واشنطن تستعجل عودة الهدوء بين إسرائيل والفلسطينيين

وزير الخارجية الإسرائيلي يقول إنه بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحفاظ على الوضع الراهن في مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية.
نووي إيران ضمن مباحثات بلينكن ونتنياهو
واشنطن تحث على ضبط النفس بعد أيام من التصعيد في الضفة

القدس - دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء بين إسرائيل والفلسطينيين اثر محادثات رفيعة المستوى أجراها في القدس، وذلك بعد عدة أيام من التصعيد الدامي.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعيد محادثاتهما "نحض جميع الأطراف الآن على اتخاذ خطوات عاجلة لاستعادة الهدوء ونزع فتيل التصعيد".

وقال "نريد أن نتأكد من وجود بيئة يمكننا فيها كما آمل في مرحلة ما أن نخلق الظروف للبدء باستعادة الشعور بالأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء".

وإسرائيل التي وصل إليها بلينكن الاثنين هي المحطة الثانية له بعد القاهرة التي التقى فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري.

وتستمر وتيرة العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل في التصاعد، إذ سبق وصول وزير الخارجية الأميركي مقتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في جنوب الضفة الغربية المحتلة على ما أكد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي.

والجمعة قتل فلسطيني سبعة أشخاص بينهم طفل خارج كنيس يهودي في القدس الشرقية اثر مقتل عشرة فلسطينيين خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الخميس قال الجيش إنها استهدفت نشطاء في حركة الجهاد الإسلامي. وأدانت الإدارة الأميركية الهجوم الذي وصفته بـ"المروع" في القدس الشرقية المحتلة.

وارتفع إلى 35 عدد الفلسطينيين الذين قضوا برصاص إسرائيلي منذ مطلع العام الجاري في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ العام 1967، بينهم مسلحون ومدنيون وأطفال، وفقا لمصادر الجانبين الرسمية.

كما اجتمع بلينكن مساء بنظيره الإسرائيلي ايلي كوهين على أن يلتقي لاحقا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ. وأكد أنه ناقش مع نتنياهو الحفاظ على الوضع الراهن في مجمع المسجد الأقصى في القدس الشرقية.

والحرم الشريف الذي يضم المسجد الأقصى -أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة المنورة- أقدس المواقع الدينية عند المسلمين فيما يطلق عليه اليهود "جبل الهيكل" ويمثل أقدس المواقع الدينية لديهم. وسيتوجه بلينكن أيضا إلى رام الله بالضفة الغربية لإجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتطرق بلينكن خلال مؤتمره الصحافي في القدس إلى قضية إيران، عدو إسرائيل اللدود. وقال "نتّفق على أنّه ينبغي عدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي"، مضيفا "مثلما دعمت طهران منذ فترة طويلة إرهابيين يهاجمون إسرائيليين وغيرهم، فإنّ النظام (الإيراني) يوفّر الآن طائرات بدون طيّار تستخدمها روسيا لقتل مدنيين أوكرانيين أبرياء".

وبحسب الوزير الأميركي فإنّ "روسيا بالمقابل تقدّم لإيران أسلحة متطوّرة". وتتّهم كييف وحلفاؤها الغربيون إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة لحربها في أوكرانيا، الأمر الذي تنفيه طهران بشدّة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني أقرّت طهران بتزويد موسكو بعدد من الطائرات المسيّرة، مشدّدة على أنّ هذا الأمر تمّ قبل بدء روسيا غزوها لأوكرانيا في فبراير/شباط.

وتتّهم إسرائيل الجمهورية الإسلامية بالسعي لتطوير قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران. وتؤكّد تل أبيب أنّها تسعى بكلّ السبل لمنع إيران من بلوغ هذا الهدف وكذلك التصدّي للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

وبينما يتحدث بعض الخبراء عن زيارة محتملة لنتنياهو إلى البيت الأبيض في فبراير/شباط، يعتبر المراقبون أنّ هامش المناورة المتاح لوزير الخارجية الأميركي يبقى محدودا.

وفي وقت سابق الاثنين في القاهرة، بحث بلينكن مع الرئيس المصري "خفض حدّة التوتر". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إنّهما "بحثا الجهود القائمة لخفض حدّة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مؤكدا دور القاهرة "المهم" في "تعزيز الاستقرار الإقليمي".

غير أنّ مسؤولين أميركيين لا يخفون في الأحاديث الخاصة استياءهم من التصعيد والطريق المسدود الذي وصل إليه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وفيما من المتوقّع إحراز تقدّم ضئيل على مستوى خفض التصعيد، تسعى واشنطن إلى التواصل مجددا مع نتنياهو الذي أدت حكومته التي توصف بأنها الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، اليمين الدستورية نهاية العام الماضي.

وكانت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) قد أكدت لقاء عباس برئيس الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ومناقشتهما "التطورات الخطيرة والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".

وأعلنت إسرائيل ليل السبت سلسلة من الإجراءات لحرمان ما تسميهم "عائلات إرهابيين" من حقوق من مثل إلغاء الضمان الاجتماعي، في موازاة تسهيل حصول المواطنين الإسرائيليين على تصاريح لحمل الأسلحة النارية.

ورُفِعَت درجة تأهب القوات الإسرائيلية، بينما أعلن الجيش تعزيز قواته في الضفة الغربية، في وقت توالت فيه الدعوات الدولية إلى ضبط النفس.