نتانياهو يستثمر أوسع حملة تطعيم لتعزيز رصيده الانتخابي

رئيس الوزراء الإسرائيلي يحول نجاح حملة التطعيم ضد كورونا الى شعار دعائي لحملته الانتخابية، في خطوة غير كافية لفوزه عندما يتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع مقيدين بالإجراءات الوقائية.
رحيل ترامب عن البيت البيض يضعف حظوظ نتانياهو في الفوز بالانتخابات

تل أبيب - حول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نجاح بلاده في تصدر دول العالم في التطعيم بلقاحات فيروس كورونا إلى شعار لحملته الانتخابية، مستثمرا ذلك في ترقيع شعبيته المتراجعة بسبب فشل حكومته في السيطرة على الوباء فضلا عن تهم الفساد التي تلاحقه.

وأعلن نتانياهو "الانتصار على كورونا" بجعل إسرائيل "دولة التطعيم". غير أن هذا الإنجاز قد لا يكفي عندما يضع الناخبون كماماتهم الإلزامية ويتوجهون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات يوم الثلاثاء.

ويستعد الناخبون الإسرائيليون لرابع انتخابات تشريعية في أقل من عامين فيما يتقدم نتانياهو نتائج استطلاعات الرأي لكن من غير الأكيد أنه سيتمكن من الفوز بغالبية برلمانية قادرة على الحكم.

وأدلى نتانياهو بتصريح طرح فيه تقييما محسوبا لفرصه في الانتخابات بعد أن أشارت أحدث استطلاعات الرأي إلى تقارب المتنافسين.

وقال لراديو الجيش الإسرائيلي أمس الأحد "مازلت أفتقد مقعدا (برلمانيا) أو اثنين لتشكيل حكومة مستقرة".

يأمل نتانياهو في أن يشكره الاسرائيليون في صناديق الاقتراع على إشرافه على حملة تلقيح ضد فيروس كورونا ناجحة عالميا وإبرام اتفاقات لتطبيع العلاقات مع أربع دول عربية.

لكن رغم أن حزب الليكود الذي يتزعمه يتصدر نتائج استطلاعات الرأي، إلا انه سيكون بحاجة لشركاء من أجل تشكيل ائتلاف لكي يضمن غالبية من 61 مقعدا في أصل 120 في الكنيست.

وهذا يعني أن إسرائيل ستواجه ثلاثة احتمالات بنتيجة هذه الانتخابات؛ إما ائتلاف جديد برئاسة نتانياهو أو حكومة منقسمة أيديولوجيًا توحدها فقط معارضتها له أو انتخابات خامسة.

خلال فترة من الجمود السياسي غير المسبوق، تبين أن حزب الليكود بزعامة نتانياهو وحلفاءه اليمينيين المتدينين غير قادرين على ضمان أغلبية مستقرة في البرلمان.

لكن انتخابات الثلاثاء قد لا تأتي بنتيجة حاسمة مباشرة كما تقول داليا شيندلين المحللة السياسية البارزة لاستطلاعات الرأي.

وأوضحت شيندلين "السؤال هو هل سيكون هناك نوع من النتائج الحاسمة التي تعطي لأحد الأطراف، سواء الأحزاب الموالية لنتانياهو أو الأحزاب التي تحاول تشكيل ائتلاف مناهض لرئيس الوزراء، تقدما واضحا كافيا"، مشيرة إلى أنه "في الوقت الحالي لا يبدو أن أيا من الجانبين لديه أصوات كافية للتوصل إلى نتائج حاسمة".

نتنياهو يواجه تحديات صعبة لتشكيل الحكومة
نتنياهو يواجه تحديات صعبة لتشكيل الحكومة

اتجاه نحو اليمين

ولفتت المحللة إلى حقيقة أن "السياسة الإسرائيلية خلال معظم هذا القرن شكلت انجراف الناخبين الإسرائيليين إلى اليمين خاصة في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني"، مضيفة "أياً كان من سيصبح رئيساً للوزراء، فمن المرجح أن تتبنى البلاد اتجاهاً يمينياً".

مع توقع فوز الأحزاب اليمينية بحوالي 80 مقعدًا، هناك شركاء أيديولوجيون متعددون أمام نتنياهو لتشكيل حكومة معهم.

لكن الزعيم المثير للانقسام البالغ من العمر 71 عاما وأول رئيس وزراء في إسرائيل يتم توجيه لوائح اتهام بالفساد ضده أثناء توليه منصبه العام الماضي، أبعد عنه الحلفاء السابقين.

