موسكو 'تحتفظ بحقها' في الرد على الخداع الجوي الاسرائيلي فوق اللاذقية

روسيا تتهم فرنسا وإسرائيل بشن هجمات جوية على اهداف للنظام قرب الساحل السوري اختفت خلالها طائرة الاستطلاع الالكتروني وعلى متنها 14 شخصا.
روسيا تعتبر الغارات الاسرائيلية استفزازات معادية
باريس تنفي علاقتها بالهجمات الجوية في اللاذقية
موسكو: إسرائيل أبلغتنا قبل دقيقة واحدة من شن الهجوم

موسكو - قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء في تقرير بثته وكالة الإعلام الروسية إن الجيش السوري أسقط بطريق الخطأ طائرة عسكرية روسية فوق سوريا، لكنها ألقت باللائمة في حدوث هذا على إسرائيل وقالت إنها "تحتفظ بحقها" في الرد.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية الثلاثاء ان الوزارة اتهمت الطيران العسكري الإسرائيلي بتعمد خلق وضع "خطير" قرب مدينة اللاذقية السورية القريبة من قاعدة جوية روسية قالت إن الطائرة العسكرية وهي من طراز إليوشن-20 كانت تستعد للهبوط فيها.
واضافت الوزارة ان "الطيارين الإسرائيليين جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري"، مضيفا "نعتبر هذه الاستفزازات من جانب اسرائيل معادية"، و"نحتفظ بحقنا في الرد بالطريقة المناسبة".
وأضافت الوزارة أن 15 عسكريا روسيا لقوا مصرعهم بسبب ما وصفته بأفعال إسرائيل غير المسؤولة. وقالت إن إسرائيل لم تحذرها من الضربات إلا قبل دقيقة واحدة من تنفيذها.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تعتقد أن المدفعية السورية المضادة للطائرات أسقطت الطائرة دون قصد. وتخدم الطائرة أغراض الاستطلاع الالكتروني.
وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن مدينة اللاذقية الساحلية التي تقع قرب قاعدة جوية روسية كانت الطائرة في طريق العودة إليها تعرضت للهجوم من "صواريخ معادية" الاثنين لكن وسائط الدفاع الجوي تصدت لها.
واشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن الطائرة كانت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا بمحافظة اللاذقية عندما اختفت من على شاشات الرادار حوالي الساعة 11:00 مساء بتوقيت موسكو (20:00 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين.
ونسبت وكالة تاس الروسية للأنباء إلى الوزارة قولها في بيان إن الطائرة كانت فوق البحر المتوسط على بعد نحو 35 كيلومترا عن الشريط الساحلي السوري.
وتابع البيان "اختفى أثر الطائرة إيل-20 من على رادارات المراقبة الجوية أثناء هجوم شنته أربع طائرات إسرائيلية من طراز إف-16 على منشآت سورية في محافظة اللاذقية".
وأضاف "وفي الوقت نفسه، رصدت أنظمة رادار المراقبة الجوية الروسية إطلاق صواريخ من الفرقاطة الفرنسية أوفيرن التي كانت في تلك المنطقة".
لكن باريس سارعت إلى نفي الاتهام الروسي. وقال متحدث عسكري فرنسي إن "الجيوش الفرنسية تنفي أي ضلوع لها في هذا الهجوم".
وسارعت واشنطن بدورها الى نفي أي علاقة لها بالهجوم من دون اعطاء أي تفاصيل. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "لم يتم إطلاق الصواريخ من قبل الجيش الأميركي وليس لدينا شيء اضافي في الوقت الراهن".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف ليل الاثنين استهدف "مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية" التابعة لقوات النظام على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من دون أن "يتّضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين".
وجاء إطلاق هذه الصواريخ بعد يومين من هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي مساء السبت، وقصف مماثل طال محافظتي حماة (وسط) وطرطوس (غرب) في الرابع من الشهر الحالي، أفاد المرصد أنه طال مواقع عسكرية إيرانية.
وأقرّت إسرائيل الشهر الحالي بأنّها شنّت مئتي غارة في سوريا في الأشهر الـ18 الأخيرة ضدّ أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع.
وحولت العملية العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت أواخر عام 2015 دفة الصراع لصالح الرئيس السوري بشار الأسد حليف موسكو.
لكنها لم تكن دون ثمن.
ففي ديسمبر/كانون الأول من عام 2016 تحطمت طائرة روسية تقل عشرات المغنين والعازفين والراقصين بالفرقة الموسيقية العسكرية في البحر الأسود وهي في طريقها إلى سوريا وقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 92 شخصا.
وفي مارس/آذار، تحطمت طائرة نقل عسكرية روسية أثناء هبوطها في قاعدة حميميم وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 39 شخصا.
وتنفذ دول عديدة عمليات عسكرية في أنحاء مختلفة من سوريا ولها قوات على الأرض أو تشن الضربات من الجو أو من سفن في البحر المتوسط.
وتدعم هذه الدول أطرافا مختلفة في الصراع السوري أحيانا.
وهناك خطوط ساخنة تتبادل من خلالها هذه البلدان معلومات حول عملياتها لكن دبلوماسيين ومخططين عسكريين يقولون إن مخاطر قصف أي قوات دون قصد لا تزال كبيرة.