نذر صدام بين الجيش السوداني والمحتجين

الجيش السوداني يحذّر المحتجين من مخالفة قرار حظر التجول الليلي في الوقت الذي صعّد فيه الحراك الشعبي رافعا شعار "ارحل تاني" بعد 'ارحل وبس" و"بن عوف مجرم حرب".
واشنطن: وزير الدفاع السوداني ما يزال على لائحة العقوبات الأميركية
المحتجون السودانيون يتحدون قرار حظر التجول الليلي
متظاهرون سودانيون يحاصرون سيارة لواء بالجيش ويحطمون زجاجها
دعوات غربية وعربية لضبط النفس وتجنب العنف
واشنطن تدعو الجيش لتشكيل حكومة جامعة
الاتحاد الأوروبي يدعو الجيش السوداني إلى نقل السلطة سريعا إلى المدنيين
بن عوف يؤدي القسم رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي
رئيس الأركان السوداني يؤدي القسم نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي

الخرطوم - تلوح في الأفق مواجهات محتملة بين المحتجين في السودان والجيش الذي أعلن حظر التجول ودعا المواطنين للالتزام به. وتحدى المحتجون قرارات المؤسسة العسكرية ورفعوا شعارات مناهضة لحكم العسكر.

وتأتي هذه التطورات فيما أعلن التلفزيون السوداني الرسمي أنّ وزير الدفاع عوض بن عوف أدّى مساء الخميس القسم "رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي" الذي شكّله الجيش إثر إطاحته بالبشير بعد أربعة أشهر من الاحتجاجات الشعبية ضد حكمه.

وقال التلفزيون إنّ "الفريق أول الركن عوض محمد أحمد ابن عوف أدّى القسم رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي"، مضيفا "الفريق كمال عبدالمعروف أدى القسم نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي".

لكن الجيش حذّر من عدم الالتزام بقرار حظر التجول الليلي ومن مخاطر قد تترتّب على عدم الالتزام بقراراته"، في حين يواصل المتظاهرون احتجاجاتهم في الشارع بل إن جمعا منهم هاجم سيارة ضابط كبير وحطم زجاجها في رفض صريح لبيان المؤسسة العسكرية قيادة البلاد لفترة انتقالية لمدة عامين تختتم بتسليم السلطة لرئيس منتخب ديمقراطيا.

وقال الجيش في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية (سونا) إنّه "على المواطنين الالتزام بذلك (حظر التجوّل) للمحافظة على سلامتهم ونظرا للمخاطر التي قد تترتّب على عدم الالتزام بحظر التجوال بالتوقيتات المعلنة".

بن عوف رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي
بن عوف رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي

وأطاحت القوات المسلحة السودانية اليوم الخميس بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد بقبضة حديدية على مدى 30 عاما وأعلنت "التحفظ عليه"، لكن محتجين خرجوا للشوارع مطالبين الجيش بتسليم السلطة لمدنيين. ويطالب الحراك الشعبي والمعارضة في السودان بهيئة حكم انتقالية

وفي كلمة أذاعها التلفزيون الرسمي، أعلن وزير الدفاع عوض محمد أحمد بن عوف عن تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون الدولة لفترة انتقالية مدتها عامان تتبعها انتخابات.

وأوضح أن البشير مُحتجز "في مكان آمن" لكنه لم يوضح من سيرأس المجلس العسكري.

وقال بن عوف إنه تقرر تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور وإغلاق المجال الجوي لمدة 24 ساعة والمعابر الحدودية لحين إشعار آخر وكذلك حل المجلس الوطني ومجالس الولايات ومؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء.

ورفض تجمع المهنيين السودانيين، المنظم الرئيسي للاحتجاجات ضد البشير، خطط الوزير، ودعا المحتجين لمواصلة الاعتصام خارج وزارة الدفاع الذي بدأ يوم السبت الماضي.

وتحولت مشاعر المحتجين، الذين كانوا يحتفلون في وقت سابق برحيل البشير، إلى الغضب وهتف الكثيرون "تسقط تاني" بعد أن كانوا يرددون سابقا هتاف "تسقط بس" ضد البشير كما رفعوا لافتات كتب عليها "ابن عوف مجرم حرب. ابن عوف لايمثلني" و"دولة مدنية وإلا ثورة أبدية". وتحلق متظاهرون غاضبون حول سيارة خارجة من مقر وزارة الدفاع يُعتقد أنها تقل لواء بالجيش وقفزوا على سطحها وحطموا زجاجها الأمامي.

المحتجون يرفعون شعارات مناهضة لوزير الدفاع السوداني
المحتجون يرفعون شعارات مناهضة لوزير الدفاع السوداني

وصرحت مصادر سودانية بأن البشير موجود في قصر الرئاسة تحت حراسة مشددة. وقال أحد أبناء الصادق المهدي زعيم حزب الأمة، وهو حزب المعارضة الرئيسي، لقناة الحدث التلفزيونية إن البشير محتجز مع عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

ويواجه البشير اتهامات أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت أمرا باعتقاله على خلفية مزاعم بارتكاب جرائم حرب في منطقة دارفور بالسودان أثناء تمرد بدأ في عام 2003 وأودى بحياة ما يقدر بنحو 300 ألف شخص.

ودعت الولايات المتحدة الجيش السوداني لتشكيل حكومة "جامعة" تضم مدنيية، فيما قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس، إن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، ما يزال على لائحة العقوبات المفروضة من واشنطن على الخرطوم.

ونقلت قناة "سكاي نيوز" عن المتحدث باسم الخارجية قوله إن "وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، ما يزال على لائحة العقوبات المفروضة من واشنطن على الخرطوم".

ومنذ العام 1997، فرضت الإدارات الأميركية، عقوبات على السودان، تضمنت تجميد أصول شركات وأفراد، ولاحقا حجز الكونغرس ممتلكات وأوقف تعاملات مع أفراد في حكومة الخرطوم لاتهامهم بـ "الإبادة الجماعية، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

ويجيء سقوط البشير عقب الإطاحة هذا الشهر بالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة إثر احتجاجات شعبية أيضا على حكمه الذي دام عقدين.

وطلبت الولايات المتحدة وخمس دول أوروبية الخميس عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في السودان عقب إطاحة الجيش بالبشير، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.

وقال الدبلوماسيون إنّهم يتوّقعون أن يعقد المجلس جلسة مغلقة الجمعة لبحث الوضع في السودان تلبية للطلب الذي قدّمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وبولندا.

ودعت المفوضية الأوروبية جميع الأطراف في السودان اليوم الخميس إلى الإحجام عن اللجوء للعنف.

فرحة السودانيين بسقوط البشير تنقلب غضبا ضد الجيش
فرحة السودانيين بسقوط البشير تنقلب غضبا ضد الجيش

وقالت المتحدثة باسم المفوضية مايا كوسيانسيتش في بيان "ندعو إلى عملية سياسية سلمية وشرعية وشاملة وذات مصداقية تضع في اعتبارها رغبات الشعب السوداني والحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية". وحذرت الخارجية الألمانية والسفارة الأميركية في الخرطوم من اندلاع أعمال شغب عنيفة في العاصمة.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مساء الخميس الجيش السوداني الذي أطاح بالرئيس عمر البشير إلى نقل السلطة "سريعا" إلى المدنيين، منوّهةً برغبة الشعب السوداني في التغيير.

وقالت موغيريني في بيان "وحدها عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبّي تطلّعات الشعب السوداني وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد"، مضيفة "لا يمكن تحقيق ذلك إلاّ من خلال تسليم السلطة سريعا لحكومة انتقالية مدنيّة. في هذه العملية، يجب على الجميع ممارسة الهدوء وأقصى درجات ضبط النفس".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اليوم الخميس أن التطورات الأخيرة في السودان شأن داخلي.

وأعرب قاسمي عن أمله في أن يلتزم جميع الأطراف السودانية بضبط النفس وأن" تعتمد سياسة التعاطي والحوار والأساليب السلمية لتحقيق مطالبها لنشهد على وجه السرعة استتباب الاستقرار والهدوء و في هذا البلد".

أعربت الحكومة الموريتانية بدورها عن تفهمها لتطلعات الشعب السوادني. وقالت إنها تعتبر ما يجري في السودان شأن داخلي.