واشنطن تشق حقل ألغام سياسية بإجراء عزل ترامب

الولايات المتحدة تدخل في معركة داخلية شرسة قد تشمل مخاطرها ترامب والديمقراطيين على السواء والأكيد أن البلاد ستشهد حالة شلل سياسي مع نهاية ولاية الرئيس الحالي والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة.

إجراء عزل ترامب يدفع واشنطن إلى أسوأ مرحلة استقطاب
الجمهوريون لن يتخلوا عن ترامب في كل الحالات
إجراء عزل ترامب إما أن يعزز قاعدته الانتخابية أو ينهي مستقبله السياسي
هل جازف الديمقراطيون ببدء إجراء عزل ترامب

واشنطن - بإطلاق الديمقراطيين إجراءات العزل بحق دونالد ترامب دخلت الولايات المتحدة في معركة داخلية شرسة قد تشمل مخاطرها ترامب والديمقراطيين على السواء، والأكيد أن البلاد ستشهد حالة شلل سياسي مع نهاية ولاية الرئيس الحالي والاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة.

ويواجه ترامب اتهامات بأنه عرض على أوكرانيا مساعدة في مقابل إيذاء منافسه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة جو بايدن.

وقد سارع ترامب الثلاثاء إلى القول إنه سيستفيد من إجراء العزل في معركته الانتخابية في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 سعيا لولاية ثانية. ويعتبر فريق حملة ترامب أن الديمقراطيين الذين كانوا يسعون لـ"تهدئة قاعدتهم اليسارية والمتطرفة والغاضبة" سيدفعون نحو حالة من "الاستقطاب" داخل قاعدة الجمهوريين ليمنحوا بذلك ترامب "فوزا ساحقا".

لكن كريستوفر ارترتون الأستاذ في جامعة جورج واشنطن له رأي مخالف، موضحا أنه "من الصعب تصور كيف يمكن أن تكون قاعدة ترامب معبأة أكثر"، كما أنه يعتبر أن هذا الإجراء قد يدفع أيضا إلى تعبئة قواعد الديمقراطيين.

وقد تكون لترامب قاعدة وفية جدا وصلبة، لكنها تبقى محدودة ولم يتمكن الرئيس الأميركي من تعزيزها منذ وصوله إلى البيت الأبيض. وهو أصلا فاز عام 2016 بفارق بسيط لم يتجاوز عشرات آلاف الأصوات.

ويعتبر الباحث جون هوداك في مركز بروكينغز للتحليل، أن على ترامب أن يخشى بالفعل إجراء العزل الذي يستهدفه، مضيفا "من الصعب جدا أن نفهم كيف يعتقد أنه قد يستفيد من هذا الإجراء".

وكانت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي نفسها مترددة قبلا في بدء إجراء العزل بحق ترامب، لا بل كانت تعمل على تهدئة الجناح التقدمي في الحزب الذي كان يطالب بصوت عال بالعمل على إطلاق إجراء العزل هذا، لذلك فإن الديمقراطيين قد يتلقون ضربة في الانتخابات الرئاسية المقبلة وخصوصا أن إجراء العزل لا يحظى بشعبية بين الأميركيين.

نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين ترددت كثيرا قبل القبول ببدء اجراء عزل ترامب
نانسي بيلوسي زعيمة الديمقراطيين ترددت كثيرا قبل القبول ببدء اجراء عزل ترامب

وبما أن مجلس الشيوخ بأكثريته الجمهورية لن يتخلى على الأرجح عن ترامب، فإنه سيتمكن من القول قبيل الانتخابات الرئاسية بأنه قد ربح حرب العزل التي شنت عليه.

ويقول في هذا الإطار لاري ساباتو المحلل في جامعة فيرجينيا، إن طريق العزل "تحمل مجازفات كثيرة".

ويفضل الديمقراطيون الاستعجال في إجراء العزل لكي لا يسيطر على الحملة الرئاسية، لكن من المرجح ألا تنتهي التحقيقات التي ستجريها اللجان البرلمانية بشأن العزل قبل مطلع العام 2020 على أقرب تقدير. والكلمة الأخيرة ستكون لدى الناخبين المعتدلين.

ويقول جون هوداك "في حال اقتنع الناخبون الوسطيون بأن هذا التحقيق ليس سوى مهزلة سياسية، فسيدفع عندها الديمقراطيون الثمن" خلال الانتخابات المقبلة، معتبرا أن المعركة فتحت "ولن يكون هناك سوى فائز واحد في النهاية".

واعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض مساء الثلاثاء أن الديمقراطيين في مجلس النواب "دمروا كل فرص تحقيق إنجازات تشريعية للأميركيين".

ومع الاستقطاب الشديد بين الحزبين داخل الكونغرس، سيكون من الصعب جدا تصور تحقيق أي تقدم في واشنطن على المستوى التشريعي.

إلا أن لاري ساباتو يرفض مقولة أن يكون إجراء العزل مسؤولا عن شلل محتمل داخل السلطة التشريعية، قائلا "في كل الحالات لم يكن واردا تحقيق أي تقدم" على المستوى التشريعي.

ويعاني الكونغرس انقساما شديدا منذ يناير/كانون الثاني الماضي مع مجلس نواب بأكثرية ديمقراطية ومجلس شيوخ بأكثرية جمهورية.

ويقول دونالد فولفنسبرغر خبير الشؤون البرلمانية في مركز ويلسون "إن مسألة العزل ستسيطر على الحدث حتى نهاية السنة" الحالية، مضيفا "لكنها عام 2020 ستصبح مسألة ثانوية".