هانم العيسوي والإدارة التشاركية

كتاب العيسوي محاولة تقديم مفهوم جديد في موضوع الإدارة التشاركية واستكشاف معالمها وسبر أغوارها على الصعيد الأكاديميّ والميدانيّ.
المؤلفة تأمل أن يقدم هذا الكتاب جهدًا مختلفًا عن طريق النظر إلى مفهوم الإدارة التشاركية بصفتها مفهومًا متصلًا ومرتبطًا مع مفاهيم وتطورات إدارية واقعية مختلفة
الكتاب يقدم مساعدة للمدير العربي على فهم الشروط المناسبة وتهيئتها؛ لمشاركة العاملين عن طريق إستراتيجية بعيدة المدى، وليس من موقع النظرة الآنية

صدر كتاب الإدارة التشاركية، إدارة جيل الألفيّة، للدكتورة هانم العيسويّ عن مركز ليفانت للدرسات الثقافيّة والنشر، طبعة أولى، 2019، وهو كتاب جديد بموضوعه، ودعوة صريحة للحاق بركب التقدم الإداري في الدول المتحضرة؛ التي تقوم على التكنولوجيا الرقمية وثورة الاتصالات، وقد قدّمت المؤلّفة لهذا الكتاب، وحددت مرادها من تأليفه بالنقاط الآتيّة:
محاولة تقديم مفهوم جديد في موضوع الإدارة التشاركية واستكشاف معالمها وسبر أغوارها على الصعيد الأكاديميّ والميدانيّ في بيئة متخلّفة عن ركب التطور الإداريّ، ومحتاجة إلى التغيير.
وذكرت أنّ الكم الهائل من الكتابات في الغرب حول أساليب الإدارة الجديدة ومنها التشاركيّة، والشُّح الذي يقابله في العالم العربي، مثل: (دراسة أبو بكر، 2000 ودراسة أفندي 2003، ودراسة القريوتي، 2004، وغيرها القليل الموزّع في بضعة مواقع إلكترونية أو مجلات معدودة) لا يعني عدم أهمية هذا الموضوع للبيئة العربية، وإنما يكشف عن عجز الأكاديميين والمديرين وتقصيرهم بمعالجة أهمية نظريات مفاهيم إداريّة معاصرة، تتعلق بمشاركة العاملين بالقرار وتسهيل المراقبة والحصول على المعلومات، وممارسة الشفافية والعلنية وشرحها وتوظيف آلياتها والتشجيع على إشاعتها في المنظمات، ورصد نتائج تطبيقاتها والآثار التي تتركها على المستوى الإداريّ والأكاديميّ والعلميّ.
وأضافت المؤلفة إنّه من المؤمل أن يقدم هذا الكتاب جهدًا مختلفًا عن طريق النظر إلى مفهوم الإدارة التشاركية بصفتها مفهومًا متصلًا ومرتبطًا مع مفاهيم وتطورات إدارية واقعية مختلفة، فلا يمكن - بحال من الأحوال - لنمط الإدارة التشاركية أن يطبق وينجح في أي مؤسسة، مع غياب المناخ التنظيميّ الملائم والاستعداد الإداري المناسب، وتوفر الموظف الذي يمتلك الكفاءة والقابلية؛ لتحمّل مسؤولياته بالشكل الأنسب، وكل ذلك في مناخ يضمن تحقيق مرتكزات النظام الديمقراطيّ، الحرية، الشفافية، المساواة، العدالة، الكرامة.
كما يحاول هذا الكتاب الإشارة إلى السياقات الملائمة للإدارة التشاركية من جهة أخرى، وعلى أسس ومبادئ سليمة من أجل مساعدة المدير العربي على فهم الشروط المناسبة وتهيئتها؛ لمشاركة العاملين عن طريق إستراتيجية بعيدة المدى، وليس من موقع النظرة الآنية. 
كما تأمل الكاتبة أن تقدّم إلى القارئ العربيّ، سواء أكان باحثًا أم مديرًا أم مثقفًا في المنظمات الخاصة أو العامة أو غير الحكومية كتابًا حول الإدارة التشاركية بوصفها مفهومًا إداريًا معاصرًا، يركز على إطلاق طاقات الفرد وإمكاناته الذاتية بدوافع تتعلق بتنميّة روح المسؤولية وتفعيل الذات الفاعلة، ولعلّ تقديم الكتاب القرائن؛ التي توضّح أهمية الإدارة المعاصرة وملاءمتها؛ لزيادة جودة الخدمات والمنتجات، من شأنه أن يستثير لدى المديرين في المنظمات العربية والباحثين في المراكز الأكاديمية والجامعات العربية التنقيب في حيثيات موضوعه الهامّ؛ ومن ثمّ طرق أبوابه بصفته موضوعًا ضروريًّا، تمّ تجاهله على المستوى العربيّ على الرغم من شيوعه، بل ممارسة تطبيقاته من قبل الكثير من المنظمات في الدول المتطورة في زمن العولمة، الذي نتأثّر بتداعياته، من دون أن نؤثّر فيه.  
وترجو الكاتبة أن يسمو هذا الكتاب بقارئه لتأسيس نمط إداريّ جديد؛ بعيدًا عن أهداف آنية أو قريبة الأجل؛ بل من منظور إستراتيجيّ، لتقديم معلومة من نوع جديد تساعده على التخلص من أعباء البيروقراطية والإدارة التقليدية المعيقة لجودة الخدمات والمنتجات.