هل يفتقر 'ريستارت' للرؤية الفنية والإخراجية
القاهرة - أثار فيلم "ريستارت" (Restart) للنجم تامر حسني الذي صار متاحًا في قاعات السينما داخل مصر وخارجها بداية من التاسع والعشرين من مايو/أيار الماضي، جدلا في الأوساط الفنية على خليفة تصريحات للناقد طارق الشناوي وصف خلالها العمل بأنه يفتقر للرؤية الفنية والإخراجية.
والفيلم من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج سارة وفيق، ويشارك فيه بجانب تامر حسني نخبة من النجوم بينهم هنا الزاهد، باسم سمرة، محمد ثروت، عصام السقا، وميمي جمال، ويستضيف العمل عددا من الفنانين كضيوف شرف منهم محمد رجب، إلهام شاهين، أحمد حسام (ميدو)، شيماء سيف، إبراهيم أبوعوف، ورانيا منصور.
ولفت الشناوي في حديثه لموقع "إي تي بالعربي" إلى أن المخرجة سارة وفيق لم تقدم جديدًا للعمل، وأن الحوارات الكوميدية مبالغ فيها مع أداء منفصل للممثلين ما أثر على تماسك الفيلم.
واعتبر الناقد الفني أن النجم تامر حسني نظريا يشارك في هذا العمل كممثل فقط، لكن من الجانب العملي هو موجود في كل ثنايا الفيلم بأفكاره على مستوى الكتابة والإخراج ما طغى على دور المخرجة والمؤلف وجعل العمل "بلا رؤية واضحة، بلا إضافة، بلا مخرج فعلي"، مؤكدا أن حذف اسم سارة وفيق واستبداله باسم تامر لن يحدث فرقا بالعمل، فهي لم تستخدم أدوات المخرج بالشكل المطلوب.
ويخوض تامر حسني في "ريستارت" البطولة الرجالية إلى جانب النجمة هنا الزاهد في البطولة النسائية وهو ما يجدد التعاون بين النجمين بعد نجاحهما معا في تقديم فيلم "بحبك" الذي تم عرضه في عام 2022.
وانتقد الشناوي التعاون الجديد بين النجمين الذي يرى أنه لم يخدم هنا الزاهد بسبب ما وصفه بـ"ضعف السيناريو"، حيث لم تحظ النجمة المصرية بمساحة كافية لإظهار موهبتها، معتبرا أنها كانت حاضرة كفتاة جميلة لا غير، والحال أنها فنانة كوميدية قادرة على تقديم الإضافة في أي عمل تشارك فيه.
ودعا تامر إلى عدم تكرار التعاون مع نفس الأسماء، بل عليه الاستعانة بعدد من المخرجين والكتاب من أمثال مريم نعوم، شريف عرفة، ومروان حامد، ليدخل دائرة إبداعية مختلفة.
وأبدى إعجابه بأغنية "المقص" التي تعاون فيها تامر مع رضا البحراوي وحققت أكثر من 13 مليون مشاهدة، معتبرا أن الانطلاق منها كان سيقدم لعشاق الفن السابع تجربة كوميدية رائعة، مشيرا إلى أن فكرة الأغنية يبدو أنها جاءت بعد إنجاز الفيلم.
ووجدت مخرجة العمل سارة وفيق في آراء طارق الشناوي حول الفيلم وطاقمه محاولة لركوب موجة التريند على حساب النجاح الجماهيري للعمل.
واختارت وفيق الرد على الشناوي من خلال تدوينة نشرتها على صفحتها بموقع فيسبوك، جاء فيها "أستاذ طارق الشناوي في فرق كبير بين الإهانة وبين النقد.. حضرتك بتقول إن مفيش موضوع في الفيلم ودي حاجه ضحكتني جدا لأن احنا بنتكلم عن موضوع الساعة موضوع العصر أكبر موضوع بيهمنا ويخصنا حاليا".
