واشنطن تستبعد تأثر الشراكة العسكرية مع أنقرة بعد الاعتراف بإبادة الأرمن

اعتراف بايدن بإبادة الأرمن على يد الأتراك العثمانيين يطرح تساؤلات عدة بشأن مستقبل العلاقات التركية الأميركية العسكرية المتأثرة أصلا بسبب خلافات عدة أبرزها صفقة إس-400 الروسية.
اعتراف بايدن بإبادة الأرمن يفتح فصلا جديدا من التوتر التركي الأميركي
اعتراف بايدن بإبادة الأرمن يثير قلقا إزاء مستقبل الشراكة العسكرية بين أنقرة وواشنطن

واشنطن - قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي، إنه لا يتوقع أن يؤثر بيان الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص بخصوص الاعتراف بإبادة الأرمن على يد الأتراك العثمانيين عام 1915، سلبا على العلاقات العسكرية مع تركيا.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، كيربي، خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى البنتاغون في واشنطن، قيم خلاله الأجندة السياسية للبلاد، ورد على أسئلة متنوعة لعدد من الصحفيين.

وردا على سؤال هل من المتوقع أن تتراجع الشراكة العسكرية مع أنقرة، عقب وصف بايدن مجازر الأرمن بالإبادة الجماعية، قال كيربي "لا نتوقع أن تشهد العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وتركيا أي شكل من أشكال التراجع".

وأضاف "تركيا دولة مهمة في المنطقة وذات ثقل سياسي كبير، بالإضافة إلى أنها حليف مهم للولايات المتحدة وعضو فعال في حلف الناتو".

وأوضح أن بلاده حريصة على العمل مع أنقرة عن كثب في الكثير من الملفات المهمة على الساحة الدولية، وعلى رأسها محاربة وجود تنظيم داعش والجماعات الإرهابية في سوريا.

وخرج بايدن السبت عن نمط تعليقات البيت الأبيض المدروسة بعناية على مدى عقود عن هذه الوقائع التي جرت في عام 1915، مما أسعد أرمينيا والأرمن في الولايات المتحدة، لكنه زاد من توتر العلاقات بين واشنطن وأنقرة العضوين في حلف شمال الأطلسي، واعترف بأن أعمال القتل الجماعي للأرمن على يد العثمانيين إبادة جماعية.

وسرعان ما ندد مسؤولون أتراك ببيان بايدن، وقالت الحكومة التركية إن الرئيس رجب طيب إردوغان سيتطرق إلى هذه القضية بعد اجتماع لمجلس الوزراء غدا الاثنين. وأضافت "في الوقت والمكان اللذين نعتبرهما مناسبين، سنواصل الرد على هذا البيان المؤسف غير العادل.

ويقول الأرمن بدعم من مؤرخين وباحثين إن 1.5 مليون أرمني قضوا في إبادة جماعية ارتكبت في ظل حكم الإمبراطورية العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.

وتقر أنقرة فقط بأن أعدادا كبيرة من الأرمن والأتراك قضوا خلال محاربة العثمانيين لروسيا القيصرية، لكنها تنفي وجود أي سياسة متعمدة للإبادة، مشيرة الى ان هذا التعبير لم يكن له تعريف قانوني حينذاك.

والاثنين ندد الرئيس التركي باعتراف نظيره الأميركي بالإبادة الأرمنية على يد الأتراك العثمانيين،  معتبرا أن الاعتراف الأميركي "بلا أساس" ويلحق الضرر بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال إردوغان في كلمته التلفزيونية "أدلى الرئيس الأميركي بتعليقات لا أساس لها وغير منصفة"، مضيفا "نعتقد أن هذه التعليقات تم تضمينها في الإعلان بعد ضغوط من جماعات أرمنية متطرفة ودوائر معادية لتركيا. لكن هذا الوضع لا يقلل من التأثير المدمر لهذه التعليقات".

والعلاقات التركية الأميركية متوترة للغاية منذ أن أبرمت أنقرة العام 2019 صفقة الصواريخ الروسية إس-400، ما أثار غضب واشنطن.

وتقلق واشنطن حيال وضع حقوق الإنسان في تركيا. كما ترفض التدخلات التركية العسكرية في عدة جبهات. وفي العام 2017 فرضت إدارة ترامب عقوبات اقتصادية على أنقرة لتدخلها العسكري في سوريا.

وكان بايدن قد أحيا قبل عام، عندما كان لا يزال مرشحا رئاسيا، ذكرى 1.5 مليون من الرجال والنساء والأطفال الأرمن الذي فقدوا أرواحهم في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية وقال إنه سيدعم مساعي وصف عمليات القتل تلك بالإبادة الجماعية.

وسبق ان اعترف الكونغرس الأميركي رسميا بالمجازر على أنها إبادة جماعية في كانون الأول/ديسمبر 2019 في تصويت رمزي.

وكانت عشرات الدول قد تبنت وصف مقتل الأرمن بالإبادة الجماعية على غرار روسيا وفرنسا، وهو ما اعتبرته تركيا خطوات تهدف إلى إعادة كتابة التاريخ بالاستناد إلى دوافع سياسية.