وسط التحديات والعوائق.. الارقام تثبت نجاح التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كردستان العراق

منذ توليه رئاسة حكومة إقليم كردستان العراق في عام 2019، ركز مسرور بارزاني على مجموعة من المحاور الرئيسية لتحقيق التنمية والاستقرار في الإقليم، على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية الكبيرة التي واجهها الإقليم والعراق والمنطقة ككل.

حين تسلّم مسرور بارزاني رئاسة حكومة إقليم كردستان في صيف عام 2019، لم يكن متوقعا أن السنوات المقبلة ستشهد أخطر الأزمات المركّبة في تاريخ الإقليم والمنطقة كمثال:

جائحة كورونا التي شلّت العالم بأسره وعطلت الاقتصاد العالمي.

الانهيار الحاد في أسعار النفط، حتى اقتربت في بعض الفترات من الصفر، ما قلّص موارد الإقليم المالية.

خروج عدد كبير من الشركات الأجنبية نتيجة الانكماش العالمي.

قطع حصة الإقليم من الموازنة الاتحادية من قبل بغداد في أكثر من مرحلة.

منع بغداد تصدير نفط الإقليم بشكل مستقل وتعطيل المنفذ الاقتصادي الرئيسي.

أزمة الرواتب الناتجة عن الإجراءات المركزية.

وكان التحدي الأكبر:

وسط ما ذكر اعلاه استغلت أحزاب وشخصيات المعارضة في كردستان العراق، تلك الظروف للنيل من مسرور البارزاني وحكومته والعمل من أجل الاستسلام الكامل أمام بغداد، أو بمعنى آخر انهاء الكيان السياسي لإقليم كردستان العراق الذي تشكل منذ عام 1991.

هذه الاحزاب والشخصيات بعدما فشلت تماما في أداء دورها كمعارضة في كردستان العراق سواء عن طريق ممثليها في برلمان كردستان أو حتى في قواعدها الحزبية والجماهيرية وأمام كل العمليات الانتخابية التي تجري في كردستان، وفي الشارع وفي اعلامها، وفي محاولاتها لتحقيق اهدافها، ذهبت إلى بغداد مرة لتمثلها في التحرك ضد حقوق كردستان التي منحها الدستور العراقي ومرة دفعها بغداد للتحرك عسكريا ضد الإقليم.

كانت لهذه الاحزاب الدور الكبير في قطع موازنة الاقليم من قبل بغداد وتحويل عملية دفع رواتب الموظفين من الاقليم لبغداد، وجعلت من نفسها ضامنة لدفع الرواتب أسوة بموظفي بغداد!

والآن بعدما تحولت مهمة دفع الرواتب إلى بغداد، وتمتنع على دفع هذه الرواتب، لا تحرك المعارضة ساكنا! بل على العكس بدلا من أن تعاتب بغداد وتطالب بحقوق موظفي الاقليم بصرف رواتبهم، تأتي لتستغل الامر ضد حكومة الاقليم، من أجل ابعاد الجماهير الكردية عنها.

منع تصدير نفط الاقليم وتسليمه بالكامل لبغداد، الأمر الذي أدى إلى خسائر للعراق عموما ومنها كردستان، تقدر بما بين 25 و28 مليار دولار.

اي ادارة لحكومة في وضع كالذي أشرنا إليه أعلاه، وتحديات ومحاربة عليها من جهات مختلفة، ربما كانت ستفشل فشلا ذريعا وتستسلم لمطالب الآخرين، إلا أن حكومة مسرور بارزاني تمكنت من مواجهة كل هذا، وخرجت بمستوى من الإنجاز لم يشهده الإقليم منذ أكثر من عقدين، مما يؤكد على متانة الرؤية، ودقة التخطيط، وكفاءة الإدارة، ومن خلال نظرة سريعة وبسيطة لأهم انجازاتها بالوثائق والأرقام نصل إلى ما يلي:

أولًا: ثورة في البنية التحتية

· تنفيذ 717 مشروع طريق (داخلي) بطول 2.681 كلم في عموم الإقليم، بتكلفة تفوق 1 تريليون دينار.

· إنجاز جسور استراتيجية (جسر الزاب، جسور رانية، سوران، دهوك، إلخ).

· تطوير طرق داخلية بعرض يصل إلى 150 كيلومترًا في مدن رئيسية مثل أربيل ودهوك والسليمانية.

ثانيًا: مشروع "روناكي" – كهرباء 24/7

· توفير الكهرباء على مدار الساعة لأكثر من 2 مليون مواطن و90 ألف محل تجاري.

· إطفاء 2107 مولدات أهلية بعد توفير البديل الرسمي.

· تغطية أكثر من 150 حيًا سكنيًا بالكهرباء المستقرة.

ثالثًا: أمن مائي لمستقبل مستدام

· بناء 9 سدود استراتيجية بطاقة تخزينية تصل إلى ما يزيد عن 250 مليون م³.

· إنشاء 126 حوضًا مائيًا في عموم محافظات الإقليم.

· إطلاق مشاريع مياه الشرب في أربيل، فايدة، بيرمام، دربندخان، رانية، وغيرها، بتكلفة تقدر باكثر من 920 مليون دولار.

رابعًا: الإصلاح المالي – مشروع "حسابي"

· أكثر من 900 ألف مواطن مسجلين في النظام المالي الرقمي.

· تحويل رواتب أكثر من 400 ألف موظف إلى حسابات بنكية، في خطوة نوعية للشمول المالي.

· إدخال خدمات مالية حديثة مثل الدفع الإلكتروني، القروض الشخصية، والتأمين.

خامسًا: التحوّل الرقمي الشامل

· رقمنة بوابات الحكومة، نظام التأشيرات، الرواتب، التعليم، المرور، التسجيل التجاري.

· إطلاق نطاق (KRD) وهوية رقمية موحدة.

· إدخال نظام التعليم الإلكتروني (E-WANE) المكتبة الرقمية، ومنصات أولياء الأمور.

سادسًا: الأمن الغذائي والصناعي

· بناء 6 صوامع استراتيجية بقدرة تخزينية كلية بلغت 200 ألف طن، بتكلفة تقدر بـحوالي 60 مليون دولار

· تأسيس 362 مخزن تبريد جديد، وإنشاء أكثر من 30 ألف بيت بلاستيكي للزراعة.

· تأسيس 7 معامل لإنتاج البطاطا، و11 معملا مختلفا للمحاصيل الزراعية.

· تسجيل 38,584 شركة بينها أكثر من 3,486 شركة أجنبية.

سابعًا: التصدير الزراعي إلى العالم

 رفع نسبة تصدير المنتجات الزراعية من 1.8 في المئة الى 10 في المئة، تصدير الرمان، العسل، البطاطا، الطحينية، التفاح، الفطر، إلى كندا، أوروبا، ودولة الإمارات.

دور رئيس الوزراء في زمن الأزمات

ما تحقق خلال هذه السنوات ليس مجرد تنفيذ مشاريع، بل هو رسمٌ لخارطة جديدة لإقليم كردستان أكثر كفاءة وأمانًا واستقلالًا.

لقد أدارت حكومة مسرور بارزاني أصعب مرحلة في التاريخ الحديث بميزانية محدودة، لكن بإرادة قوية ورؤية بعيدة المدى. هذه الإنجازات تُشكّل نموذجًا ناجحًا للحكم الرشيد في ظروف معقدة، وتؤكد أن التحديات قد تكون محفزًا للنهضة إذا وُجدت القيادة القادرة على تحويل الأزمات إلى فرص.