واشنطن تدفع لتعزيز الوحدة الخليجية في مواجهة الخطر الإيراني

الدوحة - أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الأحد على ضرورة تعزيز وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي بوصفه أمرا ملّحا لتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي وفي ظل أخطار تتربص بالمنطقة خاصة من قبل إيران ووكلائها.

وقال بومبيو إن الخلاف بين قطر وجيرانها الخليجيين طال أكثر من اللازم ويهدد الوحدة الإقليمية المطلوبة لمواجهة إيران.

وكشف أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يعتقد أن الخلاف الخليجي يعود بالنفع على الخصوم"، مضيفا "نحن أكثر قوة عندما نعمل معا وتكون النزاعات محدودة. عندما يكون لدينا تحد مشترك لا تكون النزاعات بين البلدان ذات الأهداف المشتركة مفيدة".

وقال ايضا "النزاعات لا تسمح لك أبدا باتخاذ رد قوي على الخصوم المشتركين أو التحديات المشتركة".

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط النقل مع قطر في يونيو/حزيران 2017 بعد ثبوت تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب والتحالف مع إيران.

والولايات المتحدة حليفة لمجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول وتعتبر أن أزمة قطر تشكل تهديدا لجهودها لاحتواء إيران وتسعى إلى تشكيل جبهة خليجية موحدة.

لكن الجهود الأميركية لرأب الصدع وتعزيز وحدة مجلس التعاون الخليجي تصطدم بغياب رغبة قطر في تسوية الأزمة وحل الخلاف للحيلولة دون مواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

ورفضت الدوحة التفاعل مع قائمة المطالب العربية والخليجية التي وصفتها إدارة الرئيس الأميركي بأنها مفهومة ومشروعة وطالب قطر ببذل المزيد من الجهود لطمأنة جيرانها وبالتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب.

وبدأت الدوحة في اتخاذ مسار بعيد عن جيرانها الخليجيين والذي يشمل إقامة شراكات تجارية جديدة وتعزيز علاقاتها مع تركيا والانسحاب من منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) والتقارب بشكل أسرع مع إيران وزادت هذه التحركات التوقعات بأن الخلاف لن يُحل سريعا.

وقال بومبيو "نأمل في أن تزيد وحدة مجلس التعاون الخليجي في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة"، مضيفا أن وحدة الخليج ضرورية من أجل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي المزمع الذي سيضم أيضا الأردن ومصر.

وقالت السعودية والإمارات مرارا إن الخلاف ليس أولوية قصوى وأكدتا لواشنطن أنه لن يؤثر على التعاون الدفاعي.

وقال الوزير الأميركي في وقت لاحق للصحفيين إنه تحدث عن الخلاف مع مسؤولين في البحرين ومصر والإمارات، مضيفا "ليس من الواضح على الإطلاق أن الخلاف أقرب إلى الحل اليوم مما كان عليه أمس ويؤسفني ذلك".

وشملت الجولة الإقليمية لبومبيو أبوظبي والقاهرة لحشد التأييد لانسحاب القوات الأميركية من سوريا. وسيتوجه بعد ذلك إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث قال إن واشنطن ستسعى لضمان قيام السعودية بمحاسبة "كاملة وتامة" للمتورطين في مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وقال بومبيو في المؤتمر الصحفي "سنواصل الحديث عن ذلك ونحرص على الحصول على كل الحقائق حتى يتم محاسبتهم، بالتأكيد من جانب السعوديين، لكن من جانب الولايات المتحدة أيضا إذا اقتضى الأمر".