هواجس أمنية تدفع تونس لتمديد العمل بالمنطقة العازلة مع ليبيا
تونس – مددت السلطات التونسية العمل بالمنطقة العازلة على الحدود مع ليبيا والجزائر سنة إضافية، التي تشمل القطاع الجنوبي والجنوبي الشرقي والغربي للبلاد، مع استمرار حالة التوجس من تسلل ارهابيين ومتطرفين للأراضي التونسية.
وينص القرار الصادر في الجريدة الرسمية على "أن يُمدد اعلان منطقة حدودية عازلة لسنة إضافية ابتداء من 29 أغسطس/آب 2024” وذلك طبقًا لقراررئاسي صدر في 29 أغسطس/آب 2013.
وتعرضت تونس في فجر السابع من مارس/آذار 2016 لأعنف هجوم إرهابي أسفر عن مقتل 50 من المهاجمين و13 من عناصر الأمن والجيش ومدني واحد، في اعتداء تم التخطيط له لعزل الجنوب التونسي عن باقي البلاد واتضح أن عناصر إرهابية تسللت إلى مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا ونسقت الهجوم مع مجموعات في داخل المدينة.
وعلى اثر نجاح قوات الأمن والجيش في إحباط هذا المخطط الإرهابي الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، عززت تونس من تواجدها الأمني والعسكري على كامل حدودها الجنوبية الشرقية.
ورغم النجاحات الأمنية التي حدّت بشكل واضح من العمليات الإرهابية، لا تزال السلطات تتوجس من انفلاتات مسلحة تشهدها ليبيا ومن احتمال تسلل عناصر إرهابية سواء تونسية أو ليبية أو أجنبية، إلى الأراضي التونسية.
ويبدو أن قرار تمديد العمل بالمنطقة العازلة مرتبط إلى حد كبير بهذه الهواجس التي تبدو منطقية وطبيعية وتدخل في إطار اليقظة الأمنية وهو أمر مطلوب ضمن العمل الاستباقي لإحباط أي اعتداءات.
كما تساهم المنطقة العازلة في الحد من الهجرة غير الشرعية وفي مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود ومنها تجارة السلاح والمخدرات.
وفي صيف 2013 تم إعلان الشريط الحدودي الجنوبي الرابط بين تونس والجزائر وليبيا منطقة عسكرية عازلة إثر تنامي ظاهرة انتشار الجماعات الجهادية المسلحة في البلاد. ومُنع الدّخول إليها إلا بتراخيص من السلطات. وفي عام 2015 تم حفر خندق عازل بطول 250 كلم على الحدود، إضافة إلى تعزيز تواجد مختلف الأجهزة الأمنية.
وتشترك تونس وليبيا بخط حدودي على طول نحو 500 كلم، ويربطهما منفذان بريان هما معبر الذهيبة وازن ومعبر راس جدير، ويعد الأخير منفذا للتهريب تتنافس الميليشيات والجماعات المسلحة على السيطرة عليه.
والإثنين الماضي، تسلمت تونس من الولايات المتحدة أربع طائرات من نوع "C208" مجهزة بمنظومة الاستعلام والمراقبة والاستطلاع.
ونقلا عن وسائل إعلام تونسية أوضح وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي أن هذه الطائرات مخصصة لـ"الاستطلاع ومجهزة بأحدث المنظومات، بما سيعزز القدرات العسكرية والعملياتية للجيش التونسي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود".
وأضاف أن هذه"الطائرات بفضل ما تتميز به من دقة تنفيذ المهام وسرعة تمرير المعطيات والبيانات وتحليلها ستعزز القدرات العملياتية واللوجستية في مجال الاستعلام والاستطلاع والمراقبة الجوية بما يخدم الأمن والسلم على المستويين الوطني والإقليمي".
وتؤكد السلطات التونسية أنها أحرزت تقدما كبيرا في الحرب ضد الإرهاب ولم يقع منذ هجوم بن قردان أي هجوم مماثل في البلاد. وأعلنت الداخلية التونسية في أكثر من مناسبة تفكيك خلايا نائمة وإحباط العديد من الاعتداءات الإرهابية.
وتقوم القوات المسلحة التونسية من شرطة وحرس وجيش بعمليات ملاحقة لفلول الإرهاب في مناطق جبلية خاصة بالقرب من الحدود الجزائرية وعلى الحدود الليبية، ورغم النجاحات الأمنية تقول السلطات التونسية إن خطر الإرهاب لا يزال قائما.