هل يُنهي السيستاني فتوى الجهاد الكفائي؟

بعد هيمنة الفصائل الإيرانية هناك مؤشرات على قيام المرجعية الدينية بإنهاء فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها لقتال تنظيم داعش في العام 2014.

 

بقلم: بهاء حداد

كشف مصدر مطلع عن سعي المرجعية الدينية العليا في النجف لإنهاء فتوى الجهاد الكفائي (التي أطلقها في العام 2014 لمقاتلة تنظيم داعش)، خلال الساعات القادمة لوضع حدّ نهائي لانفلات بعض الجماعات المسلحة التي تشكلت وتعاظمت بعد الفتوى، في تزامن غير معلن مع انسحاب فصائل العتبات الدينية المرتبطة بها وانضمامها الى وزارة الدفاع، منفذة بذلك تهديدات سابقة بالانشقاق في حال تعيين "أبو فدك" القيادي في كتائب حزب الله كرئيس لأركان هيئة الحشد الشعبي.

يقول مصدر مطلع في حديث لـ"العالم الجديد" اليوم الأربعاء، إن "هناك مؤشرات قوية على قيام المرجعية الدينية، وربما خلال الساعات القادمة بانهاء فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها لقتال تنظيم داعش في العام 2014، كخطوة باتجاه دعم الدولة، وحصر السلاح بيدها، منعاً للتجاوز على القانون والاعتداءات المتكررة على العراق وسيادته وأعمال القصف المشبوهة، لاسيما تلك غير المتبناة من قبل جهات أو فصائل معلومة".

ويوضح المصدر، أن "من شأن هذه الخطوة سحب الغطاء الشرعي والقانوني بشكل واضح عن أي نشاط عسكري لبعض الجماعات المسلحة التي لا تأتمر بأوامر الدولة، رغم العديد من التأكيدات السابقة من قبل المرجعية بضرورة التقيد بأوامر الحكومة".

ويربط هذا الإجراء بخبر "انسحاب الفصائل الأربعة المرتبطة بالعتبات الدينية والمقربة من المرجعية وهي لواء علي الأكبر وفرقة الإمام علي ولواء أنصار المرجعية وفرقة العباس القتالية، وإدراجها ضمن تشكيلات وزارة الدفاع العسكرية، في خطوة رافضة لهيكلية الحشد الشعبي التي طغى عليها مشروع الحرس الثوري الايراني أو ما يسمى بالمقاومة الاسلامية"، على حد تعبيره.

ويؤكد مصدر رفيع في الحشد الشعبي رفض الكشف عن هويته في حديث لـ"العالم الجديد" هذه المعلومات بالقول، إن "الخطوة جاءت بعد جملة من التوترات بين هذه الفصائل وقيادة الحشد بعد تولي أبو فدك الرجل الأول في كتائب حزب الله".

كان الحساب الرسمي لقوات أنصار المرجعية على فيسبوك، قد نشر بيانا يوم الأحد الماضي، يتضمن صورا لقادة الفصائل الأربعة في لقاء مع الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجع الأعلى علي السيستاني، حيث نص على أن "الحشد الشعبي هو نتاج الفتوى المباركة لمرجعية النجف العليا، ولابد أن يبتعد عن سياسة المحاور الدولية والاقليمية، وأن يركز اهتمامه في محاربة داعش ورعاية المناطق المحررة".

تناقلت وكالات الأنباء المحلية في شباط فبراير الماضي، خبر تعيين عبدالعزيز المحمداوي، المعروف أيضا بـ"أبو فدك المحمداوي"، رئيسا لأركان الحشد الشعبي خلفا لأبو مهدي المهندس، ما أثار اعتراضات حادة وفورية من قبل الفصائل التابعة للعتبات الدينية والمقربة من "المرجعية" في النجف.

على الرغم من اعتراض تلك الفصائل وتهديدها بالانشقاق عن هيئة الحشد الشعبي، إلا أن فالح الفياض رئيس الهيئة والذي تعهد لها بعدم المصادقة على تعيينه، قد خالف تعهداته ووقع أمر تعيين المحمداوي كرئيس لأركان هيئة الحشد الشعبي قبل أيام، ما أثار غضب الأوساط المقربة من المرجعية، حسبما أفاد المصدر.

يذكر أن عبد العزيز المحمداوي المعروف بأبو فدك، هو أحد أعضاء هيئة الشورى في كتائب حزب الله، وهو قيادي ميداني اشترك في الكثير من معارك تلك الكتائب، كما يشاع عنه إدارة أحد معتقلات كتائب حزب الله في جرف الصخر.

بالتزامن مع هذه المعلومات نشر إعلام قوات أنصار المرجعية في بيان رسمي لها تابعته "العالم الجديد" أن "قادة التشكيلات الأربعة أكدوا في لقائهم مع وزير الدفاع العراقي على أن الدولة العراقية بنيت بجماجم الابطال، ولا يمكن السماح بذهاب العراق الى المجهول، ولابد ان يشعر المواطن العراقي من جنوبه الى شماله بهيبة القانون".

يشير البيان الى أن "المؤسسة العسكرية اليوم وبما فيها الحشد الشعبي، حريصة على وحدة العراق واستقلالية قراره"، مبينا ان "وزير الدفاع أكد على ان مرجعية النجف هي مرجعية لكل العراقيين في داخله وخارجه، ويجب علينا المحافظة على قدسية وهيبة المرجعية وإطاعة أوامرها، وهي صاحبة الفتوى التي اعادت للعراق هيبته بين الدول".

الى ذلك، حصلت "العالم الجديد" على وثيقة سرية بتوقيع وزير الدفاع نجاح الشمري بتاريخ أمس الثلاثاء (17 اذار مارس الحالي) موجهة الى رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي تنص على أن "وزير الدفاع التقى بقادة وآمري التشكيلات الأربعة وهم حميد الياسري آمر لواء أنصار المرجعية، وطاهر الخاقاني قائد فرقة الامام علي، وميثم الزيدي قائد فرقة العباس، وعلي الحمداني آمر لواء علي الاكبر".

تبين الوثيقة ان "قادة التشكيلات الاربعة بينوا خلال اللقاء رغبة المرجعية الرشيدة بإعادة النظر في ارتباط هذه التشكيلات الاربعة بوزارة الدفاع"، مطالبين بـ"ضرورة التمييز ما بين فصائل الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، حيث أن لكل واحد منهم هناك أسباب وخصوصيات في تشكيل وأسلوب علمه".

 وذا ما نفته وزارة الدفاع، ووصفته بالأخبار الكاذبة والعارية عن الصحة، غير أن "العالم الجديد" رصدت صور اللقاء في القناة الرسمية لآمر لواء أنصار المرجعية حميد الياسري في موقع التلغرام يوم أمس الثلاثاء.

نشرت في صفحة العالم الجديد العراقية