واشنطن تأمل في إنهاء التوتر التركي اليوناني عبر الحوار

الخارجية الأميركية ترحب بمبادرات الحوار الأخيرة بين تركيا واليونان للحد من التوتر في شرق المتوسط في وقت لا يزال فيه قادة الدولتين يوجهون الاتهامات المتبادلة.
الولايات المتحدة تعمل على تشجيع البلدين للتوصل إلى اتفاق يحقق تقدما مثاليا
بومبيو لا يخفي دعم بلاده للموقف اليوناني في مواجهة تركيا
تركيا تتهم الولايات المتحدة بالانحياز الى اليونان

واشنطن - أعربت وزارة الخارجية الأميركية، عن ترحيبها بمبادرات الحوار الأخيرة بين تركيا واليونان للحد من التوتر في شرق البحر المتوسط.
وأفاد مسؤولون بالخارجية الأميركية في تصريح صحفي الجمعة، أن التوتر الأخير الذي شهدته المنطقة بين تركيا واليونان كان "مقلقا"، لكن مبادرات الحوار الأخيرة بين البلدين "مرحب بها".
وأعلنت أنقرة وأثينا الثلاثاء استئناف المفاوضات الثنائية قريبا عقب أسابيع من التوتر في شرق المتوسط حيث يتنازع البلدان حول مناطق يحتمل أن تكون ثرية بالموارد الغازية.
وأضاف المسؤولون: "تلقينا نبأ استئناف المباحثات الاستكشافية بين تركيا واليونان في 22 سبتمبر/أيلول الحالي بكل ترحيب".
وتابعوا: "لا شك أن إنهاء الصراع بين حليفي الناتو تركيا واليونان وإقامة الحوار بينهما له أهمية كبيرة، لأن ذلك يمنع وقوع أي حادث، ونواصل تشجيع البلدين للتوصل إلى اتفاق يحقق تقدما مثاليا في هذه القضية".
وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المرتقبة إلى اليونان، أوضح مسؤولو الوزارة، أنه سيتم تعزيز التعاون الثنائي ومناقشة العمل المشترك في المجال العسكري والاقتصادي وفي قطاع الطاقة.
ومن المنتظر ان يتوجه بومبيو الأسبوع المقبل إلى اليونان في زيارة يعرب خلالها عن دعم بلاده لواشنطن في نزاعها الحدودي مع أنقرة، كما أعلنت وزارته الخميس.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان إنّ زيارة بومبيو إلى اليونان تندرج في إطار جولة أوروبية سيقوم بها بين 27 أيلول/سبتمبر و2 تشرين الأول/أكتوبر وستشمل كذلك كلاً من إيطاليا، حيث ستكون له أيضاً محطّة في الفاتيكان يبحث خلالها ملف الحريّات الدينية، وكرواتيا.
وفي زيارته الثانية في أقلّ من عام إلى اليونان، سيتوجّه الوزير الأميركي إلى كلّ من تيسالونيكي (شمال)، وجزيرة كريت حيث سيلتقيه رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
وأوضحت الخارجية الأميركية أنّه خلال وجوده في اليونان، سيشدّد بومبيو على "التزام" واشنطن وأثينا "تعزيز الأمن والسلام والازدهار في شرق البحر المتوسط" و"سيحتفي بالعلاقات اليونانية-الأميركية الأقوى منذ عقود".
وخلال وجوده في كريت سيزور الوزير الأميركي القاعدة البحرية لحلف شمال الأطلسي في خليج سودا.

والمواقف الاميركية المساندة لاثينا لم تعجب الساسة الاتراك حيث افاد المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، عمر جيليك بان موقف الولايات المتحدة وتخليها عن الحياد في أزمة شرق المتوسط لن يفيد السلام في المنطقة ما يشير الى انزعاج تركي من التزام واشنطن بتغليب القانون الدولي ومواجهة تمادي تركيا في انتهاكاتها شرق المتوسط.

واشنطن ترفض الصراع العسكري بين دولتين عضوتين في الناتو
واشنطن ترفض الصراع العسكري بين دولتين عضوتين في الناتو

وكان بومبيو زار قبل أسبوعين قبرص حيث حضّ تركيا على وقف الأنشطة التي تُثير توتّراً في شرق البحر المتوسّط، داعياً جميع الأطراف إلى انتهاج السبل الدبلوماسيّة.
وناشد ميتسوتاكيس  تركيا الجمعة إيجاد حل دبلوماسي للتوتر الحاصل بين البلدين في شرق المتوسط متمنيا بناء شراكة مع انقرة بدلا عن التصعيد.
وقال ميتسوتاكيس متوجها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "لذلك دعونا نجتمع ونتحدث ودعونا نسعى لإيجاد حل مقبول للطرفين. دعونا نعطي فرصة للدبلوماسية".
وأسف لمواجهة انفتاح بلاده بـ"تصعيد أنقرة وتضليلها وعدائيتها" قائلا إنه "ما زال متفائلا. الكل يدرك أن هذا التصعيد الدائم للتوتر لا يمكن أن يستمر".
وتابع "أرفض تصديق أن الشراكة بين البلدين الجارين غير ممكنة".
وحذّر من أنه "إذا لم نتمكن بعد كل هذا من التوصل إلى تفاهم، فعلينا الاحتكام لمحكمة الدولية في لاهاي".
وخلال خطابه في الأمم المتحدة الثلاثاء، دعا أردوغان اليونان أيضا إلى "حوار صادق مستندا إلى القانون الدولي" لحل هذا النزاع فيما حذر من أي "إملاءات أو مضايقات أو هجوم" يستهدف تركيا.
واتهم ميتسوتاكيس الجمعة أنقرة مرة أخرى بـ"تقويض القانون الدولي وتهديد أمن المنطقة واستقرارها".
وتتنازع تركيا واليونان العضوان في حلف الأطلسي، بشأن حقول غاز ونفط في شرق المتوسط في منطقة تعتبر أثينا أنها تقع ضمن نطاق سيادتها.
وفي العاشر من أغسطس/آب أرسلت تركيا سفينة رصد زلزالي ترافقها سفن حربية إلى المياه بين اليونان وقبرص. وتصاعد التوتر، عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية.