موسكو تحذّر واشنطن من محاولة 'اغتصاب' السلطة في كراكاس

روسيا والصين تعتبران من أهم حلفاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فيما تسعى الولايات المتحدة للإطاحة بحكومته عبر دعمها للمعارضة ومن خلال عقوبات تستهدف إضعاف حكمه.

موسكو تحذر واشنطن من أي تدخل عسكري أميركي لدعم غوايدو
روسيا والصين وتركيا تتضامن مع مادورو
ماكرون يقفز على محنته بالثناء على شجاعة الفنزويليين
الاتحاد الأوروبي لم يدعم غوايدو مفضلا  انتقالا سلميا للسلطة

موسكو/بروكسل - اتهمت روسيا اليوم الخميس الولايات المتحدة بمحاولة اغتصاب السلطة في فنزويلا، محذّرة من أي تدخل عسكري أميركي هناك، مما وضعها في مواجهة احتجاجات تدعمها واشنطن والاتحاد الأوروبي ضد أحد أقرب حلفاء موسكو.

فتح إعلان خوان غوايدو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد جبهة مواجهة جديدة بين واشنطن وموسكو حيث تقف القوتان العالميتان على طرفي نقيض من الأزمة الفنزويلية.

وتعتبر موسكو والصين من أهم حلفاء الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فيما تسعى الولايات المتحدة للإطاحة بحكومته عبر دعمها للمعارضة ومن خلال تسليط عقوبات اقتصادية تستهدف إضعاف حكم الرئيس الاشتراكي.

وأعلن زعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد يوم الأربعاء وحصل على دعم سريع من واشنطن وكثير من دول أميركا اللاتينية مما دفع الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي يحكم البلد الغني بالنفط منذ عام 2013، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وفكرة الإطاحة بمادورو من حكم فنزويلا مبعث قلق شديد من الناحية السياسية والاقتصادية لموسكو التي أصبحت هي والصين الملاذ الأخير لكراكاس إذ يقرضها البلدان مليارات الدولارات مع انهيار اقتصادها الاشتراكي.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يواجه ضغوطا تؤججها واشنطن ودول من أميركا اللاتينية
مادورو يبدو صامدا وسط فوضى تهدد فنزويلا

وتستثمر روسيا في قطاع النفط في فنزويلا كما قدمت دعما لجيشها، ملقية بثقلها سياسيا واقتصاديا في الدولة النفطية المضطربة والتي تشهد توترا في العلاقات مع الولايات المتحدة منذ عقود.

واتهمت روسيا واشنطن اليوم الخميس بالتحريض على الاحتجاجات في الشوارع وبمحاولة تقويض سلطة مادورو الذي وصفته بأنه الرئيس الشرعي للبلاد.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نعتبر محاولة اغتصاب السلطة ذات السيادة في فنزويلا مناقضة لأساس ومبادئ القانون الدولي وانتهاكا لها".

وأضاف أن روسيا لم تتلق طلبا من فنزويلا بتقديم مساعدة عسكرية وأحجم عن الإفصاح عن كيفية رد موسكو إذا ما تلقت ذلك الطلب.

وقال بيسكوف إن مادورو هو الرئيس الشرعي. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر/كانون الأول بمادورو في موسكو.

كما علقت وزارة الخارجية الروسية على الأمر واتهمت واشنطن بمحاولة تحديد مصير دول أخرى من خلال استخدام إستراتيجية مجربة جيدا بمحاولة الإطاحة بحكومة غير مرغوب فيها.

وأضافت الوزارة أنها طلبت من واشنطن عدم التدخل عسكريا محذرة من أن التدخل الخارجي هو الطريق لإراقة الدماء. وقالت "نحذر من مثل تلك المغامرة المحفوفة بالتبعات الكارثية".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى نظيره الفنزويل نيكولاس مادورو نهاية العام الماضي
روسيا لن تسمح لواشنطن بالاطاحة بحليفها مادورو

كما أبدى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دعمه لمادورو. وكتب المتحدث إبراهيم كالين على تويتر "اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وقال: أخي مادورو! انهض، نحن بجانبك".

وعبرت الصين من جهتها عن دعمها أيضا لمادورو. وقالت إنها تعارض التدخل الخارجي في فنزويلا وتدعم جهود حماية استقلالها واستقرارها.

أما الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على فنزويلا وقاطع تنصيب مادورو لولاية ثانية هذا الشهر فقد انتهج سياسة مغايرة.

ولم يتبع التكتل نهج واشنطن في الاعتراف بالرئيس المؤقت غوايدو فيما دعا السلطات في فنزويلا لاحترام "الحقوق المدنية والحريات والأمن" وبدا أنه يدعم دعوات الانتقال السلمي للسلطة.

وحيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شجاعة الفنزويليين في مسيراتهم من أجل الحرية ووصف فوز مادورو في انتخابات العام الماضي بأنه باطل.

لكن ماكرون الذي سارع لدعم المعارضة الفنزويلية، يواجه هو نفسه ضغوطا شديدة ودعوات للاستقالة من منصبه، فيما تستمر احتجاجات السترات الصفراء في تضييق الخناق عليه.

وفي بريطانيا قال متحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماي، إن الانتخابات في فنزويلا لم تكن حرة ولا نزيهة وعبر عن دعم بلاده لغوايدو باعتباره رئيس الجمعية الوطنية.

وقال مصدر حكومي إسباني اليوم الخميس إن رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث يعتزم الاتصال بغوايدو بعد محادثات مع زعماء أميركا اللاتينية في دافوس.

وطالبت لأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل فيما تردد عن سقوط ضحايا خلال الاضطرابات في فنزويلا، وحث جميع الأطراف على إجراء حوار سلمي.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان اليوم الخميس "الأمين العام يؤكد الحاجة الملحة لالتزام كل الأطراف المعنية بحوار سياسي شامل ذي مصداقية لعلاج الأزمة طويلة الأمد في البلاد".

وقال مسؤولون في فنزويلا إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في اشتباكات مع الشرطة هذا الأسبوع في البلد الذي يشهد أزمة حادة بعد أن أدى رئيس البرلمان خوان غوايدو القسم رئيسا بالوكالة للبلاد بدعم من دول في المنطقة مما زاد من عزلة الرئيس نيكولاس مادورو.

وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع في أنحاء متفرقة من فنزويلا لمطالبة مادورو بالتنحي.