هل قُتل زعيم القاعدة.. في اليمن؟

بعد قتل الريمي وسليماني نفذت القوات الأميركية ضربة جوية لقتل شهلاي الممول القائد البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

بقلم: شين هاريس

قبل أربعة أيام، تواترت أنباء مفادها أن الولايات المتحدة شنت ضربة جوية استهدفت زعيماً منتسباً لتنظيم «القاعدة في اليمن» من المرجح أنها أودت بحياته. وذكر خبراء في مكافحة الإرهاب أن الزعيم ويدعى «قاسم الريمي» وُصف بأنه وريث محتمل لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري. ووفاته قد تمثل ضربة كبيرة لهذا التنظـيم الإرهابي بتخلصها من واحد من أبرز القيادات. وعلى مدار سنوات، أعلن مسؤولون أميركيون أن فرع اليمن خطير بشكل خاص بسبب قدرته على إنتاج قنابل متقدمة وتطلعه إلى شن هجمات على أهداف أميركية في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأعلن مسؤولون أميركيون في الماضي عن ضربات جوية على أعضاء كبار من تنظيم «القاعدة» ليعلموا فيما بعد بنجاتهم. وبينما عبر مسؤولون سراً عن ثقتهم بأن الريمي قُتل لكنهم ترددوا في الإفصاح عن هذه الثقة علناً. لكن الرئيس دونالد ترامب بدا يوم السبت متأكداً من أن الولايات المتحدة قتلت الريمي وأعاد نشر تغريدة لخبير استخباراتي أشار إلى الضربة الأميركية. وأوضح مسؤولون على دراية بالضربة أن الهجوم نفذته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي. أي. أيه.» وليس الجيش الأميركي. ورفض متحدث من «سي. أي. أيه.» التعليق. ورفض البيت الأبيض تأكيد العملية أو الإدلاء بتعليق.

وذكر مسؤول أميركي اشترط عدم نشر اسمه أن الحكومة الأميركية تتعقب الريمي منذ سنوات، وكانت تعتزم بشكل خاص استهدافه منذ توليه قيادة «القاعدة في شبه جزيرة العرب» وهو الفرع اليمني من التنظيم. ومضى المسؤول يقول إن «هذا أكبر إنجاز في مكافحة الإرهاب» فيما يتعلق بإضعاف «القاعدة» في غضون سنوات قليلة. وذكر المسؤول أن الريمي ركز بشكل أكبر داخل اليمن في الآونة الأخيرة، لكن فرع «القاعدة في شبه جزيرة العرب»، كان يستهدف تدبير عمليات في الولايات المتحدة. واكتسب الفرع خبرة في المناورات الجوية وإنتاج متفجرات يمكن تهريبها في شحنات الطائرات، على سبيل المثال، في خراطيش الطابعات. وتأتي العملية ضد الريمي في أعقاب عدة ضربات على إرهابيين ونشطاء بارزين وقيادات مثل قاسم سليماني.

ونشر ترامب من جديد صباح يوم السبت الماضي التغريدات عن «الريمي»، وتضمنت تغريدة لـ«ريتا كاتز» رئيسة جماعة «سايت» الاستخباراتية المستقلة التي قالت فيها، إن الزعيم الإرهابي من شبه المؤكد أنه «قتل في ضربة بطائرة أميركية مسيرة» يوم 24 يناير الماضي. وجاء في تغريدة «كاتز» يوم الجمعة الماضي أن فرع اليمن رغم أن حيويته تقلصت في السنوات القليلة الماضية، لكنه مازال خطيراً، وأصبح منافساً لمتشددي «الحوثيين» و«داعش» في البلاد. وكان بين التغريدات التي أعاد ترامب نشرها تغريدة تضمنت رابطاً لتقرير من «نيويورك تايمز» كان أول التقارير التي أشارت إلى ضلوع الولايات المتحدة في الضربة. وعانى فرع «القاعدة» هذا من خسائر كبيرة بعد أن استهدفت ضربات جوية أميركية صانعي قنابل وأعضاء بارزين آخرين بحسب قول مسؤولين وخبراء. وذكرت تقارير صحفية في اليمن أن زعيماً بارزاً في تنظيم «القاعدة» قُتل في ضربة بطائرة أميركية مسيرة في يناير بمنطقة «وادي عبيدة» وسط اليمن، لكنها لم تحدد هويته.

ولم تؤكد «القاعدة» علنا وفاة «الريمي». وكثفت إدارة ترامب مساعيها في قتل كبار الإرهابيين والمتشددين. وكان ترامب غالباً هو الذي يؤكد نجاح الضربات. ففي سبتمبر الماضي، أكد ترامب أن عملية أميركية قتلت حمزة بن لادن نجل أسامة بن لادن مؤسس التنظيم. وجادل خبراء بشأن مدى أهمية حمزة في التنظيم الإرهابي، لكن مقتله يدل على اعتزام ترامب تعقب كبار الشخصيات في «القاعدة». وفي الشهر التالي، أكد ترامب أن الولايات المتحدة قتلت إبراهيم العسيري صانع القنابل من تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في عام 2018. ولم يقدم ترامب تفسيراً حينذاك بشأن هذا الإرجاء في التأكيد. وفي وقت لاحق من الشهر ذاته، أعلن ترامب من البيت الأبيض عن نجاح ضربة قضت على حياة أبرز الإرهابيين في فترة ولايته مؤكداً مقتل أبو بكر البغدادي زعيم «داعش» في عملية «خطيرة وجريئة» في سوريا شاركت فيها طائرات هليكوبتر أميركية وقوات من العمليات الخاصة.

والضربة التي استهدفت زعيم «القاعدة» في اليمن هي ثاني أكبر عملية في الأسابيع القليلة الماضية. ففي اليوم الذي قُتل فيه قاسم سليماني، نفذت القوات الأميركية ضربة جوية أيضا استهدفت «عبد الرضا شهلاي» الممول والقائد البارز في «فيلق القدس» التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني والذي كان ناشطا في اليمن، وفقا لأربعة مسؤولين أميركيين على دراية بالأمر والذين ذكروا أن الضربة لم تتمخض عن مقتل «شهلاي».

نُشر في الاتحاد الإماراتية