نداء تونس يتهم الجهاز السري للنهضة باختراقه

الناطق باسم الحزب ينشر وثائق تؤكد تورط الجهاز السري في زرع جواسيس واستقطاب قيادات بهدف تفكيك النداء واضعافه.
المعلومات حول تورط النهضة في اختراق النداء اخذت من حاسوب مصطفى خذر
شخصية زرعت في المكتب التنفيذي للنداء استقطبت قياديا كان مصدر معلومات للجهاز السري
تم استدراج قيادات النداء بفيلا مجهزة بكاميرات و اجهزة تجسس بفرنسا

تونس - أفاد الناطق الرسمي باسم حزب نداء تونس المنجي الحرباوي ان وثائق تم نشرها من قبل هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي تثبت تورط الجهاز السري لحركة النهضة في اختراق الحزب.
واوضح المنجي الحرباوي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك الاربعاء ان النيابة العامة اكدت وجود هذه الوثائق التي تدين الحركة في عملية الاختراق التي تعرض لها الحزب.
وقال الحرباوي ان المعلومات حول تورط النهضة في اختراق النداء اخذت من حاسوب مصطفى خذر المقرب من الحركة والمسجون في قضايا تتعلق بالجهاز السري مشيرا الى ان حركة نداء تونس كان هدفا رئيسيا لهذا الجهاز و الذي سخرته حركة النهضة لضرب نداء تونس و استقطبت لذلك عدة عناصر.
وكشف الحرباوي ان من بين العناصر شخصية زرعت في المكتب التنفيذي للنداء حيث تورط في عمليات تجسس واختراق إضافة الى استقطاب قيادي كان مصدر معلومات للجهاز السري.
وتابع المنجي الحربواوي "انه تم استدراج قيادات النداء بفيلا مجهزة بكاميرات و اجهزة تجسس بفرنسا وعرض بعض العروض الكبرى لفائدة بعضهم من اجل ضرب النداء و تفكيكه و تشويه بعض القيادات و الرئيس المؤسس الباجي قايد السبسي و عائلته و دفعوا في ذلك الكثير حسب الوثائق المنشورة".
وقال الناطق باسم الحزب انه "من اكبر ضحيا الجهاز السري كان و لازال حزب حركة نداء تونس و قياداته و من اهم اسباب انهيار النداء و تفككه هو الجهاز السري للنهضة و بعض القيادات الندائية التي تم استعمالهم في ذلك بموجب طموحاتهم الشخصية ولهثهم وراء مصالهم الشخصية الضيقة والذين تمت دعوتهم من طرف الباحث في جرائم الارهاب".

ونشرت هيئة الدفاع في ايلول/سبتمبر ما بحوزتها من وثائق بخصوص ملف القضية مؤكدة انها ستنشر في المستقبل مزيدا من الوثائق حول الجهاز السري.
وقالت الهيئة انها نشرت في موقعها على الفايسبوك وثائق تتعلق بالقيادي في حركة النهضة المتورط في ملف الاغتيالات السياسية مصطفى خذر والذي يقبع في السجن حاليا باعتباره من بين المتورطين في الاغتيالات.
وتزامن نشر الوثائق مع اعلان هيئة الدفاع الدخول في اعتصام مفتوح بمقر المحكمة الابتدائية بتونس وذلك بسبب رفض النيابة العامة التحقيقات في الشكايات المقدمة ضد قيادات الحركة الاخوانية خاصة زعيمها راشد الغنوشي ووزير الداخلية الاسبق علي العريض.
واطلقت الهيئة حملة تحت شعار "احفظ والا حيل" في دعوة للقضاء لاحالة الملفات والشكاوي او حفظ القضية وعدم تركها معلقة معلنة عن بحث تحقيقي شعبي إحتراما لمبدأ حرية الإثبات في المادة الجزائية.
لكن الاعتصام سرعان ما تم مواجهته امنيا حيث تعرض عدد من المحامين من اعضاء الهيئة لاعتداءات من قبل الشرطة حيث تم نقل ارملة بسمة الخلفاوي أرملة بلعيد الى مصحة خاصة بعد تعرضها لضغوط نفسية.
كما تعرض المحامين رضا الرداوي وابراهيم بودربالة لاعتداء بالعنف الشديد تسبب لهما في إصابات.
وقالت عضو هيئة الدفاع عن بلعيد إيمان قزارة في مداخلة على قناة الحوار التونسي الخميس ان النيابة العامة تسعى بعد حفظ او إحالة الشكاوي لحماية قادة من حركة النهضة بعد ثبوت تورطهم في ملفات الاغتيال السياسي.
وأشارت قزارة ان قاضي التحقيق المتعهد بالقضية يرفض استدعاء قادة بارزين في الحركة لسماع شهادتهم في التهم الموجهة لهم وهو ما يثبت دون شك علاقة الحركة الاخوانية ببعض المسؤولين سواء في قطاع القضاء او قطاع الامن.
وأكدت عضوة هيئة الدفاع ان حماية رئيس الحركة ياتي من خلال منحه وقتا للمشاركة في الانتخابات التشريعية والحصول على حصانة نيابية تمكنه من الافلات من القضاء وبالتالي الإفلات من العقاب.

هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي
هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي تتهم النيابة العامة برفض التحقيقات في الشكايات المقدمة ضد قيادات النهضة

وطالبت المحامية قزارة بضرورة إجراء محاكمة شعبية في قضية بلعيد وذلك للوقوف على الاخلالات وكشف محاولات انقاذ قيادات النهضة وتمتيعهم بفرصة الإفلات من العقاب وعدم تحميلهم مسؤولية الاغتيال السياسي في البلاد.
وكان القضاء التونسي وجه في يناير/كانون الثاني تهمة القتل العمد لخذر المقرب من النهضة.
كانت هيئة بلعيد كشفت بالوثائق عما قالت إنه الجهاز السرّي لحركة النهضة وعن الغرفة السوداء في وزارة الداخلية التونسية في فترة حكم الترويكا بقيادة الحركة الإسلامية بين عامي 2012 و2013 حيث تعهد الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بكشف الحقائق في القضية ومدة تورط حركة النهضة شريكته في الحكم بعد انتخابات 2014.
وكشفت الهيئة في أكتوبر/تشرين الأول 2018 عن تورط الجهاز السرّي في اختراق أجهزة الدولة وفي أنشطة تجسس لصالح جهات أجنبية والتستر على معلومات تتعلق باغتيال بلعيد والبراهمي في 2013.
وكانت النهضة نفت تلك المعلومات نفيا قاطعا كما دخلت في خلافات عميقة مع قائد السبسي الذي استقبل ممثلين عن هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي.
 واعلن السبسي حينها صراحة أن النهضة هددته لاستقباله وفدا عن الهيئة ولوح بمقاضاتها في اجتماع لمجلس الامن القومي والذي ضم حينها رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزراء العدل والدفاع والخارجية.
وبحسب الهيئة ووسائل إعلامية محلية، فإن الوثائق التي تم اكتشافها في الغرفة السوداء تثبت وجود جهازا سريا لحركة النهضة وتعاملات مشبوهة تتعلق بالمدعو مصطفى خذر وعلاقات وثيقة مع تنظيم أنصار الشريعة وتحديدا مع محمد العوادي المسؤول على الجناح العسكري لأنصار الشريعة المتورط في اغتيال البراهمي وتنص على ضرورة مرافقة العوادي أمنيا إلى الحدود التونسية لمغادرة البلاد.
وتكشف الوثائق أيضا على  قائمات لمنحرفين وأرقامهم من ضمنهم المدعو عامر البلعزي. كما تم الإقرار بعلاقة مصطفى خذر بعامر البلعزي وهو الذي ألقى بالمسدسين المستخدمين في اغتيال البراهمي في البحر.
ومن بين الوثائق الأخرى واحدة تتعلق بزعيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين المعروف بأبو عياض.
ومن ضمن الوثائق المحجوزة مراسلات تتعلق بتحركات أبوبكر الحكيم المتهم بالتورط في اغتيال محمد البراهمي.
وبدأت محكمة تونس جلسات محاكمة في قضيتي الاغتيال منذ 2015 تشمل العشرات من المتهمين بينهم عناصر في حالة فرار، غير أنها لم تصدر أحكاما حتى اليوم إذ يجري تأجيل الجلسات بشكل مستمر.