي التراثي
توج مهرجان الظفرة 2019، مساء السبت، الفائزين في مزاينة السلوقي العربي التراثي، والتي أقيمت في سوق الظفرة التراثي، بحضور عبيد خلفان المزروعي مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وبمشاركة كبيرة من ملاك السلوقي بنوعيه الحص والأريش، وحضور عدد من محبي المزاينات والمسابقات التراثية.
وأسفرت نتائج المزاينة لنوع الحص ذكور الأفضل فى العرض السلوقى "أزرق – 7" (لون رمادي 7 سنوات) لمالكه قصر الروضة الشرقية بالعين، والثاني في العرض السلوقى "جزيرة – 4" (لون أسود 4 سنوات( لمالكه خليفة هامل القبيسي من العين، والثالث فى العرض السلوقى "نعاش – 16" (لون رملي 7 سنوات( لمالكه مزرعة ورسان بأبوظبي.
وفي نوع الحص إناث ، كانت الأفضل فى العرض السلوقى "خميسة – 22" (لون أسود سنة ونصف) لمالكها خليفة هامل القبيسي من العين، والثانية في العرض السلوقى "زعفران – 24" (لون رملي 2 سنة(  لمالكه خليفة هامل القبيسي، والثالثة في العرض السلوقى "وردة -2" (لون رملي  سنتين ونصف) لمالكتها سارة عبدالعزيز رشدان من البحرين.
وفي نوع الأريش ذكو، كان  الأفضل فى العرض السلوقى "رداد- 17" (لون  أحمر 6 سنوات) لمالكه مزرعة ورسان بأبوظبي، والثاني في العرض السلوقى "وودي – 13" (لون بني 3 سنوات) لمالكه احمد محمد الراشدي، والثالث في العرض السلوقى "حشار -1" (لون بني 1 سنة لمالكه ابراهيم خليل ابراهيم من البحرين.

وفي نوع الأريش ذكو، كان  الأفضل فى العرض السلوقى "رداد- 17" (لون  أحمر 6 سنوات) لمالكه مزرعة ورسان بأبوظبي، والثاني في العرض السلوقى "وودي – 13" (لون بني 3 سنوات) لمالكه احمد محمد الراشدي، والثالث في العرض السلوقى "حشار -1" (لون بني 1 سنة لمالكه ابراهيم خليل ابراهيم من البحرين.
وفي نوع الأريش إناث، حصد الأفضل في العرض السلوقى "ريشة – 19" (لون أحمر 5 سنوات) لمالكتها مزرعة ورسان بأبوظبي، والثاني فى العرض السلوقى "كحيلة – 13" (لون أسود 5 سنوات) لمالكتها الشيخة ميرة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، والثالث في العرض السلوقى "مزيزنة – 7" (لون أحمر 5 سنواتل (لمالكتها ماليكة فيبر من دبي.
فيما كان الأقدم في العرض السلوقى "شديد – 20" نوع حص ذكر(لون أحمر 7 سنوات ونصف) لمالكه مزرعة ورسان بأبوظبي.
وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير ادارة التخطيط والمشاريع باللجنة، أنّ مهرجان الظفرة يهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث العربي وموروث الأجداد بالجزيرة العربية، والمحافظة على السلالة الأصيلة في الحاضر والمستقبل.
من جانبه قال حمد غانم، مدير مزاينة السلوقي العربي التراثي بالمهرجان، أن السلوقي العربي يعتبر كلب الصيد عند البدو، وهو من أقدم الكلاب عالمياً، حيث تم تتبع السلالة تاريخياً في موطنه الأصلي في شبه الجزيرة العربية، حيث اهتم البدو العرب بتربيتها، ومنحوها الاهتمام والرعاية، لقدراتها الاستثنائية وذكائها ووفائها لأصحابها.
