هاريس تراهن على أصوات النساء لانتزاع الفوز في ولاية ايوا

التصعيد اللفظي يستمر بين نائبة الرئيس الديمقراطية ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي يحلم بالعودة إلى البيت الأبيض.

واشنطن – تراهن المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الاميركية كاملا هاريس على أصوات الناخبات الأميركيات لانتزاع الفوز في عدد من الولايات، مستثمرة بعض التصريحات التي أدلى بها منافسها الجمهوري دونالد ترامب لقلب المعادلة خاصة في ولاية ايوا التي كان فيها دور حاسم لصالح ترامب ذاته خلال الانتخابات الرئاسية السابقة التي جاءت به للبيت الأبيض خلفا للديمقراطي باراك أوباما.

ووفق استطلاعات الرأي، تشهد الحملة  الانتخابية بين المرشحين منذ أسابيع اتّهامات متبادلة بتقسيم البلاد المستقطبة سياسيا وتصعيدا لفظيا مما أضفى الكثير من التوتر وجدلا سياسيا واعلاميا.

 وفي استطلاع جديد في ولاية أيوا، تفوقت هاريس على منافسها ترامب، حيث أظهر الاستطلاع الذي أجرته ديس موينس ريجستر/ميديا كوم أيوا أن الدور الكبير في تحول الوضع في الولاية التي فاز فيها المرشح الجمهوري بسهولة في عامي 2016 و2020 كان للناخبات المرجح أن يدلين بأصواتهن في الانتخابات.

وأوضح الاستبيان الذي شمل 808 من الناخبين المحتملين في الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر/تشرين الأول أن نائبة الرئيس جو بايدن تتقدم على ترامب بنسبة 47 بالمئة مقابل 44 بالمئة في أيوا والتي كانت تميل إلى الجمهوريين بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وذكرت صحيفة ديس موينس ريجستر التي نشرت نتائج الاستطلاع أن هامش الخطأ يبلغ 3.4 نقطة مئوية، لكنه يمثل تحولا عن استطلاع رأي أجري في سبتمبر/أيلول وأظهر تقدم ترامب بأربع نقاط.

وقالت الصحيفة "أن النساء وخاصة الأكبر سنا أو المستقلات سياسيا يقدن التحول الذي حدث أخيرا نحو هاريس".

وفاز ترامب بولاية أيوا في حملتيه الرئاسيتين الماضيتين بأكثر من تسع نقاط مئوية في عام 2016 وثماني نقاط في عام 2020.

وسيحصل المرشح الذي يظفر بهذه الولاية على ستة أصوات في المجمع الانتخابي. ويحتاج أي منهما إلى ما مجموعه 270 صوتا للوصول إلى البيت الأبيض. وقد ركز كلا الحزبين جهودهما خلال الأيام الأخيرة من حملتهما على الولايات "المتأرجحة" مثل نورث كارولاينا وبنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن.

والأجواء التي تحوط بالانتخابات شديدة التوتر وسط جدل سياسي إعلامي دائم ومخاوف من العنف بعد يوم الاقتراع الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني، خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة للغاية كما تتوقع استطلاعات الرأي.

وتزور كامالا هاريس مجددا في نهاية الأسبوع الولايات الرئيسية التي قد تحسم نتيجة الاقتراع، مع لقاءات انتخابية في جورجيا (جنوب) وكارولاينا الشمالية (جنوب شرق) وميشيغن (شمال).وستحاول إقناع آخر الناخبين المترددين بأنها "الترياق" في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق، كما قال الجمعة تيم والز الذي اختارته ليكون نائبا لها في حال فوزها.

وفي غاستونيا بكارولاينا الشمالية، رسم ترامب مجددا صورة قاتمة عن الوضع في الولايات المتحدة التي يقول إنها "محتلة" من جانب ملايين المهاجرين بطريقة غير نظامية، معتبرا أنهم "أسوأ القتلة" وأخرجوا من كل "سجون العالم" و"المصحات النفسية". ووعد بترحيلهم، مؤكدا في المقابل أنه في حال فوز منافسته ستتحول البلاد إلى "مخيم لاجئين قذر وخطير". كما هاجم مجددا هاريس "غير الكفؤة"، مشددا على أن "الخامس من نوفمبر/تشرين سيكون أهم يوم في التاريخ الأميركي".

والسبت، انتظمت تظاهرات نسائية في عدة مدن أميركية، في حين كان الدفاع عن حق الإجهاض في صلب الحملة، ويعتمد الديمقراطيون على أصوات النساء.

وصباح السبت على قناة فوكس نيوز، هاجم الرئيس السابق إعلانا انتخابيا يظهر نساء يصوتن لصالح كامالا هاريس بدون إخبار أزواجهن على ما يبدو، قائلا "هل يمكنكم أن تتخيلوا زوجة لا تخبر زوجها لمن ستصوت؟"، مضيفا "هذا أمر مثير للسخرية".

كما وصف أرقام التوظيف التي نشرت الجمعة وكانت أقل من التوقعات، بأنها "هدية" لحملته، رغم إشارة الخبراء إلى أنها تعكس تقلبا ظرفيا. وتوقع حدوث "كساد على غرار عام 1929" إذا تم انتخاب منافسته.

بدورها، تسرع نائبة الرئيس حملتها في الشوط الأخير. وفي أحدث المقاطع الانتخابية، ذكّرت بأن سكان الولايات المتحدة "لديهم قواسم مشتركة أكثر بكثير مما يفرقهم".

وقالت هاريس "أنا ملتزمة أن أكون رئيسة لجميع الأميركيين" في مواجهة خصمها الذي تعتبره "غير سوي ومهووسا بالانتقام" لانتخابات 2020 التي لم يعترف قط بخسارتها أمام جو بايدن.

وأضافت في أتلانتا "سوف نفوز لأنكم تعرفون ما تدافعون عنه"، داعية مجددا إلى "طي صفحة عقد من دونالد ترامب" هز الديمقراطية الأميركية وأنهكنا".

وشهدت حملة انتخابات العام 2024 التي يتابعها من كثب العالم بأسره ولا سيما في أوروبا والشرق الأوسط، تطورات غير مسبوقة. ففي غضون أسابيع قليلة انسحب الرئيس جو بايدن البالغ 81 عاما من السباق وحلت مكانه هاريس فيما تعرض ترامب لمحاولتي اغتيال.

ومنذ ذلك الحين، يجهد المرشحان لاستقطاب النساء والشباب والأميركيين السود والعرب والمسلمين وذوي الأصول الأميركية اللاتينية. وينتظر أن تكون المنافسة محمومة جدا في انتخابات الثلاثاء إلى حد قد لا تعرف فيه النتيجة النهائية قبل أيام عدة. وقد أدلى 73 مليون أميركي بأصواتهم بشكل مبكر عبر البريد أو في صناديق الاقتراع مباشرة.

وبدأت أوساط دونالد ترامب من الآن تغذية الشائعات عن وجود مشكلات لا بل "غش" خلال عمليات التصويت.