واشنطن تتهم إيران رسميا بتخريب ناقلات نفط قبالة الإمارات

الرئيس الأميركي يقرر إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط لتعزيز الدفاعات في وجه تهديدات إيرانية فيما تضم القوة العسكرية مجموعات لإدارة نظم دفاع صاروخية وللمراقبة الجوية ومهندسون لتعزيز الدفاعات.
ترامب يصف قرار إرسال 1500 جندي للشرق الأوسط بـ"الإجراء الدفاعي"
من بين الجنود مجموعات لإدارة نظم دفاع صاروخية وللمراقبة الجوية
واشنطن تؤكد تورط الحرس الثوري الإيراني مباشرة في هجمات على ناقلات نفط
الحرس الثوري استخدم ألغاما لاصقة في الهجوم على ناقلات نفط قبالة الإمارات

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة اليوم الجمعة إرسال 1500 جندي إلى الشرق الأوسط واصفة القرار بأنه يهدف لتعزيز الدفاعات في وجه إيران وذلك بعدما اتهمت الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة في الهجوم على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات هذا الشهر.

ووصف الأميرال مايكل جيلداي مدير الأركان المشتركة معلومات أميركية تتحدث عن "حملة" إيرانية جديدة تستخدم تكتيكات قديمة وتمتد من العراق إلى اليمن وإلى مياه مضيق هرمز وهو ممر بحري حيوي لتجارة النفط العالمية.

واتهم جيلداي الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية المباشرة عن هجمات على ناقلات نفط قبالة الإمارات هذا الشهر في مؤشر على ما قد تنتهي إليه تحقيقات جارية حاليا بشأن الحادث.

وقال جيلداي "نحن ننسب الهجوم على الملاحة في الفجيرة إلى الحرس الثوري الإيراني"، مضيفا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خلصت إلى أن الألغام اللاصقة المستخدمة في الهجوم تعود للحرس الثوري. وأحجم عن إيضاح "سبل توصيل" الألغام لأهدافها.

ولم يقدم البنتاغون أي أدلة تدعم اتهاماته، لكنه قال إنه يأمل في رفع السرية عن معلومات تدعم ما أعلنه اليوم الجمعة. ونفت إيران الاتهامات بشكل قاطع، وقالت إن الولايات المتحدة تذهب إلى حافة الهاوية بهذا الانتشار.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال 1500 جندي للشرق الأوسط واصفا القرار بأنه إجراء دفاعي. ومن بين الجنود مجموعات لإدارة نظم دفاع صاروخية وللمراقبة الجوية ومهندسون لتعزيز الدفاعات.

وقال ترامب لدى مغادرته البيت الأبيض متوجها في زيارة إلى اليابان "نريد توفير حماية في الشرق الأوسط. سنرسل عددا صغيرا نسبيا من الجنود، معظمهم لتوفير الحماية".

ويمثل قرار إرسال الجنود تراجعا بالنسبة لترامب الذي قال يوم الخميس إنه لا يرى ضرورة لإرسال المزيد من الجنود. وسعى الرئيس لإبعاد الجيش الأميركي عن صراعات مفتوحة في مناطق مثل سوريا وأفغانستان.

والقوة المعلن إرسالها قليلة العديد نسبيا مقارنة بنحو 70 ألف جندي أميركي ينتشرون حاليا في منطقة تمتد من مصر وحتى أفغانستان. وعلاوة على ذلك، فإن نحو 600 من الجنود المعلن عنهم موجودون بالفعل في المنطقة لإدارة صواريخ باتريوت وسيتم تمديد بقاؤهم.

واشنطن تعزز قواتها في الخليج بـ1500 جندي اضافي
واشنطن تعزز قواتها في الخليج بـ1500 جندي اضافي في مواجهة التهديدات الإيرانية

وفي ظل اهتمامهم بتجنب التصعيد مع إيران وسط زيادة التوتر، شدد مسؤولون بالبنتاغون في إفادة صحفية على الطبيعة الدفاعية للقوات الجديدة مشيرين إلى أنه لن يتم إرسال أي منهم إلى بقاع ساخنة مثل العراق أو سوريا.

وقلل ترامب من احتمال نشوب حرب بالمنطقة قائلا إنه يعتقد أن طهران لا ترغب في مواجهة مع الولايات المتحدة حتى رغم قرار واشنطن بتشديد العقوبات بهدف دفع إيران إلى تقديم تنازلات أكثر مما تضمنه الاتفاق النووي الموقع عام 2015. وفي العام الماضي، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الدولي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية الست.

وقال لاحقا "في الوقت الحالي، لا أعتقد أن إيران تريد القتال. وبالتأكيد لا أعتقد أنهم يريدون قتالنا"، مضيفا "لكن لا يمكن أن يمتلكوا أسلحة نووية". ومضى يقول "لا يمكن أن يمتلكوا أسلحة نووية. وهم يدركون ذلك".

وأكّدت أبوظبي الأربعاء الماضي أنها تتطلّع لنتائج "حيادية" في التحقيق بواقعة تعرّض أربع سفن لعمليات تخريبية قبالة سواحلها هذا الشهر، مؤكّدة أن التحقيق سيستغرق "ما يلزم من الوقت" بعدما كانت أعلنت الأسبوع الماضي أن النتائج ستظهر "خلال أيام".

وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية نشرته وكالة الأنباء الرسمية "إن حرص شركائنا الدوليين على المشاركة في التحقيقات وتضافر الجهود يدعم الحيادية والشفافية في الوصول إلى النتائج المطلوبة وهو ما تتطلع إليه دولة الإمارات".

وأضافت أن التحقيقات المشتركة تأتي لتؤكّد "حرص المجتمع الدولي على حماية أمن الملاحة البحرية وحركة التجارة الدولية و سلامة إمدادات الطاقة".

وتابعت "مع انضمام الدول المشاركة سيأخذ التحقيق مجراه ويستغرق ما يلزم من الوقت".

وتعرّضت أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديتان وناقلة نفط نرويجية وسفينة شحن إماراتية) لأضرار في "عمليات تخريبية" قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز هذا الشهر، بحسب أبوظبي.

وتجري الإمارات التي لم تتّهم أي جهة بالوقوف خلف الواقعة، تحقيقا بمشاركة السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة.

ووقع الحادث النادر في المياه الإماراتية في أجواء من التوتر الشديد في المنطقة بسبب الخلاف بين إيران الولايات المتحدة على خلفية تشديد العقوبات النفطية الأميركية على طهران.