شباب وشابات: مهرجان الظفرة مدرسة لنقل وصون تراث الآباء والأجداد
تقدم المهرجانات التراثية، لاسيما مهرجان الظفرة، تذكرة عبور سريعة لجيل الشباب لقراءة ومشاهدة موسوعة شاملة لتاريخ الأجداد وتعد نافذة جلية على عاداتهم وإرثهم، لاسيما ضمن الفئة العمرية من 18 - 35 عاماً.
وتضاف ميزة أخرى للمهرجانات التراثية حيث تخلق حالة من التفاعل البناء بين الأجيال لاسيما جيل الآباء والأجداد من ناحية وبين جيل الشباب من ناحية أخرى مما يمنح الشباب فرصة في التفاعل الذي يرسخ في أذهانهم كل ما هو نبيل من قيم ومفردات تعزز انتماءهم إلى تراثهم ووطنهم.
وعبر مشاركون من جيل الشباب في مهرجان الظفرة عن امتنانهم للدولة وللجهات الناظمة على إقامة المهرجانات التراثية على مدار العام والتي اعتبروها بمثابة مدرسة كبيرة لنقل وصون تراث الآباء والأجداد إلى الأجيال المتعاقبة.
وأعرب ماجد المعمري، 29 سنة، اعتزازه بما تقدمه المهرجانات التراثية والتي يأتي على رأسها مهرجان الظفرة الذي استطاع تحقيق انتشارًا كبيرًا بين فئة الشباب على مدار أكثر من عقد من الزمن، لافتا إلى أن المهرجانات التراثية استطاعت فعليا أن تربط جيل الشباب من الإناث والذكور بتراث الأجداد الذي صانه الآباء والأجداد من أجل توريثه لنا.
ومن ناحيتها قالت الشابة شمه سعيد في الثلاثينيات من عمرها إن أهم ما يميز المهرجانات التراثية أنها استطاعت دمج جيل شباب التكنولوجيا الحديثة مع تراث وميراث أجدادهم كما استطاعت استقطاب جميع أفراد الأسرة كباراً وصغاراً إلى زيارتها، لما توفره من فعاليات وأنشطة محل اهتمام الجميع.
وبينت سعيد أن العروض الفنية التي تقدم في المهرجانات التراثية ومهرجان الظفرة، لها طابع خاص يزيدها كما غيرها من زوارها تعلقاً بالوطن حيث يتفاعل الجميع مع هذه المهرجانات وما يقدم فيها من عروض، لاسيما مع مشاركة جيل الشباب في هذه العروض مثل عروض «العيالة» و«اليولة» لاسيما حين يغردون بكلمات الأغاني الشعبية ومعانيها التي تحمل دلالات اجتماعية معروفة.
وشدد الشاب راشد المزروعي 33 عاما على أهمية زيارة المهرجانات التراثية للأسر الإماراتية، التي تسعى إلى غرس القيم الأصيلة، وتعزز روح الانتماء لدى أبنائها من جيل الشباب، ليدرك الجيل الجديد، ماهية الحياة في الماضي، وكيف سعى أجدادنا لتسخير البيئة حولهم والتأقلم معها حيث تقدم المهرجانات التراثية مختلف أوجه الحياة في الإمارات قديماً، وما يرتبط بها من مهن وأشغال يدوية تراثية، ما يسهم في تعريف الشباب بماضي أجدادهم المجيد.
 ويضيف المزروعي عودتنا أسرتنا ونحن صغارا على الذهاب إلى المهرجانات التراثية أينما كانت في إمارات الدولة من أجل تقوية الأواصر مع تراثنا القديم، مضيفا إن المهرجانات التراثية فرصة مؤاتيه للالتقاء بكبار السن ومن ثم الخروج ولو لمدة قصيرة من الحياة المعاصرة بإيقاعها المتسارع.
من ناحيته يشبه الشاب محمد القبيسي 24 عاما المهرجانات التراثية بالمدرسة الكبيرة ذات المحتوى الإنساني والثقافي الهائل الكم والتي تعلم الأبناء جميعهم دروس وعبر الماضي المتواترة لاسيما من فئة الشباب الأكثر حاجة واستيعابا لتلك الدروس والثقافة التراثية.
