هيمنة إيرانية على العراق.. عبر الميليشيات

التدخل الإيراني عبر بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله العراق وكتائب سيد الشهداء وحركة حزب الله النجباء وسرايا الخراساني ولواء أبو الفضل العباس كلها مرجعيتها الدينية هي خامنئي.

 بقلم: منصور السناطي

انتهت الانتخابات العراقية، وتشكيل الحكومة من الأمور الشاقة والمستعصية أمام

 المعضلات التي تواجهها، نظراً للتدخلات الخارجية وخاصة الإيرانية ، حيث الزيارات المكوكية للقادة الإيرانيين إلى بغداد وعلى رأسهم قاسم سليماني للضغط لتشكيل حكومة موالية لطهران، حيث أصبح العراق الدجاجة التي تبيض ذهباً لإيران ، حيث التجارة،  والصناعة مزدهرة بشكل غير مسبوق مع العراق فتباع المنتوجات الإيرانية في الأسواق العراقية، ويتعامل الوسط والجنوب بالعملة الإيرانية (التومان) كما يتعاملون بالدينار، وصور خامنئي متصدرة الدوائر الحكومية الجنوبية ، وكأن العراق محافظة إيرانية.

غدا التدخل الإيراني بشؤون العراق لا يطاق، بواسطة الميليشيات الموالية لها، مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق وحزب الدعوة وحزب الله العراق وكتائب سيد الشهداء وحركة حزب الله النجباء وسرايا الخراساني ولواء أبو الفضل العباس، وكل هذه الميليشيات مرجعيتها الدينية هي خامنئي .

بعد إلغاء أميركا الاتفاقية النووية مع إيران وفرض عقوبات جديدة عليها، بدأت

 الشركات الأوروبية بالهروب من إيران وخاصة الفرنسية، خوفاً من النتائج المتوقعة مستقبلاً حيث ستتضرر تلك الشركات ، والأسواق الأمريكية هي الأفضل لها اقتصادياً. بعد تهديد وزير بالخارجية الأمركية الجديد مايك بومبيو أيران ومطالبتها بتنفيذ 12 شرطاً، وإلا فالعقوبات ستزداد على إيران وعلى الشركات التي تتعامل معها، والشروط هي:

  • الكشف عن أنشطتها النووية السابقة للمنظمة الدولية.
  •  وقف تخصيب اليورانيوم وعدم إنتاج
  • البلوتونيوم وإغلاق مفاعل المياه الثقيلة.
  • السماح لخبراء المنظمة الدولية لتفتيش كل المواقع،
  • إنهاء نشر الصواريخ الباليستية والقادرة لحمل رؤوس نووية.
  •  إطلاق سراح الأمريكيين ورعايا الدول المعتقلين في إيران.
  • إنهاء دعم المنظمات الإرهابية (حزب الله وحماس وحركة الجهاد الإسلامي)
  • احترام سيادة العراق والسماح لنزع سلاح الميليشيات الشيعية.
  • وقف دعم الميليشيات الحوثية، وسحب قواتها من سوريا.
  • إنهاء دعم طالبان وعدم إيواء أعضاء القاعدة.
  • إنهاء دعم فيلق القدس للإرهابيين في العالم.عدم تهديد جيرانها أو الملاحة الدولية.

من نظرة إلى نتائج الانتخابات العراقية يتبين بأن العراقيين صوتوا للقوائم التي موالاتها للعراق فحصلت قائمة سائرون التي يتبناها السيد مقتدى الصدر والتي تتضمن العلمانيين والشيوعيين على اعلى المقاعد، وقائمة الحشد (هادي العامري) الثانية وقائمة النصر(العبادي) الثالثة، أما نوري المالكي فلم يحصل سوى 25 مقعداً .

يتبين مما تقدّم بأن الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت، فهل ستوافق إيران على الشروط ألأمريكية؟ حفاظاً على حكمها المتهرئ، أم ستركب رأسها وتستمر في نهجها غير العقلاني، وهي لا تستطيع ذلك لو أرادت، فلا تستطيع تمويل ميليشياتها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، والحفاظ على أنشطتها النووية في الوقت نفسه. كما أن الداخل الإيراني يغلي، ولا ننسى المظاهرات التي طالت أغلب المدن الإيرانية وبضمنها طهران، نظراً للغلاء الفاحش والبطالة وقلة الخدمات وانعدام الحرية، في ظل حكم دكتاتوري ديني، يقوده الملالي .

على الميليشيات العراقية أن تفيق من سباتها فلا تربط مصيرها بحكام طهران، حيث أن مصيرهم على كف عفريت، وحينها أين سيكون المفر من الغضب العراقي؟ فالأعمى لا يقود الأعمى حيث مصير الأثنين السقوط في الحفرة، وسقوطهما سيكون عظيماً .