ندوة فكرية في الدار البيضاء تسلط الضوء على فن العيطة

الندوة تناولت كذلك ضمن فعاليات مهرجان العيطة المرساوية البناء الشعري والموسيقي لفن العيطة وأشكال أدائها.

الدار البيضاء (المغرب) - التأم باحثون ومتخصصون، السبت، بمدينة الدار البيضاء في ندوة فكرية سلطت الضوء على البعد التاريخي والثقافي والاجتماعي لفن العيطة.

وتناولت الندوة المنظمة في إطار فعاليات مهرجان العيطة المرساوية، أيضا البناء الشعري والموسيقي لفن العيطة وأشكال أدائها.

وأكد المتدخلون أن هناك توسيعا لمفهوم العيطة، لذلك لا يكاد يحصل أي اتفاق حين طرح السؤال، ما هي العيطة؟ وما هو متنها؟

واعتبر المتدخلون أنه يجب قبل ذلك التمييز في التراث الشعبي الغنائي بالمغرب بين الأنواع الرئيسية الثلاثة، "العيطة، الساكن، والقصيدة".. لكن بالمقابل اتفق هؤلاء على أن هذا الفن الشعبي المتوارث عبر عصور، والمترسب بذاكرة المغاربة، يحتاج إلى التدوين.

ويقتضي توثيق هذا التراث الموسيقي نقله من المستوى الصوتي إلى فضاء الكتابة، كما يجب الحفاظ عليه من التلاشي، على اعتبار أنه يمثل جزءا هاما من الهوية الثقافية المغربية، وفقا للمتدخلين.

ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء، عن الباحثة خديجة عبد الجميل تشديدها على الحاجة الملحة لتشكيل مجموعات بحث لجمع هذا التراث الموسيقي، مشيرة إلى أن هناك نصوصا يصعب على المستمع فهمها.

ولفتت إلى أن "العيوط" ظلت تحفظها نساء المغرب، على اعتبار أن المرأة هي الذاكرة الحية للمجتمع، كما يقول الاثنولوجيون والأنتربولوجيون.

كما شددت الباحثة الإيطالية أليساندرا تشوشي، الأستاذة بجامعة كولومبيا بنيويورك، والمتخصصة في علم الموسيقى، أن اهتمامها بفن العيطة يرجع إلى اللحظة التي اقتنت فيها شريطا موسيقيا لفاطنة بنت الحسين وأولاد بنعكيدة سنة 1999.

وأضافت أنه من خلال البحث الميداني، الذي قمت به رفقة باحثين مغاربة، سعيت إلى التعريف بفن العيطة وأدوات اشتغالها، علاوة تقديم صورة مختلفة للتمثّلات الاستعمارية حول صورة الشيخات.

ومهرجان العيطة المرساوية تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الدار البيضاء - سطات بتعاون مع مجلس جماعة الدار البيضاء، في الفترة ما بين 12 و27 يوليو/تموز الجاري.

وشمل برنامج المهرجان سهرات موسيقية لفرق فن العيطة، علاوة على ندوات وعرض أفلام سينمائية ومعرض حول فن العيطة وأجناسها وأنماطها، فضلا عن تسليط الضوء على هذا التراث الموسيقي العريق وإطلاع الشباب على هذا الفن الأصيل وفتح النقاش بين الفاعلين حول الغناء الشعبي بمشاركة رواد العيطة.