'مودل واي' من تيسلا تقارع المركبات الألمانية

سيارة كهربائية جديدة من المجموعة الاميركية بسعر يبلغ 47 ألف دولار تتمتع بصفات السيارات الرباعية الدفع لكن قيادتها شبيهة بالمركبات الرياضية.

واشنطن – كشفت تيسلا عن نموذجها الكهربائي المنتظر "مودل واي" وهي سيارة رباعية الدفع تسعى الشركة من خلالها لمقارعة مركبات كثيرة ألمانية الصنع خصوصا.
وأكد رئيس تيسلا إلون ماسك خلال حفل إطلاق هذه المركبة في مقر الشركة في هاوثورن قرب لوس أنجلس أمام مئات موظفي المجموعة، أن هذه السيارة الجديدة "تتمتع بصفات السيارات الرباعية الدفع لكن قيادتها شبيهة بالسيارات الرياضية".
وكشف ماسك خلال الحفل عن طراز باللون الأزرق من "مودل واي" وهي سيارة رباعية الدفع متوسطة الحجم ذات سقف زجاجي تماما. وتتسع المركبة لسبعة أشخاص ويذكّر تصميمها بالطرازات الأخرى من تصنيع  تيسلا  وهي "أس" و"إكس" و"3".
ومن المقرر البدء بتسليم هذه السيارات اعتبارا من خريف العام المقبل، بسعر يبلغ 47 ألف دولار ويمكن قيادتها لمسافة 300 ميل (482 كيلومترا) قبل شحنها.
أما النموذج العادي (استقلالية حتى 230 ميلا أو 370 كيلومترا) فسيكون متوفرا بسعر 39 ألف دولار في ربيع 2021، وفق إلون ماسك.

كذلك تعتزم الشركة طرح طرازين بمحركات أقوى سيباعان بسعر 51 ألف دولار و60 ألفا في خريف العام 2020.
تبدي الشركات الألمانية الثلاث الرئيسية لصناعة السيارات الضالعة في فضائح تتعلق بالانبعاثات الملوثة، عزمها راهنا على سلوك طريق الآليات الكهربائية والنسج على منوال مجموعة تيسلا الرائدة في هذا المجال.
تستحوذ مجموعات فولكسفاغن المالكة لماركتي أودي وبورشه ودايملر المنتجة لسيارات مرسيدس، وبي أم دبليو على ما يقرب من 80% من سوق المركبات الفارهة في العالم، غير أنها كانت لفترة قريبة الغائب الأكبر عن قطاع السيارات الكهربائية الفاخرة الذي تهيمن عليه تيسلا الأميركية.
وقدمت الشركات الألمانية الثلاث خلال الفترة الماضية أول نماذجها لسيارات رياضية (أس يو في) عاملة بالكامل على الطاقة الكهربائية قبل طرحها في الأسواق، أملا في طي صفحة فضيحة التلاعب بمحركات الديزل التي لا يزال القطاع يترنح تحت وطأتها منذ 2015.
وبعدما كانت مركبات الديزل محركا أساسيا للنمو لدى شركات السيارات الألمانية، تسجل مبيعات هذا النوع من الآليات تدهورا كبيرا خصوصا في ظل سعي مدن عدة لاعتماد قوانين مشددة تحظر تسيير السيارات العاملة بالديزل التزاما بمعايير مكافحة التلوث.
واعلنت بورشه أنها ستصبح أول مصنّع للسيارات في ألمانيا يتخلى عن مركبات الديزل، في ضربة جديدة لهذه التقنية بعد سنوات على انكشاف فضيحة التلاعب بالمحركات لدى مجموعة فولكسفاغن العملاقة.
وقررت شركات تصنيع السيارات استثمار ما يقرب من 40 مليار يورو خلال ثلاث سنوات في مجال انتاج المركبات الكهربائية بحسب شركة "في دي ايه" المتخصصة في القطاع.

وتتوقع شركة أودي التي تستحوذ على 8% من سوق السيارات في ألمانيا، أن تكون ثلث مبيعاتها بحلول 2025 هي لسيارات كهربائية أو هجينة.
ويقول الخبير في قطاع السيارات فرديناند دودنهوفر تعليقا على الطموحات المتأخرة لكبرى الشركات الألمانية في مواجهة مشاريع تيسلا الأميركية "أخيرا بدأ ذلك!".
ومن المتوقع أن تسير حوالى مليون مركبة كهربائية على الطرقات الألمانية بحلول 2022، غير أن هذا النمو السريع في سوق السيارات الكهربائية قد يُلجم بسبب المسافة المحدودة التي يمكن لهذه السيارات أن تقطعها قبل إعادة الشحن والنقص الكبير في نقاط الشحن.
أطلقت تيسلا الخميس نموذجا أقل كلفة من سيارة كهربائية "مودل 3" التي من شأنها أن تسمح لمصنّع المركبات الكهربائية بخوض غمار الإنتاج الصناعي.
ويمكن طلب هذه السيارة مباشرة عبر الموقع الإلكتروني للمجموعة بسعر 35 ألف دولار، من دون احتساب الضرائب، بحسب ما كشفت تيسلا التي حققت بعد سنتين من التأخير التعهّد الذي قطعته في هذا الصدد.
فمديرها التنفيذي إلون ماسك كان قد أعلن في آذار/مارس 2016 خلال الكشف عن هذا النموذج الذي يقضي الهدف منه بإقناع عامة الزبائن باقتناء مركبات كهربائية، أنه سيباع بسعر أساسي يبلغ 35 ألف دولار.
لكن تعذّر على تيسلا الإيفاء بهذا الوعد، إذ كان النموذج الأقل كلفة من "مودل 3" يباع حتى الخميس بسعر أقلّه 42900 دولار، رغم التخفيضات المتتالية منذ كانون الثاني/يناير لسعر هذه السيارة.
وفي كانون الثاني/يناير، تعهدّ ماسك بيع "مودل 3" بسعر 35 ألف دولار بحلول منتصف حزيران/يونيو 2019، مشيرا إلى أن الشركة حلّت أخيرا مشكلات متعددة واجهتها في مرحلة التصنيع.