واشنطن تكشف عن مخطط إيراني لاغتيال صحفية مناوئة للنظام
نيويورك - وجه مدعون أميركيون اتهامات لثلاثة أعضاء في منظمة إجرامية بشرق أوروبا لديها صلات بإيران تشمل التآمر لاغتيال صحفية وناشطة إيرانية تحمل الجنسية الأميركية، وفق ما أعلن اليوم الجمعة وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند.
وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان إن رأفت أميروف وبولاد عمروف وخالد مهدييف متهمون بأنهم قتلة مأجورون وبغسل الأموال لدورهم في المؤامرة المدعومة إيرانيا التي جرى إحباطها.
وقال غارلاند "كشفت الضحية انتهاكات الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان والمعاملة التمييزية التي تتعرض لها النساء وقمع المشاركة الديمقراطية وقمع حرية التعبير واستخدام السجن التعسفي والتعذيب والإعدام"، لكنه لم يذكر اسم الضحية، لكن مهدييف اعتقل العام الماضي في نيويورك لحيازته بندقية خارج منزل الصحفية مسيح علي نجاد في بروكلين.
ودأبت الصحفية على انتقاد القوانين الإيرانية التي تفرض الحجاب ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لنساء يخالفن تلك القوانين.
ودفع مهدييف ببراءته من تهمة حيازة سلاح ناري برقم مسلسل مطموس المعالم. وهو الآن قيد الاعتقال في مركز احتجاز متروبوليتان بمدينة بروكلين في انتظار محاكمته، فيما لم يصدر عن بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تعليق على تلك المعلومات والاتهامات، لكن طهران دأبت على نفي صلاتها بعملية إجرامية ومخططات إرهابية في الخارج.
وسبق لعواصم أوروبية أن اتهمت إيران على مستوى الدولة وتحديدا وزارة الاستخبارات، بالوقوف وراء مخططات إرهابية وإجرامية على أراضيها، في الوقت الذي لا تزال محاولة طهران تفجير تجمع كبير للمعارضة الإيرانية في باريس في العام 2018 ترخي بظلالها على العلاقات الأوروبية الإيرانية. وهي القضية التي تورط فيها الدبلوماسي أسد الله أسدي الذي حكم عليه في بلجيكا بـ20 سنة سجنا. وشكل ذلك المخطط أوضح علامة على نشاطات تصفها المخابرات الغربية بـ"القذرة".
وكان ممثلو ادعاء أميركيون اتهموا في عام 2021 أربعة إيرانيين يُعتقد أنهم يعملون لصالح المخابرات الإيرانية بالتخطيط لخطف صحفية وناشطة مقيمة في نيويورك. وعلى الرغم من عدم الكشف عن اسم الضحية، إلا أن رويترز تأكدت من أنها الصحفية علي نجاد.
وألقي القبض على أميروف أمس الخميس وسوف يمثل أمام جلسة استماع تمهيدية بمحكمة اتحادية في مانهاتن في وقت لاحق اليوم الجمعة، بينما ألقي القبض على عمروف في جمهورية التشيك في وقت سابق من الشهر الجاري وتسعى الولايات المتحدة لتسلمه.
واعتقلت السلطات الأميركية في عام 2011 رجلا قالت إنه على صلة بمؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن حينها في مطعم كان يتردد عليه في العاصمة. وتتهم واشنطن طهران بدعم الإرهاب والسعي لامتلاك أسلحة نووية، فيما تنفي الأخيرة هذه الاتهامات.
ويأتي الكشف عن هذا المخطط في غمرة توترات بين إيران والولايات المتحدة التي سلطت في الفترة الأخيرة حزمة عقوبات على كيانات وأفراد لصلتهم بأنشطة إيرانية تخريبية أو ببرنامج إيران النووي أو بوكلائها في المنطقة وخارجها.
وتعثر المفاوضات النووية غير المباشرة وطهران الرامية لإنعاش الاتفاق النووي للعام 2015 بعد أن انسحبت منه أميركا في مايو/ايار من العام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. ومن المتوقع أن ترد واشنطن على محاولة الاغتيال المفترضة بحزمة عقوبات أخرى.