ومضات ساحرة من أدب طاغور

طاغور بدأ الكتابة منذ كان عمره في الخامسة عشر، وظل يكتب طوال حياته حتى آخر عمره بلا توقف.
لن تجد قوة الله العظيمة في العاصفة، وإنما تجدها في النسيم الرقيق
الظلام يرحل صوب النور، ولكن العمى يرحل صوب الموت
أصداف اللؤلؤ التي قذفها البحر على شاطئ الموت العقيم تبديد خلاق لحياة خلاقة.

الفيلسوف، المفكر والأديب العالمي  طاغور (1861 - 1941) هو من ألمع أدباء ومفكري العالم، ترجم الكثير من كتبه إلى عدد كبير من لغات العالم، وأقيمت المعارض لفنه الرفيع.
بدأ طاغور الكتابة منذ كان عمره في الخامسة عشر، وظل يكتب طوال حياته حتى آخر عمره بلا توقف. ويبلغ مجموع أعماله المدونة مائة وعشرين مجلدا، وعدد أبيات الشعر التي كتبها حوالي مائة وخمسيين ألف بيت من الشعر، كما كان أول شرقي يحصل علي جائزة نوبل عام 1914. 
وضمت مجموعات أعماله - وعبر رحابها - ومضات ساحرة في غاية البهاء والرونق في شكل مقاطع شعرية ونثرية في غاية الإيجاز. والحقيقة أن هذا اللون من الكتابة يحظى باحتفاء القارئ فى شتى العهود الثقافية لما تضمه تلك الشذور من الحكمة المصفاة المعبأة عبر كلمات قليلة تترك أروع الأثر في النفس، وقد برع فيها طائفة من الحكماء الأدباء، منهم الأديب طاغور.
ومؤلفات طاغور تشتمل علي تلك الشذور الراقية، والشذرات الصوفية العذبة، والتالي لقطات من عدد من مؤلفاته، منها ديوان "طيور شاردة" و"يراعات طاغور"، وكتاب اليراعات يقول مترجمه الكاتب اليمنى رياض حمادي: "اليراعات" هي مجموعة أمثال وحكم وأقوال مأثورة كتبت في الأصل على قطع من الحرير في الصين واليابان التي زارها طاغور وجمعها في مفكرته، ونشرت بالإنجليزية لأول مرة في عام 1928. وتتسم "اليراعات" بقصرها فهي أقرب إلى بنية قصيدة الهايكو، وتحمل في مجملها صورا عن الحب والحياة والجمال والمقدس، ويبلغ عدد اليراعات 255، وقد بدأت بقطوف من "طيور شاردة" حتى ومضته: "الفن يماثل الحب في كونه غير قابل للتفسير"، والتالى لها من "يراعات طاغور":

هذه صلاتي إليك يا رباه، انزع هذا البخل من قلبي، واجتثه من جذوره، وامنحني القوة حتى أصبر على الأفراح والأتراح، امنحني القوة حتى أجعل حبي مقرونا بالتفاني

* لن تجد قوة الله العظيمة في العاصفة، وإنما تجدها في النسيم الرقيق. 
* تمر الأفكار بذهني كأسراب البط في السماء، إنني أسمع رفيف أجنحتها.
* العفة ثروة تأتي من وفرة الحب. 
* الإنسان يضع المتاريس أمام نفسه. 
* شكرا للأشواك علمتني الكثير. 
* إننا نعيش في هذا العالم حين نحبه. 
* أيتها الأفكار الهلوع لا تخافي مني، إنني شاعر. 
* يرحل الظلام صوب النور، ولكن العمى يرحل صوب الموت. 
* إن الذي يبغي عمل الخير يطرق الباب، أما الذي يحب فيجد الباب مفتوحا.
* إن نور الشمس يفتح باب الكون كما أن نور الحب يفتح كنوز العالم.
والحب لديه يعني العمل يقول: يجب أن تحب لكي تعمل ويجب أن تعمل لكي تحب.
وبلغ من إيمانه بالحب أنه قال: "عليك أن تؤمن بالحب حتى لو جلب عليك  الألم". 
يهمس القوس للسهم قبل أن ينطلق: حريتك في يدي. 
* لا يمكن أبدا للزيف أن يتحول إلي حقيقة، ولو أدى به الأمر إلي الاستعانة بالقوة. 
* إذا كنت تريق الدموع لفقد الشمس، فسوف تفقد النجوم كذلك. 
* الراحة من العمل كالجفون للعيون. 
* حين يغدو الإنسان حيوانا، يكون عندئذ أسوأ من الحيوان. 
* أيها الجمال إنك تجد نفسك في الحب، لا في المرآة المداهنة. 
* يتمني الطائر أن يكون سحابا، ويتمني السحاب أن يكون طائرا. 
* لتكن الحياة جميلة كأزهار الصيف، والموت كأوراق الخريف.
* الحياة الروحية هي أساس الكمال الإنساني ومصدر الطمأنينة النفسية. 

طاغور
شمس تشرق دائما، فلماذا الحزن الذي يأتي مع الليل!

* شمس تشرق دائما، فلماذا الحزن الذي يأتي مع الليل!
وفي مناجاة رقيقة للخالق تعالى: "هذه صلاتي إليك يا رباه، انزع هذا البخل من قلبي، واجتثه من جذوره، وامنحني القوة حتى أصبر على الأفراح والأتراح، امنحني القوة حتى أجعل حبي مقرونا بالتفاني، امنحني القوة حتى لا أحتقر الفقير أو أخضع للقوة الطاغية، امنحني القوة حتى أسمو بروحي فوق توافه الحياة، امنحني القوة حتى أهيم بحبك، وأبقي رهن مشيئتك". 
* الفن يماثل الحب في كونه غير قابل للتفسير. 
* تهمس نجمة الصباح للفجر يقول: "أخبرني أنك لي وحدي". يجيب الفجر: "نعم، ولتلك الزهرة المجهولة وحسب".
* حبك المرفرف، أيتها النحلة / مس بجناحيه زهرة شمسي / ولم يسألها إن كانت تود التنازل عن عسلها.
* في رعشة الأوراق الصغيرة / أرى رقصة النسيم الخفية / وفي وميضها / اسمع نبضات قلب السماء السرية.
* الغابات غيوم الأرض / ترفع إلى السماء صمتها / فتهبط السحب من عليائها / زخات مطر رنان.
* تساقط الزهرة كل بتلاتها / فتظفر بالثمرة.
* أصداف اللؤلؤ التي قذفها البحر على شاطئ الموت العقيم / تبديد خلاق لحياة خلاقة.
* كي تنعم بالسلام / دع المساء يغفر أخطاء النهار.