واشنطن: الانسحاب العسكري من سوريا لا ينطبق على أفغانستان

وزير الدفاع الأميركي يعلن من كابول أن لدى بلاده التزام طويل الأمد في أفغانستان داعيا الأفغان ألا يسيئوا فهم الانسحاب من سوريا على أنه يسبق إجراء مماثلا في بلادهم.

واشنطن تطمئن الأفغان: لا انسحاب قريبا من أفغانستان
الانسحاب الأميركي من سوريا أثار مخاوف الأفغان من انسحاب مماثل من بلدهم

كابول - وجهت الولايات المتحدة اليوم الاثنين رسالة طمأنة للأفغان بأن قرارها الأخير بسحب قواتها من سوريا لا يعني أنه إجراء يسبق تحركا مماثلا في أفغانستان.

وأكدّ وزير الدفاع الأميركي أن على الأفغان ألا يسيئوا فهم انسحاب أميركا المفاجئ والمثير للجدل وشبه الكلي من مناطق في سوريا كإجراء يسبق تحركا مماثلا في أفغانستان.

وفي كلمة في مقر مهمة الدعم الحاسمة التابعة لحلف شمال الأطلسي، قال الوزير الأميركي إنّ لدى واشنطن "التزاما طويل الأجل" في أفغانستان التي غزتها في العام 2001 لإسقاط حكم طالبان، مشيرا إلى أنّ نهج السياسة الأميركية تجاه الملف الأفغاني مختلف تماما.

وقال "كل هذه الأمور يجب أن تطمئن حلفاءنا الأفغان وغيرهم إلى أنهم يجب ألا يسيئوا تفسير تصرفاتنا في الأسبوع الأخير في ما يتعلق بسوريا بحيث ينسحب ذلك على أفغانستان".

وأبرز رغبة بلاده في البقاء في أفغانستان التي قال إنها لا تزال تواجه "تهديدا إرهابيا خطيرا نشأ مع تنظيم القاعدة والآن مع حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية فرع أفغانستان وغيرها من الجماعات".

وكانت الولايات المتحدة وطالبان الشهر الماضي على وشك توقيع اتفاق يتضمن سحب القوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية متنوعة من الحركة الجهادية.

لكن الآمال بتوقيع الاتفاق تبددت بعد إعلان ترامب أن المحادثات مع المتمردين باتت بحكم "الميتة" بعد هجوم لطالبان أسفر عن مقتل جندي أميركي.

وقال الجنرال سكوت ميلر الذي يقود القوات الأميركية وقوات حلف الأطلسي في أفغانستان، إن واشنطن خفضت عديد قواتها في أفغانستان خلال العام الماضي بنحو ألفي جندي.

وأفاد ميلر، متحدثا في المؤتمر الصحافي نفسه مع إسبر "بينما نعمل في أفغانستان مع شركائنا، نتطلع دائما إلى تحسين القوة"

وتابع "كجزء من التحسين الذي قمنا به على مدار العام الماضي، قمنا بخفض قوتنا المصرح بها هنا بواقع ألفي" جندي، مؤكدا أنّ هذا الخفض في عديد القوات لا علاقة له بأي صفقة محتملة مع طالبان.

وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان الكولونيل سوني ليغيت إنّ لدى الولايات المتحدة الآن نحو 13 ألف جندي في البلد الذي تمزقه النزاعات منذ سنين.

وتحدث الموفد الأميركي زلماي خليل زاد الذي قاد المفاوضات، في شكل غير رسمي مع مسؤولي طالبان أثناء زيارة لباكستان، ما عزز إمكانية سعي واشنطن لاستئناف المفاوضات.

وقال إسبر الأحد "نعتقد أن الاتفاق السياسي هو دائما السبيل الأفضل للمضي قدما في ما يتعلّق بالخطوات المقبلة في أفغانستان".

وجاء الإعلان الأميركي قال اسبر إن بلاده تدرس الإبقاء على بعض من قواتها في شمال شرق سوريا أين تتمركز أيضا قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري، لضمان عدم سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على حقول نفطية في المنطقة، وفق ما أعلن اليوم الاثنين وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر.

وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق هذا الشهر سحب جميع القوات الأميركية في المنطقة وقوامها ألف جندي في خطوة قوبلت بانتقادات على نطاق واسع باعتبارها خيانة للحلفاء الأكراد الذين حاربوا تنظيم الدولة الإسلامية على مدى سنوات إلى جانب القوات الأميركية.

وفهم قرار ترامب بسحب قواته من سوريا على أنه يخطط لسحب القوات الأميركية أيضا من أفغانستان، فيما يكابد البلد الذي تمزقه الصراعات للتوصل إلى اتفاق سلام كانت واشنطن طرفا فيه قبل أن تتعثر مفاوضاتها مع حركة طالبان.