نصرالله متمسك بالحكومة رغم الاحتجاجات

حزب الله يحاول التنصل من مسؤوليته في الأزمة وذلك عبر تحميل قيادات سياسية معينة تبعات الاحتجاجات.
نصرالله يتجاهل دور جماعته في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد
حسن نصرالله منقطع تماما عما يعيشه الشعب اللبناني من ازمات باتت تفتك بمقدرته الشرائية

بيروت - يسعى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله لابعاد جماعته عن تحمل تبعات الاحتجاجات التي تشهدها لبنان رفضا للازمة الاقتصادية الخانقة في وقت اكد فيه ان الحزب لا يؤيد استقالة الحكومة.
وقال نصرالله السبت خلال كلمة متلفزة، السبت إن البلاد أمامها وقت ضيق لحل الأزمة الاقتصادية مؤكدا أنه يدعم الحكومة الحالية "ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة" وأن الاحتجاجات المستمرة تظهر أن الطريق للخروج من هذه الأزمة ليس بفرض ضرائب ورسوم جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود.

يدعم الحكومة الحالية ولكن بروح جديدة ومنهجية جديدة

وقال "عند فرض ضرائب جديدة على الفقراء سننزل على الشارع" في انفصال تام عما يعيشه الشعب اللبناني من ازمات باتت تفتك بمقدرته الشرائية بسبب الضرائب المشطة المفروضة اصلا من قبل الحكومة التي اعلن عن تمسكه بها.
وحاول نصرالله تحميل مناوئيه مسؤولية أزمة يشارك فيها نظرا لكونه جزء من الحكومة قائلا، إن "بعض القيادات السياسية تتخلى عن المسؤولية وتلقي بالتبعات على الآخرين".
ودعا نصر الله، "الجميع إلى تحمّل المسؤوليّة، وأن يقتنع المسؤولين أن الناس لا يمكنهم تحمل رسوم وضرائب جديدة".
لكن نصر الله يتجاهل دور جماعته في الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد نظرا لولائه للمشروع الايراني والتي تسبب في النهاية بفرض الولايات المتحدة عقوبات على بنك جمال ترست لتتحول البنوك اللبنانية والسياسة المالية في لبنان هدفا لتلك العقوبات. 
ورغم سعي رئيس الوزراء سعد الحريري لاصلاح ما افسده حزب الله من خلال الحصول على دعم من دول خليجية صديقة للبنان على غرار الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لكن يبدو ان تاثيرات الوضع الاقتصادي المتردي اكبر من المتوقع.
والخميس، اندلعت تظاهرات شارك بها آلاف اللبنانيين في عدة نقاط من بيروت ومدن أخرى، عقب إعلان الحكومة تضمين ضرائب جديدة في موازنة العام القادم، تطول قطاع الاتصالات المجانية عبر الهاتف الخلوي، وغيره، بهدف توفير إيرادات جديدة لخزينة الدولة.
وفي اليوم نفسه، أعلنت الحكومة التراجع عن قرار فرض ضرائب على خدمة "واتس آب"، إلا أن مطالب المتظاهرين تصاعدت الجمعة، وطالبوا بإسقاط الحكومة.
وأضاف نصر الله: "إذا اتخذت الحكومة الحالية وأي حكومة إجراءات عمليّة وعالجت الهدر والفساد ودمجت مؤسّسات ووفرت الكثير من النفقات تنتهي الأزمة".
وطالب بالذهاب إلى خطة "يضحي بها الجميع الأغنياء والفقراء والزعماء والمصارف للخروج من الأزمة".
من ناحية أخرى، نفى الأمين العام لـ"حزب الله" ما تردد حول أن حزبه يخطط لمظاهرات ضد المصارف في لبنان.
وذكر بهذا الخصوص أنه "لو نزل الحزب في اليوم الأول إلى الشارع لصار الحراك في مكان آخر ولتحول إلى صراع سياسي في البلاد"، دون مزيد من التوضيح.
وحث "نصر الله" المتظاهرين على عدم الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية.

احتجاجات لبنان
معاقل حزب الله شهدت بدورها احتجاجات شعبية

لكن زعيم حزب الله الذي يحاول الركوب على الحدث والتنصل من مسؤولية حزبه في الازمة وذلك عبر موالاة ايران ومعاداة دول اعتبرت داعما اقتصاديا تقليديا للبنان يتجاهل ان مناطقه شهدت كذلك احتجاجا ضد سياسات الحكومة التي يعتبر جزء منها.
وبالفعل خرجت تظاهرات غاضبة اليومين الماضيين في مناطق محسوبة على الحزب على غرار الضاحية الجنوبية لبيروت وأخرى جنوبا خصوصا مدينة النبطية حيث تجمّع متظاهرون قرب منازل ومكاتب عدد من نواب حزب الله وحركة أمل.
ويسود العاصمة بيروت ومناطق أخرى، هدوء حذر، السبت، بعد الاحتجاجات التي خرجت اليومين الماضيين، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية المتردية وفرض ضرائب جديدة.
وتوجه رئيس الحكومة سعد الحريري الجمعة بكلمة إلى اللبنانيين طالبا مهلة 72 ساعة لتقديم حل يرضي الشارع والمجتمع الدولي.
وقال الحريري "لم يعد ليدنا وقت وانا شخصا أعطي لنفسي وقتا قصيرا اما الاصلاح ووقف الهدر والفساد او ان يكون لي كلام اخر".
وتصاعدت نقمة الشارع في لبنان خلال الأسابيع الأخيرة إزاء احتمال تدهور قيمة العملة المحلية التي تراجعت قيمتها في السوق السوداء مقابل الدولار، وتوجه الحكومة لفرض ضرائب جديدة وسط مؤشرات على انهيار اقتصادي وشيك.