وأضافت "كلامك فكرني بمشهد في الفيلم للفنان محمد ثروت وهوه بيقول أنا أعمل أي حاجه عشان ابقي تريند 'احنا خدامين التريند' وسمع كلام الجوكر 'الفنان باسم سمره' اللي بيشتغل لأغراض ناس... مبروك يا أستاذ طارق عرفت تبقي تريند من غير ما تنقد الفيلم .. تخبط في القائمين على العمل بعيد عن العمل نفسه ولا اتكلمت عن إيجابياته ولا سلبياته.. لا ههاجم أشخاص وبكده هطلع تريند بسرعة".
وتابعت "ده موضوع الفيلم اللي أنت مافهمتوش أصلا ولا هو جالك ع الجرح؟؟ وعلى فكره أنا كمان بعرف اعمل تريند وهنطلع تريند أنا وأنت.. بس أنا على حق وهمنشنك عشان تظهر بسرعة".
وحول إشادة الشناوي بأغنية الفيلم، قالت وفيق "أنت بتقول إن أغنية المقص عجبتك بس هي مش داخل الفيلم لا يا أستاذ طارق الأغنية في الفيلم بس شكل اللي بيمليك اتلخبط، ادخل شوف الفيلم اللي أنت مشوفتوش واحكم عليه بنفسك وبلاش الأفكار السطحية اللي بتقولها على كل الأفلام لأنك لو شوفت ريستارت فعلاً كنت هتعرف أن قصته أهم ما فيه.. وبعدين حضرتك بتتكلم عن أدوات المخرج والمؤلف ولم تستخدم أدواتك كناقد فني ياريتك قولت حاجه نستفيد بيها بدال مانت طالع ترمي افيهات وافيهات وحشه كمان".
ولفتت إلى أن "الرقم اللي متحقق جوه مصر وبرا مش مجامله يا أستاذ طارق ده الجمهور الحقيقي اللي بنخاطبه دول مش ولاد أختي مثلاً.. الفيلم لسه نازل وداخل على خمسين مليون داخل مصر فقط ودا نجاح مفرح كل صناعه الحمد لله.. على العموم دي كلمتك ورأيك والجمهور قال كلمته برضو".
وتدور أحداث "ريستارت" الذي بدأ عرضه منذ أواخر مايو/أيار الماضي ضمن منافسات أفلام موسم عيد الأضحى في إطار كوميدي حول قصة "محمد" (يجسده النجم تامر حسني) وهو فني صيانة هواتف بسيط يحلم بالزواج من حبيبته المؤثرة المغمورة على مواقع التواصل "عفاف" (تلعب دورها النجمة هنا الزاهد) ويجدان أن السبيل الوحيد لتحقيق حلمهما هو المال، فيقرران التعاون مع عائلتيهما لملاحقة الشهرة.
ويركز الفيلم على تطبيق "تيك توك" الذي يعتبره عدد كبير من مستخدميه بالوطن العربي الطريق الأمثل لتحقيق أحلامهم من خلال ما يقدمه من فرص لتحقيق الكسب السريع مقابل تخلي البعض عن مبادئهم وقيمهم الأخلاقية، إذ يجد "محمد" في الترند الطريق الذي يقوده وأسرته إلى طريق الشهرة والثراء السريع، ما سيدفعهم لفعل أي شيء مقابل إثارة الجدل ولفت الانتباه، وهو ما يضيء على ظاهرة آخذة في التنامي بين مستخدمي الوسائل الاجتماعية في السنوات الأخيرة.
ويبدو أن "محمد" يستوعب خطورة الموقف، لاسيما أن البحث عن الشهرة السريعة يثير حماس عائلته وعائلة خطيبته "عفاف"، لذلك سيحاول إقناع خطيبته بعدم الانجراف في هذه الطريق، لكن "الجوكر" يحول حفل زفافهما إلى منصة غير تقليدية لحفلات الأعراس من أجل تصدر الترند، وهو ما يجعل "محمد" يحاول التخلص من "الجوكر" وكشف خفايا عالم السوشيال ميديا.
وحرصت مخرجة الفيلم على نشر صورة الملصق الإعلاني لـ"ريستارت" مع تدوينها إلى جانب صورة تظهر أن العمل يحتل المراكز الأولى في قاعات عرضه بمختلف الدول العربية، في إشارة لنجاح الفيلم.