وأشار القبيسي إلى أن تنوع المهرجانات التراثية وتعدد عناصرها على مدار العام وعلى امتداد إمارات الدولة، يعد الطريقة المثلى لترسخ مفردات ومفهوم الماضي في أذهان الجيل الجديد، وإبعاده ولو قليلاً عن ثورة التقنيات الحديثة التي شغلت الكثيرين عن تراث الأجداد، مضيفا يكاد لا يمر أسبوع إلّا ونقرأ أو نسمع عن مؤتمر أو معرض أو مهرجان أو مبادرة، وغيرها من الفعاليات المحلية التي تقام في الدولة على مدار العام وفي جميع الإمارات.

عبيد المزروعي: المهرجانات التراثية تهدف إلى نقل الموروث للأجيال المتعاقبة
أكد عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أن للمهرجانات التراثية بشكل عام ومهرجان الظفرة بشكل خاص دور إيجابي في توفير حالة من التفاعل بين الجيل الجديد من شريحة الشباب الذين يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع الإماراتي وجيل الآباء والأجداد الذين يحملون على عاتقهم نقل تفاصيل تراثنا العريق إليهم، مؤكداً أن المهرجانات التراثية تهدف إلى نقل الموروث للأجيال المتعاقبة.
وأضاف المزروعي إن اللجنة المنظمة تؤمن أن التراث يجب أن يكون تفاعلياً بين الطرفين المرسل والمتلقي. وأن من أبرز أهداف المهرجانات التراثية، ردم الفجوة بين الأجيال من خلال عرض التراث بشكل تتوافر فيه جميع عناصر الإبهار والجذب سواء العلمية أو الترفيهية، مضيفاً إن مهرجان الظفرة ليس مهرجاناً مختصاً بالإبل فقط، لكنه تظاهرة لدعم التراث في مختلف جوانبه حيث نجد اهتماماً بالمربين أصحاب الإبل وبالأمور الاقتصادية المرتبطة بالإبل، ومباريات التنافس الثقافي، والسوق الشعبي الذي يعكس أنواع النشاط التراثي والاقتصادي القديمة والفعاليات الرياضية المتعلقة بالإبل، وكل ذلك مما يحرص على متابعته الشباب والأسر الإماراتية.
وأضاف المزروعي إن دور المهرجانات بارز ومهم في حفظ التراث، حيث ساهمت بشكل كبير في حفظ الموروث وعرفت به العالم أجمع لاسيما فئة الشباب الذين سيحملون في وقت لاحق راية تعريف الأجيال المقبلة به، لافتا إلى إنه من أجل ذلك تتسابق الجهات والمؤسسات في حفظ التراث ونقله جيل بعد جيل إضافة إلى رصد الجوائز، والمشاركة فيه محلياً وخارجياً.
مسابقة الطبخ الشعبي.. منافسات حامية وأجواء مبهجة
شهدت مسابقة الطبخ الشعبي، التي نظمها المهرجان هذا العام، منافسة قوية بين المشاركين من الطباخين المحترفين "الشيفات"، والذين تنافسوا فيما بينهم لإعداد وجبة البرياني التراثية، حيث تفنن كل منهم في تقديم البرياني مع لمسات خاصة به. 
وأوضح أن اللجنة قامت بتوفير كافة التجهيزات والخامات التي يحتاج إليها المتسابقين. معرباً عن سعادة بالأقبال الكبير الذي وجدته المسابقة سواء من الطباخين المتنافسين وجميعهم من الأسماء المعروفة في هذا المجال، أو من الجمهور الذي حضر لمتابعة المنافسات والاستمتاع بالأجواء المبهجة التي خلقها المتنافسون خلال العمل. 
وأكد القبيسي أن هذه المسابقة وغيرها من المسابقات التي يتضمنها المهرجان، تهدف بشكل رئيس إلى صون الموروث الشعبي للإمارات والخليج وتكريسه في نفوس الأجيال المقبلة.