هل باعت فيسبوك بالجملة خصوصية مستخدمي واتساب لغوغل!

احدث الدعاوي القضائية ضد عملاقة البحث الأميركية تتهمها بعقد صفقة سرية مع مالكة تطبيق المكالمات الصوتية والدردشة النصية للوصول إلى الرسائل الخاصة والصور واستغلالها في استهداف المستخدمين بالاعلانات.
غوغل ترفض هذه المزاعم قائلة إنها ستدافع 'بقوة' عن نفسها في المحكمة

واشنطن – كشفت احدث الدعاوي القضائية التي تواجهها عملاقة التكنولوجيا الاميركية غوغل عن فضيحة جديدة تزعم وجود صفقة بين الشركة وفيسبوك للوصول إلى الرسائل الخاصة والصور في واتساب.

وتواجه الشركة سيلا من الملاحقات القضائية من ولايات اميركية، وفي أخرها تقاضي 10 ولايات أميركية بقيادة ولاية تكساس، شركة غوغل متهمة إياها باتخاذ خطوات غير قانونية للحفاظ على احتكارها لسوق الإعلانات عبر الإنترنت.

قال كين باكستون، المدعي العام في ولاية تكساس في مقطع فيديو يعلن فيه الدعوى القضائية، وتم بثه على موقع التواصل الاجتماعي تويت: "استخدمت غوغل مرارا سلطتها الاحتكارية للتحكم في الأسعار والتواطؤ في السوق للتلاعب بالمزادات في انتهاك صارخ للعدالة".

وأضاف قائلا: "عندما تزور في الوقت الحالي موقعا إخباريا من المواقع التي تعرفها وتثق بها مثل موقع صحيفة وول ستريت جورنال أو الصحيفة المحلية المفضلة لديك فسترى إعلانات من المحتمل أن غوغل وضعتها هناك، لكن غوغل لا تخبرك (الجمهور) بأنهم يتلاعبون بالمزادات ويستمرون في الربح بشكل غير قانوني عن طريق أخذ الأموال من صفحات تلك المواقع ووضعها في جيوبهم الخاصة".

وتابع قائلا إن عملاق التكنولوجيا استخدم قوته للتلاعب بالسوق، مشيرا إلى أن ذلك يلحق الضرر بكل مواطن أميركي.

وقالت تلك الولايات إن تحركات غوغل المزعومة تشمل عقد اتفاق مع مالكة واتساب للتلاعب بمزادات الإعلانات عبر الإنترنت.

ويأتي الادعاء المحدد في الصفحة 57 في الشكوى، وجرى تنقيح المقطع بشكل كبير، لكنه يدعي بشكل لا لبس فيه وجود اتفاقية حصرية بين الشركتين تمنح غوغل إمكانية الوصول إلى رسائل واتساب الخاصة بالمستخدمين.

ويعتبر هذا الادعاء غير عاديًا لأن تطبيق واتساب مشفر من طرف إلى طرف، مما يعني أن فيسبوك لم يكن لديها إمكانية الوصول إلى رسائل المستخدم في وقت الاستحواذ، على عكس خدمة مثل جيميل، حيث تحتفظ غوغل بجميع الرسائل ضمن خوادمها ويمكنها مسحها ضوئيًا بشكل جماعي.

ومن المفترض أن يجعل ذلك من المستحيل على فيسبوك منح هذا النوع من الوصول إلى شركة أخرى لأنها لا تملك حق الوصول بالأساس، ويمنع التشفير من طرف إلى طرف انتهاك خصوصية المستخدم بهذه الطريقة.

ووفقًا للتفسير الذي قدمه المسؤول السابق عن الامن المعلوماتي في فيسبوك أليكس ستاموس فإن المقطع يشير إلى النسخ الاحتياطي الاختياري لواتساب، الذي يحفظ ضمن غوغل درايف بالنسبة لمستخدمي أندرويد و اي كلود بالنسبة لمستخدمي اي او اس.

لا يمكنني أن أتخيل أن غوغل تستخرج النسخ الاحتياطية من غوغل درايف للإعلان، هذا جنون

وقال ستاموس "لا يمكنني أن أتخيل أن غوغل تستخرج النسخ الاحتياطية من غوغل درايف للإعلان، هذا جنون".

وتسهل غوغل على مستخدمي أندرويد تخزين النسخ الاحتياطية لواتساب ضمن غوغل درايف، لكن لا يوجد شيء حصري بخصوص الصفقة.

ويمكن لمستخدمي اي او اس تخزين النسخ الاحتياطية عبر اي كلود ايضا ويتم إنشاء النسخة الاحتياطية فقط إذا طلب المستخدم ذلك.

ورفضت غوغل هذه المزاعم قائلة إنها ستدافع "بقوة" عن نفسها في المحكمة.

وقال متحدث باسم الشركة ردا على دعوى الأربعاء: "لقد استثمرنا في أحدث خدمات تقنية الإعلان التي تساعد الشركات وتفيد المستهلكين، ولقد انخفضت أسعار الإعلانات الرقمية على مدار العقد الماضي، كما أن رسوم تقنية الإعلان تتراجع أيضا، وتعد رسوم تقنية الإعلانات من غوغل أقل من المتوسط في هذه الصناعة، وهذه هي السمات المميزة لصناعة شديدة التنافسية".

ومن جانبها، رفضت شركة فيسبوك التعليق.

وتستهدف الدعوى القضائية سيطرة غوغل على سوق الإعلانات عبر الإنترنت، والتي تقول إنها تعززت في عام 2008 بشرائها دابلكليك، وهو البرنامج الرئيسي الذي يستخدمه الناشرون لبيع إعلانات الإنترنت.

وتمثل الإعلانات أكثر من 80 في المئة من إيرادات غوغل.