وماذا بشأن الحج هذا العام؟

التريث في إبرام عقود الحج لهذا العام حتى تتضح الرؤية لكن بالمعايير الصحية العلمية لن يكون العالم خاليا من الوباء بعد أربعة أشهر ولن يكون السفر والاختلاط آمناً.

بقلم: حمود أبو طالب

 نحن الآن في بداية شهر شعبان، ولا يفصل بيننا وبين موسم الحج سوى أربعة أشهر إلا قليلا، والعالم كله يمر بهذه الجائحة غير المسبوقة لوباء كورونا المستجد الذي لا يوجد له إلى الآن علاج ناجع ولا لقاح مانع، وبالمعايير الطبية لن يتوفر ذلك قبل عام أو نحوه مهما بلغت جهود المتخصصين أقصاها ومضت التجارب على ما يرام، وفي ذات الوقت فإن الوباء ما زال ينتشر بشراسة، وحتى مع افتراض تطبيق أفضل اشتراطات محاصرته في كل دول العالم فلن يتلاشى قبل شهور طويلة.

يوم قبل أمس صرح وزير الحج في مقابلة تلفزيونية بأنه طُلب من المسلمين التريث في إبرام عقود الحج لهذا العام حتى تتضح الرؤية، ولكن للأسف فإنه بالمعايير الصحية العلمية لن يكون العالم خاليا من الوباء بعد أربعة أشهر ولن يكون السفر والاختلاط آمناً، وأي انتكاسة في محاصرته بتجمع قرابة ثلاثة ملايين شخص في مواقع محدودة المساحة ستكون كارثية. وعندما قررت المملكة تعليق القدوم للعمرة والزيارة كان القرار مستنداً إلى الحرص على صحة وسلامة الجميع، مواطنيها ومقيميها وزائريها.

لكن، لأن الحج في موعد محدد أصبح قريبا، وملايين الحجيج يستعدون له عادةً منذ وقت مبكر فإن القرارات بالنسبة له يجب أن تكون مبكرة، ويجب بحثها والإعلان عنها في الوقت المناسب. كل أجهزة الدولة لدينا مشغولة بمكافحة الوباء، وكذلك بقية الدول الإسلامية كما هو العالم بأجمعه، ولربما إذا تأخرت القرارات بشأن الحج فإنها ستعطي للبعض أملاً بإمكانية أن يكون متاحاً، وعندما يعرفون عكس ذلك متأخراً ستحدث لهم ولنا كثير من المتاعب.

وبناء على ما هو واضح الآن من المعطيات المتوفرة التي تشير إلى استحالة خلو العالم من الوباء في المنظور القريب، سيكون مفيداً وعملياً لو بدأت المرجعيات الدينية لدينا ممثلة في هيئة كبار العلماء بالتباحث مع مرجعيات الدول الإسلامية الأخرى لاتخاذ قرار في الوقت المناسب بخصوص موضوع الحج هذا العام، أخذاً في الاعتبار سلامة الجميع في هذه الظروف الحرجة التي تواجهها كل دول ومجتمعات العالم.

نُشر في عكاظ السعودية