ويندوز أكس.بي: آمال كبيرة قد لا تتمخض عن شيء

أحيا إطلاق شركة مايكروسوفت لبرنامج تشغيل الكومبيوتر الشخصي الجديد ويندوز أكس.بي آمال دوائر صناعة الكومبيوتر الشخصي في أن يوقف ذلك الانخفاض غير المسبوق في المبيعات.
غير أن المحللين يشكون في أن نظام التشغيل المتقدم سوف يأتي بالتأثير المنشود، على الرغم من أنهم يثنون على تصميمه المتطور وزيادة إمكانية الاعتماد عليه.
وتتمحور شكوكهم حول مسألة إذا ما كان نظام التشغيل الجديد به ما يكفي من الملامح الجديدة الجذابة تكون مفيدة بصورة تجعل مستخدمي الكومبيوتر يقومون بشراء أجهزة جديدة فقط من أجل تشغيل ويندوز أكس.بي. وتقول مايكروسوفت أن أكس.بي يستلزم على الاقل 1.5 غيغابايت من مساحة القرص الصلب، وذاكرة سعتها 128 ميغابايت ومعالج سرعته 233 ميغاهيرتز.
ويلاحظ مراجعو النظام الجديد أن جهازا تتوافر به أدنى المواصفات، سوف يكون بطيئا للغاية، ويوصون بأن يوجد بالجهاز على الاقل ضعف الامكانيات التي يتطلبها نظام تشغل مايكروسوفت.
وعندما يتم تشغيل برنامج أكس.بي في جهاز ذات إمكانيات كبيرة، يوفر البرنامج الكثير من الفوائد الحقيقية.
ومن أهم هذه الفوائد أنه يوفر استقرارا يفوق البرامج السابقة عليه. وعمليات توقف الجهاز التي تصيبه بالشلل لا تحدث مع البرنامج الجديد، الذي يجعل كل العيوب محصورة في التطبيق الوحيد صاحب المشكلة.
كذلك يوفر ويندوز أكس.بي للمستخدمين وصلة بينية من الرسومات تضم مسطرة بدء معدلة يمكن منها تشغيل كل البرامج. غير أن هذه الزر الاخضر لا زال يضم أحد العناصر الكلاسيكية وهو أن إطفاء الجهاز لا يتم إلا بعد الضغط على الزر الذي يحمل اسم البدء أو "ستارت".
ويوفر البرنامج استخدام أفضل في التعامل مع الصور الرقمية والفيديو كليب والموسيقى، غير أن المستخدمين قد لا يتحمسوا كثيرا بشأن السبل العديدة التي تربط البرنامج بتكنولوجيات مايكروسوفت الاخرى وممتلكاتها.
على سبيل المثال عندما تضغط على زر "اطبع الصورة" التي قدمته مايكروسوفت، يتم الانتقال أوتوماتيكيا إلى موقع على الشبكة يقوم بتشغيله أحد شركاء مايكروسوفت، وعندما تحاول الاستماع إلى أغنية في أم.بي3 من خلال الميديا بلاير الخاص بويندوز، سوف يكون الصوت ذي نوعية رديئة، وعندما تحاول استخدام نظام الرسائل الفورية المدمج مع ويندوز، سوف يتعين عليك أن تمر من خلال نظام تحديد الهوية والتوقيع الخاص بمايكروسوفت.
إن تضمين مثل تلك الملامح وتجميع الملامح العديدة الاخرى التي كانت مقدمة كوحدات منفصلة من قبل العديد من شركات البرمجة، حفز النقاد إلى القول بأن مايكروسوفت تحاول ثانية أن تتخلص من المنافسة بوضع كل الملامح دون ترتيب، بدون إضافة تكلفة على المشتري.
وتنفي مايكروسوفت ذلك، قائلة أنه أمر طيب أن يكون هناك أكبر عدد من الوظائف داخل نظام التشغيل. وقال بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت "أنها قيمة بالنسبة للمستهلكين. لماذا توجد أنوار أمامية في السيارة؟ ولماذا لا يجعلونك تذهب لشراء مثل هذه الاشياء بصورة منفصلة؟".
ومن الناحية الاستراتيجية، تأمل مايكروسوفت أن يرسخ سهولة تشغيل أكس.بي من هيمنتها على سوق الكمبيوتر الشخصي، حيث تستخدم أكثر من 90 في المائة من أجهزة الكومبيوتر الشخصي نظام تشغل ويندوز.
غير أن مايكروسوفت تضع حجر الاساس للمرحلة التالية من استخدام الكمبيوتر الذي سيشكل فيها الكومبيوتر الشخصي محور الشبكات المنزلية التي تضم التلفزيون وأدوات التسلية الاخرى وحتى الاجهزة المنزلية التي سيتم ربطها كلها بالشبكة، والاستعانة بالخدمات والملامح المخزنة على اجهزة ملقمة (سيرفر) بعيدة.
غير أن هناك العديد من أوجه القصور تحيط بهذه الرؤية، فمبيعات أجهزة الكومبيوتر الشخصية الجديدة تعاني من انكماش فعلي للمرة الاولى خلال 20 عاما من تاريخ الصناعة، حيث يظهر غالبية المستخدمين إحساسا واضحا بالملل من تبني تكنولوجيات جديدة، ولا سيما خلال التباطؤ الاقتصادي الجاري.
ولذا فربما يعاني ويندوز أكس.بي من معدلات منخفضة في استخدامه، ولا يصبح هو نظام التشغيل المسيطر حتى عام 2004 وفقا لدراسة نشرتها الخميس شركة غارتنر للابحاث.
وقالت الدراسة "كل الاموال التي تنفقها مايكروسوفت وإنتل وكل الشركات الاخرى سوف يكون لها تأثيرها، ولكنها لن تكون كافية للتغلب على التباطؤ الاقتصادي".
ويترك ذلك متسعا من الوقت أمام منافسي مايكروسوفت ليستمروا في البحث عن عيوب في درع شركة البرمجيات العملاقة. وياهو على سبيل المثال تقدم للملايين من مستخدميها برامج مجانية تعيد تشكيل برنامج مايكروسوفت للبحث في الانترنت بحيث يقود المستخدمين إلى ملامح ياهو أكثر مما يقودهم إلى ما تقدمه مايكروسوفت.
كلك ربما تقوم الولايات الاميركية التي كسبت قضية الاحتكار ضد تكتيكات مايكروسوفت التي تخرق قوانين المنافسة ضد برنامج نيتسكيب للبحث على الانترنت، بالهجوم أيضا على أكس.بي. ووفقا لصحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر الخميس فقد استأجرت الولايات محام من الطراز الاول لتمثيلها، في مؤشر على أنها مستعدة للسير في طريق التقاضي، وفقا لما تقوله الصحيفة.