واشنطن تنفي اتهامات الحوثيين باستهداف مواقع في الحديدة

سنتكوم تعلن اسقاط صاروخ كروز أُطلق من منطقة تخضع لسيطرة الحوثيين باتّجاه مدمّرة أميركية في جنوب البحر الأحمر.
الحوثيون يستهدفون سفينة أميركية بالصواريخ

صنعاء - أعلن الحوثيون الأحد أن غارات أميركية بريطانية جديدة استهدفت محافظة الحديدة في غرب اليمن، لكنّ مسؤولًا أميركيًا نفى الأمر بينما أكدت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) فجر الإثنين أنّها أسقطت عصر الأحد صاروخ كروز أُطلق من منطقة تخضع لسيطرة الحوثيين باتّجاه مدمّرة أميركية في جنوب البحر الأحمر.
وأفاد موقع تابع للحوثيين عن "غارات جوية لطيران العدوان الأميركي البريطاني على الحديدة" ناقلا عن مصدر أمني قوله إن "طيران العدوان استهدف جبل جدع بمديرية اللحية" في محافظة الحديدة.
وأضاف أن "طيران العدوان الحربي والتجسسي حلّق بكثافة في سماء محافظة الحديدة".
وقال مصدر عسكري موالٍ للحوثيين إن القصف الجوي تسبب بـ"تدمير منصة صاروخية للحوثيين في جبل جدع". إلا أنّ مسؤولًا عسكريا أميركيًا رفض الكشف عن اسمه قال "لم تنفذ اليوم (الأحد) أي ضربة أميركية أو للتحالف".

وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية اليوم الاثنين أنها استهدفت سفينة أميركية في خليج عدن بصواريخ بحرية، وفق بيان صادر عن المتحدث العسكري لقوات الحوثيين يحيى سريع، نشره عبر منصة إكس.
وقال إن "العملية تأتي انتصارا لمظلومية الشعبِ الفلسطيني في قطاع غزة الذي يتعرض حتى هذه اللحظة لأبشع أنواع المجازر من قبل الكيان الصهيوني وفي إطار الرد على العدوان الأميركي البريطاني على بلدنا".
وتابع "تعتبر كافة السفن والقطع الحربية الأمريكية والبريطانية المشاركة في العدوان على اليمن أهدافا معادية ضمن بنك أهداف قواتنا".
وأوضح أن "الرد على الاعتداءات الأميركية والبريطانية قادم لا محالة،وأن أي اعتداء جديد لن يبقى دون رد وعقاب".
وشنّت القوات الأميركية والبريطانية فجر الجمعة عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. وأعلن المتمردون أن الضربات أدت إلى مقتل خمسة عناصر في صفوفهم.
وفجر السبت، استهدفت الولايات المتحدة مجدّدًا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب "موقع رادار في اليمن".
وتأتي الضربات ردًا على هجمات نفّذها الحوثيون في الأسابيع الماضية واستهدفت سفنًا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ودفع ذلك دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا إلى نشر بوارج في البحر الأحمر. وشكلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.

الحوثيون يتذرعون بدعم الفلسطينيين لاثارة التوتر في البحر الأحمر
الحوثيون يتذرعون بدعم الفلسطينيين لاثارة التوتر في البحر الأحمر

وبعد ظهر السبت، أفاد مصدران أمني وعسكري في صفوف الحوثيين عن ضربة استهدفت موقعًا على أطراف الحديدة كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخًا نحو البحر الأحمر.
لكنّ مسؤولًا عسكريًا أميركيًا أكد السبت أن هذه الضربة ليست أميركية. وبعد إعلانهم الأحد تعرضهم لضربات جديدة، جدّد الحوثيون تأكيدهم أن ذلك لن يوقفهم عن استهداف السفن.

وكتب الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام على منصّة "إكس" إن "الإجراءات العدائية من قبل أميركا ضد اليمن لن تمنع القوات المسلحة عن مواصلة تنفيذ التزامها الديني والإنساني والأخلاقي الداعم للشعب الفلسطيني... بالاستمرار في استهداف السفن التابعة لكيان العدو والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة".
وسبق أن توعّد الحوثيون بالردّ على الضربات الغربية مؤكدين أن المصالح الأميركية والبريطانية باتت "أهدافًا مشروعة".
وكانت واشنطن ولندن قد وجهتا تحذيرات متكررة للحوثيين من "عواقب" ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن.
وقالت سنتكوم في بيان فجر الاثنين إنّ "صاروخ كروز مضادّاً للسفن أُطلِق من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن باتجاه السفينة يو إس إس لابون التي كانت تعمل في جنوب البحر الأحمر".

وأضافت "أُسقِط الصاروخ قرب ساحل الحُديدة من جانب مقاتلة أميركية، ولم يبلّغ عن وقوع إصابات أو أضرار".
وهذا أول هجوم يستهدف مدمّرة أميركية منذ أن شنّت الولايات المتّحدة وبريطانيا ضربات مكثّفة ضدّ مواقع للحوثيين المدعومين من إيران الذين يشنّون هجمات في البحر الأحمر ضدّ سفن تجارية وحربية.

وتثير الضربات على اليمن مخاوف من توسّع رقعة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة التي دخلت يومها المئة الأحد.
لكنّ البيت الأبيض أكد الجمعة أن واشنطن "لا تسعى إلى نزاع مع إيران" التي تقود ما يسمى "محور المقاومة" ويُعتبر الحوثيون جزءًا منه إلى جانب حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وحركتَي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
وتقدّم الجمهورية الإسلامية الدعم السياسي للحوثيين لكنّها تنفي تقديمها دعمًا عسكريًا لهم.
وأفادت وكالة "سبأ نت" التابعة للحوثيين الأحد أن رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أبرز مسؤول سياسي لدى الحوثيين، تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي.
وأكد المشاط خلال الاتصال أن استمرار "العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة "سيؤدي إلى "اتساع عمليات اليمن ضد العدو الإسرائيلي".
والأحد شُيّع العناصر في صفوف الحوثيين الذين قتلوا في الضربات الأميركية والبريطانية الأولى قبل يومين.
وتظاهر مئات آلاف اليمنيين الجمعة في العاصمة صنعاء تنديدًا بالضربات وتضامنًا مع الفلسطينيين، ملوحين بأعلام يمنية وفلسطينية.