واشنطن تحشد لدعم دولي أوسع لعزل مادورو

الولايات المتحدة تطلب اجتماعا لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في فنزويلا، داعية دول أميركا اللاتينية إلى دعم خوان غوايدو في موقف ايدته بريطانيا معتبرة أن مادورو ليس الرئيس الشرعي.

روسيا تعترض على اجتماع لمجلس الأمن حول فنزويلا
موسكو تعتبر التطورات في فنزويلا شأنا داخليا لا يهدد الأمن الدولي
بريطانيا تدعو للاعتراف بخوان غوايدو رئيسا لفنزويلا
الجيش الفنزويلي يدعو للحوار رافضا خطوات خوان غوايدو
خوان غوايدو

نيويورك/لندن - طلبت الولايات المتحدة اليوم الخميس عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي حول تطورات الوضع في فنزويلا في اطار جهد تبذله واشنطن لتحشد دعم دولي للاعتراف بخوان غوايدو رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) رئيسا بالوكالة ودفع الرئيس الفنزويلي للتنحي طوعا أو كرها.

وقالت مصادر إن واشنطن عبرت عن أملها بعقد اجتماع "علني" رغم معارضة روسيا لاجتماع يتناول موضوعا "داخليا" في فنزويلا ولا يشكل في رأيها تهديدا للسلام والأمن الدوليين.

ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الخميس منظمة الدول الأميركية إلى الاعتراف بخوان غوايدو "رئيسا بالوكالة لفنزويلا"، على غرار ما فعلت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأعضاء في هذا التكتل الأربعاء.

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال اجتماع طارئ لمنظمة الدول الأميركية
بومبيو يدعو منظمة الدول الأميركية إلى الاعتراف بغوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا

وخلال اجتماع طارئ للمنظمة في واشنطن حضره في اللحظة الأخيرة، حذر بومبيو نظام نيكولاس مادورو الذي وصفه بـ"غير الشرعي" من "أي قرار باستخدام العنف لقمع الانتقال الديمقراطي السلمي"، مطالبا قوات الأمن الفنزويلية بـ"حماية" غوايدو.

وذكّر بأن "الولايات المتحدة اعترفت الأربعاء برئيس البرلمان خوان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا"، موجها الشكر إلى "العديد من الدول الأخرى" التي اتخذت القرار نفسه.

وأضاف "حان الوقت لمنظمة الدول الأميركية كمؤسسة وبجميع أعضائها، أن تقوم بالأمر نفسه. على كل الدول الأعضاء في منظمة الدول الأميركية أن تقف إلى جانب الديمقراطية واحترام دولة القانون".

وإضافة إلى الولايات المتحدة، اعترفت عدة دول في القارة الأميركية بخوان غوايدو هي البرازيل وكولومبيا والأرجنتين وكندا وتشيلي وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وباراغواي والبيرو. وفي المقابل أعلنت المكسيك وكوبا دعمهما لمادورو.

وتابع بومبيو "انتهى وقت النقاش. إن نظام الرئيس السابق نيكولاس مادورو غير شرعي. إن نظامه يعيش إفلاسا أخلاقيا وهو غير كفؤ على الصعيد الاقتصادي وفاسد للغاية وغير ديمقراطي".

وفي تناغم مع الموقف الأميركي، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الخميس إن نيكولاس مادورو "ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا"، وذلك غداة قرار الولايات المتحدة وعدة دول أخرى الاعتراف بالمعارض غوايدو رئيسا بالوكالة.

وقال هانت في بيان "نحن قلقون جدا حيال الوضع في فنزويلا، لكن من المؤكد أن نيكولاس مادورو ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا".

ومن دون أن يعترف رسميا بخوان غوايدو كرئيس، اعتبر هانت أن الأخير هو "الشخص المناسب للمضي قدما بالبلاد"، معلنا دعم المملكة المتحدة للولايات المتحدة وكندا والبرازيل والأرجنتين لـ"تحقيق هذه الغاية".

ويتقاطع الموقف البريطاني الحذر مع مواقف مسؤولين أوروبيين آخرين لم يعترفوا حتى الآن رسميا برئاسة غوايدو.

ويقول محللون إن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى الحفاظ على إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي مع حماية مواطنيه في حال تدهور الوضع في فنزويلا.

وأحجمت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس عن الاعتراف صراحة بزعيم المعارضة الفنزويلي رئيسا مؤقتا للبلاد ودعت إلى عملية سياسية تقود إلى انتخابات جديدة.

وقالت متحدثة باسم المفوضية للصحفيين إن المفوضية تقف إلى جانب القوى الديمقراطية في فنزويلا وتدعمها.

وردت المتحدثة على أسئلة الصحفيين المتكررة عن عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي بغوايدو قائلة إن الاتحاد يؤيد الجمعية الوطنية (البرلمان) ويركز على التطورات الجارية على الأرض في فنزويلا.

ويعتمد رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو على دعم الجيش في مواجهة الدعم الدولي لرئيس البرلمان خوان غوايدو الذي أعلن نفسه الأربعاء "رئيسا" بالوكالة واعترفت به فورا واشنطن وحلفاؤها في المنطقة.

وزير الدفاع الفنزويلي الجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز وكبار قادة الجيش
الجيش أكبر ضمان لبقاء مادورو في الحكم

أكد الجيش الأربعاء دعمه الثابت لمادورو ورفضه إعلان خوان غوايدو نفسه رئيسا. وقال وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز "إن الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن السيادة الوطنية".

وقالت الحكومة إن وزير الدفاع وكبار القادة العسكريين في المناطق سيعلنون "دعمهم للرئيس الدستوري" و"للحفاظ على سيادة" البلاد.

وتعتمد الحكومة أيضا على المحكمة العليا التي يتوقع أن تجتمع الخميس. وقبل وقت قصير من إعلان غوايدو، أعلنت أعلى سلطة قضائية في البلد التي تضم قضاة يعدون مؤيدين للنظام، أنها أمرت بإجراء تحقيق جنائي بحق أعضاء البرلمان المتهمين بمصادرة صلاحيات الرئيس.

وجاء ذلك بعدما وعد النواب الثلاثاء "بالعفو" عن عسكريين قالوا إنهم يرفضون الاعتراف بسلطة مادورو في تحد للمحكمة العليا التي أبطلت كل قراراتهم.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الخميس على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي "نأمل في أن يكون الحوار ممكنا لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثيا على سكان البلاد والمنطقة".

واستمرت التظاهرات والاحتجاجات خلال الليل في أحياء شعبية في كراكاس بعد يومين من تظاهرات دامية نظمتها المعارضة وأنصار الرئيس الاشتراكي وشهدت أعمال عنف.

وأحصت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان 16 قتيلا الأربعاء. وقال المرصد الفنزويلي للنزاع الاجتماعي إن 13 شخصا قتلوا خلال يومين من الاضطرابات منذ الثلاثاء، فيما لا تزال تظاهرات 2017 التي قتل خلالها 125 شخصا ماثلة في الأذهان في البلد الغني بالنفط الذي يعاني أزمة اقتصادية حادة.