واشنطن تتوعد إيران بالعقاب وطهران تلوح بالتصعيد

الرئيس الإيراني الجديد يبلغ نظيره الفرنسي في أول تواصل خارحي له مع زعيم أوروبي بأن طهران جادة جدا بشأن تأمين السلامة والحفاظ على الردع في منطقة الخليج وبحر عمان ومواجهة العوامل التي تحرم المنطقة من الأمن.
إيران تناور لكسب الوقت مع تعثر المفاوضات النووية
ماكرون يدعو إيران للعودة للالتزامات النووية للعام 2015
واشنطن: إيران لن تفلت من العقاب لمهاجمتها ناقلة نفط إسرائيلية  

نيويورك - توعد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجددا الاثنين بمعاقبة إيران على خلفية الهجوم على ناقلة نفط إسرائيلية في بحر العرب، مؤكدا أن العالم لا يمكنه السماح "بالإفلات من العقاب"، بينما أبدى الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في أول مكالمة هاتفية بينه وبين نظيره الفرنسي امانويل ماكرون تشددا حيال الولايات المتحدة معتبرا أنها "تمادت في انتهاكها السافر للتعهدات وفرض أنواع جديدة من العقوبات على إيران".

وقال بلينكن خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن الدولي حول الأمن البحري، إن التفجيرات في أواخر يوليو/تموز على ناقلة النفط "أم/تي ميرسر ستريت" التي يشغلها رجل أعمال إسرائيلي هي ضمن "سلسلة هجمات وسلوك استفزازي آخر".

وتابع "على كل دولنا محاسبة هؤلاء المسؤولين. وعدم القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تأجيج شعورهم بالإفلات من العقاب ويشجع الآخرين الذين يميلون إلى تجاهل النظام البحري".

وتعرضت ناقلة النفط لهجوم في بحر العرب قبالة سلطنة عمان في 29 يوليو/تموز أدى إلى مقتل اثنين من أفراد طاقهما من بريطانيا ورومانيا. واتهمت دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، إيران بالوقوف خلف الهجوم.

وسبق لإيران أن رفضت الاتهامات الغربية الموجهة إليها بشأن قضية الناقلة، وحذّرت من أنها سترد على أي "مغامرة" عسكرية قد تستهدفها.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي على اثر أول مكالمة هاتفية بين الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني التي تولى رئاسة البلاد خلفا للإصلاحي حسن روحاني.

وأكد رئيسي لماكرون الاثنين ضرورة أن تحفظ المفاوضات النووية "حقوق" الجمهورية الإسلامية، وفق ما أفادت الرئاسة الإيرانية.

وفي أول تواصل معلن مع مسؤول غربي منذ توليه مهامه الأسبوع الماضي، شدد الرئيس الإيراني في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي امتد ساعة، على أنه "في أي تفاوض، يجب أن يتم حفظ حقوق الشعب الإيراني ومصالح أمتنا"، وفق الرئاسة الإيرانية.

وأكد ضرورة أن تحترم الولايات المتحدة والدول الأوروبية تعهداتها بموجب الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي المبرم في فيينا عام 2015.

وأضاف أن بلاده "ستقف بوجه العناصر المزعزعة للاستقرار الإقليمي"، ممعتبرا أن "الأميركيين تمادوا في انتهاكهم السافر للتعهدات وفرض أنواع جديدة من العقوبات على إيران".

كما تطرق رئيسي إلى الوضع الراهن في لبنان وقال "إننا ندعم كافة الخطوات التي تصب في تعزيز الاستقرار والأمن وتحسين الظروف الاقتصادية للشعب اللبناني، كما نرحب بمواكبة فرنسا لهذه الجهود".

وقال ماكرون إن بلاده تسعى "للتوصل إلى حل لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي" الإيراني، وأعرب عن أمله في أن يتم استئناف المفاوضات ذات الصلة بأقرب وقت، مؤكدا على ضرورة التعاون بين إيران وفرنسا لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة.

وأبرمت إيران مع ست قوى كبرى (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، اتفاقا بشأن برنامجها النووي بعد أعوام من التوتر والمفاوضات الشائكة.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، إلا أن مفاعيله باتت في حكم الملغاة مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه وإعادة فرض عقوبات قاسية تسببت بأزمة اقتصادية ومعيشية حادة في الجمهورية الإسلامية.

وأبدى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الذي تولى مهامه في مطلع 2021، عزمه على العودة إلى الاتفاق شرط عودة إيران لاحترام التزاماتها بموجبه والتي تراجعت عن غالبيتها اعتبارا من 2019 ردا على الانسحاب الأميركي منه.

وتخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف لإحياء الاتفاق المعروف رسميا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة". وأجرى الأطراف ست جولات من المباحثات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران من دون تحديد موعد لجولة جديدة. وسبق لمسؤولين إيرانيين التأكيد أن استئناف المفاوضات سيرتبط بتولي الحكومة الجديدة مهامها رسميا.

وأبلغ رئيسي ماكرون أن "الجمهورية الإسلامية جادة جدا بشأن تأمين السلامة والحفاظ على الردع في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان ومواجهة العوامل التي تحرم المنطقة من الأمن".

وقال قصر الإليزيه في بيان اليوم الاثنين إن الرئيس إيمانويل ماكرون حث إيران على العودة إلى محادثات فيينا التي تهدف لإحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع القوى العالمية.