نيابوليس لمسرح الطفل يضبط موعده على إيقاع الإجازة المدرسية
نابل (تونس) - يضرب مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل بتونس من الثاني والعشرين إلى التاسع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الجاري موعدا جديدا مع أطفال مدينة نابل والمدن المجاورة لها، من خلال فعاليات الدورة السابعة والثلاثين للمهرجان التي تتضمن نحو 50 عرضا من تونس ومن 14 بلدا أجنبيا في فنون مسرح القصة ومسرح العرائس ومسرح الشارع والمسرح الأوبرالي للأطفال.
وكشف أمين مال المهرجان جوهر دنقير في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن هيئة تنظيم الدورة المرتقبة التي يتزامن انطلاقها مع الأسبوع الأول من عطلة الشتاء المدرسية، أعدت برنامجا متنوعا وثريا.
وتحرص هيئة المهرجان في هذه الدورة "رغم قلة الدعم على أن تجتهد لتعيد لمهرجان نيابوليس بريقه وإشعاعه الدولي والمحلي من خلال وضع برمجة متنوعة ودسمة تستجيب لانتظارات الأطفال وأسرهم ولانتظارات المختصين في فنون المسرح من طلبة وممثلين ومخرجين ومختصين في الكتابة المسرحية للأطفال"، وفق ما أشار إليه دنقير.
وستتوزع العروض المبرمجة على 3 فضاءات في نابل بدار الثقافة وبقاعة نيابوليس سنتر بمعدل ثلاثة عروض يوميا، وبفضاء دار جيلان الذي سيحتضن من 23 إلى 28 ديسمبر/كانون الأول الجاري فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الخرافة من خلال برمجة 6 عروض لفن الحكواتي، بالإضافة إلى فضاءين بالمدينة ياسمين الحمامات ببرمجة 6 عروض مسرحية، وفق دنقير، مبرزا أن عددا من عروض المهرجان ستقدم كذلك في بنزرت بمعدل ستة عروض، وتونس والقيروان وصفاقس بمعدل عرضين لكل مدينة.
ولفت إلى أن المهرجان "سيشهد لأول مرة في تونس تقديم العرض الحدث لمسرح البالي الموجه للأطفال من خلال عرض 'باربي الجميلة' من روسيا... يوم 25 ديسمبر/كانون الأول بقاعة حنبعل بالمدينة ياسمين الحمامات والذي سيعرض في مناسبتين".
وتابع أن المهرجان سينطلق بداية من 15 ديسمبر/كانون الأول ببرنامج تنشيطي في فنون مسرح الشارع من خلال برمجة فقرات يومية وسط مدينة نابل تؤثثها فرق مسرحية من تونس والجزائر ومصر وإندونيسيا مساهمة في تنشيط المدينة والإعلان عن انعقاد الدورة 37 لمهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل.
وأشار إلى أن هيئة المهرجان حرصت في هذه الدورة كذلك على أن تعمل وفق توجهات تربوية استراتيجية والجمع بين توفير المادة الترفيهية للأطفال وتوفير المادة التربوية التثقيفية والتوعوية.
وأبرز أن الهيئة اختارت العمل على ثلاثة محاور كبرى وهي "التكنولوجيا وتأثيراتها الإيجابية والسلبية" و"البيئة والتحولات المناخية" و"ثقافة السلم"، مبينا أن هذا التوجه سيترجم بالخصوص في العمل اليومي للمهرجان عبر اعتماد التقنيات الحديثة للدخول لفضاءات العرض واقتناء التذاكر وحجزها عن بعد وعبر وضع برمجة دسمة لثلاث ندوات علمية وتثقيفية يوم 24 ديسمبر/كانون الأول حول "التحولات المناخية وتأثيراتها على الشريط الساحلي شاطئ نابل نموذجا" و"تأثير تبليط الأودية على الثروة النباتية والحيوانية" و"المسرح الايكولوجي الموجه للناشئة"، فضلا عن برمجة ندوة من فلسطين حول "المسرح المدرسي الفلسطيني بين الماضي والحاضر" وندوة يوم 23 ديسمبر/كانون الأول ستخصص لموضوع "منهجية العمل لتوثيق مهرجان نيابوليس الدولي وكتابة تاريخه الذي يعود إلى 39 سنة مضت".
وستترجم العناية بالمحور البيئي والتربية البيئية للأطفال خلال المهرجان عبر تركيز مجموعة هامة من الحاويات للفرز الموجه للنفايات على طول شارع محمد الخامس بنابل حيث يوجد المركب الثقافي نيابوليس وبلدية نابل والذي ينجز في إطار اتفاقية تعاون بين جميعة المهرجان ووزارة البيئة، وفق المصدر ذاته.
وستتميز هذه الدورة ببرنامج هام للورشات التكوينية التدريبية التي ستنظم على هامش المهرجان والتي يقدر عددها بـ12 ورشة موجهة لطلبة المسرح وأساتذة المسرح ومنشطي رياض الأطفال وللأطفال والمولعين بالفن المسرحي الموجه للطفل.
وأفاد دنقير أن برنامج الورشات التي ستقدم بالمركب الثقافي نيابوليس بنابل سينطلق يوم 23 ديسمبر/كانون الأول من خلال ورشات في فن خيال الظل وعروسة القفاز وعروسة الخيط ومسرح المضطهدين والمسرح المصغر ومبادئ المسرح، بالإضافة إلى ورشات ستخصص لصناعة دمية الأراجوز ولصناعة عرائس من الرسكلة وأخرى لتنمية المواهب وللكتابة المسرحية ولصناعة القناع وللنحت.
وبخصوص الدعم المادي للمهرجان وعدم برمجة عروض مسرحية بعدد من معتمديات محافظة نابل، قال جوهر دنقير "لم نتمكن إلى حد اليوم من برمجة عروض بعدد من معتمديات محافظة نابل على غير عادة المهرجان والسبب الرئيسي هو ضعف الموارد المالية للمهرجان، زد على ذلك أن عددا من دور الثقافة بأبرز المعتمديات مغلقة أو في حالة لا تسمح ببرمجة عروض مسرحية".
وأعرب عن أمله في أن يحظى نيابوليس الدولي "وهو المهرجان الأعرق المختص في مسرح الطفل بالعناية التي يستحقها من وزارة الشؤون الثقافية ومن السلط الجهوية، وأن تتولى دعمه ماديا ليواصل مسيرته المتميزة في رعاية الطفولة وترفيهها وتثقيفها وتربيتها".
ويأتي المهرجان هذا العام في غير موعده المعتاد الذي كان من الثامن عشر إلى الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول، وذلك لأن المجلس الإداري للمهرجان قرار برمجته وفق التعديلات الأخيرة في جدول عطلة الشتاء للتعليم المدرسي.
وأوضح رئيس المهرجان وليد القدي "لقد اتخذنا هذا القرار لضمان أن يتمكن أكبر عدد من الأطفال من المشاركة في المهرجان. تتماشى التواريخ الجديدة بشكل أفضل مع عطلة الشتاء، مما يوفر فرصة أفضل للعائلات للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الهام".
ويُعد مهرجان نيابوليس حدثًا مهمًا للأطفال والعائلات، ويواصل التركيز على تقديم تجربة غنية وممتعة لجميع المشاركين. هذا التغيير في التواريخ سيمكن الأطفال وعائلاتهم من الاستمتاع الكامل بالفعاليات خلال عطلة المدارس.