وانشق عن حزب الليكود القيادي البارز جدعون ساعر وشكل حزب تكفا حداشاه (الأمل الجديد) العام الماضي لتحدي رئيس الوزراء الذي يتهمه بالفساد وتقديم مصالحه الخاصة على مصالح البلد.

كما شن وزير الدفاع السابق القومي الديني نفتالي بينيت حملة ضد رئيس الوزراء للاطاحة به. لكن لم يستبعد بينيت الذي خدم في حكومات نتنياهو السابقة، الانضمام إليه مرة أخرى لتفادي انتخابات خامسة.

بالتالي بات ينظر إلى نفتالي بينيت الذي يتزعم حزب "يمينا على انه في مكانة "صانع الملوك".

حكومة يترأسها نتانياهو ستكون ضيقة ويمكن لكل شريك ابتزازها

ابتزاز

بالنسبة لنتنياهو الذي يصور نفسه على أنه الزعيم الوحيد القادر على الحفاظ على أمن إسرائيل، فإن تشكيل حكومة قد يتطلب التعامل مع المتطرفين.

وعلى تلك القائمة التحالف الصهيوني الديني الجديد الذي يضم إيتامار بن غفير الذي وصف يهوديا متطرفا قتل 29 فلسطينيا بأنه "بطل".

حتى عضو الليكود البارز ووزير الطاقة يوفال شتاينتس قال إنه سيكون من غير المناسب الجلوس مع بن غفير.

ولكن إذا تجاوزت الصهيونية الدينية نسبة الحسم البالغة 3.25 بالمئة لدخول الكنيست، فقد يحتاج نتنياهو إلى الاصطفاف مع المتطرفين المعارضين لقيام دولة فلسطينية بأي شكل من الأشكال.

يمكن لحكومة تضم الليكود إلى جانب حلفائها المتدينين المتشددين في حزبي يمينا والصهيونية الدينية أن تحاصر نتنياهو في زوايا غير مريحة.

وكتب المعلق السياسي يوفال كارني في صحيفة يديعوت أحرونوت الاثنين "مثل هذه الحكومة ستكون ضيقة ويمكن لكل شريك ابتزازها".

ومثل هذا الأمر قد يأتي في وقت خسر فيه نتنياهو حليفا في البيت الأبيض بعد وصول جو بايدن إلى السلطة. وكان الرئيس السابق دونالد ترامب التزم الصمت حيال توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.

وقالت المحللة شيندلين "لقد أشارت إدارة بايدن الجديدة بالفعل إلى تراجع في المواقف التي دعمها الرئيس ترامب، وسيتعين على أي رئيس وزراء إسرائيلي معرفة كيفية الرد".

انتخابات خامسة

المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء هو مذيع التلفزيون السابق الوسطي يائير لابيد، لكن آفاقه تتضاءل بسبب الانقسام في المعسكر المناهض لنتنياهو.

قال لابيد رئيس حزب "يش عتيد" إنه لن يصر على أن يكون رئيسًا للوزراء في ائتلاف مناهض لنتنياهو إذا كان ذلك يساعد على الإطاحة برئيس الوزراء.

وفيما يحتمل أن يحتل حزبه المرتبة الثانية بعد الليكود، ليس هناك من سبيل واضح أمام يائير لابيد للوصول إلى السلطة بدون اليمينيين بينيت وساعر.

وبالنظر إلى حالة اليسار الإسرائيلي المهمش، ظهر بينيت على القناة 20 الإسرائيلية الأحد، ووقع على تعهد بأنه "لن يسمح ليائير لابيد بأن يكون رئيسًا للوزراء".

وتهدف الخطوة إلى طمأنة أنصاره، كما سلطت الضوء على الانقسامات في المعسكر المناهض لرئيس الوزراء الحالي.

إذا لم يتمكن نتنياهو الحصول على 61 مقعدًا ولم يتمكن المعارضون من إيجاد أرضية مشتركة، فمن الممكن إجراء انتخابات ستكون الخامسة في غضون ثلاث سنوات.

وقال المحلل السياسي جدعون رهط إنه احتمال من شأنه أن يبقي نتنياهو في السلطة كرئيس للوزراء في الوقت الحالي وهذا يناسبه.

وأشار رهط الى أن نتنياهو "يمكن أن يذهب بسهولة إلى انتخابات خامسة أو سادسة أو سابعة".