چورچ سيدهم: الإبهار البصري للمؤثرات البصرية في الإعلانات العربية لا يزال ضعيفا

الباحث في مجال الإعلام يلقي الضوء على أهمية إدخال الوسائط المتعددة في الإعلان التليفزيوني مع إختلاف المنتجات التي يعرضها الإعلان.
المؤثرات البصرية استطاعت أن توجد ما يستحيل وجوده في الحقيقة 
لا غنى عن إدخال الحاسب الآلي والوسائط المتعددة في كافة أشكال الإعلام والإعلان

مع التطور التكنولوجي في مجال الحاسب الآلي، أصبح لا غنى عن إدخال الحاسب الآلي والوسائط المتعددة في كافة أشكال الإعلام والإعلان، مما جعل شكل الإعلان التليفزيوني مختلف تماماً عن العقود السابقة. فلقد أصبح الإعلان يتسم بالدقة في شرح تفاصيل المنتج وعرضه بشكل أكثر إبهاراً، كما سهل للقائمين على صناعة الإعلان عمل الكثير من الخدع البصرية والمزج بين الواقع والخيال من خلال تركيب الصور الحقيقية مع الصور الخيالية المصنوعة إما مرسومة بإستخدام أحد برامج الوسائط المتعددة الثنائية الأبعاد أو مبنية بإستخدام أحد برامج التجسيم الثلاثية الأبعاد التي تعطي أبعادا أكثر مصداقية وواقعية.
هذه الرؤية للباحث د.چورچ لطيف سيدهم، المدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بالأكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام ـ مدينة الإنتاج الإعلامي، يناقشها في كتابه "الإعلان التليفزيوني والمؤثرات البصرية بين الإبهار والتوظيف" الصادر عن دار العربي، حيث يلقي الضوء على أهمية إدخال الوسائط المتعددة في الإعلان التليفزيوني مع إختلاف المنتجات التي يعرضها الإعلان من سلع مادية أو خدمات أو أفكار ليبلورها ويجعلها أكثر وضوحا للمشاهد، كما يعرض الأشكال المستحدثة للإعلان الذي يستخدم بشكل مباشر الوسائط المتعددة مثل إستخدام الواقع الإفتراضي في الإعلان Virtual Reality أو الواقع الإفتراضي من خلال شاشة الكمبيوتر والإنترنت Augmented Realityكما يعقد مقارنة تحليلية بين الإعلانات التليفزيونية العربية والأجنبية الفضائية.
تناول سيدهم عدة جوانب تساهم في إدراك وفهم أهمية توظيف الوسائط المتعددة في الإعلان التليفزيوني، وكشف بعض العلاقات المتعلقة باستخدام المؤثرات البصرية وتحقيقها للإبهار البصري وأهمية التحقيق الكامل للاستخدام الوظيفي للمؤثرات البصرية في الإعلان. وأوضح "نجد أنه اندمجت الوسائط المتعددة بكافة أنواعها في الإعلانات العربية والأجنبية موضع التحليل من خلال التوظيف الفعال للتطبيقات والبرامج الجرافيكية للوسائط المتعددة مما أكد الفكرة الإعلانية وساعد على توضيح الفكرة، حيث أتاحت الوسائط المتعددة الجرافيكية إحداث إبهار من خلال حركة الأجسام الثنائية والثلاثية الأبعاد في الإعلانات العربية والأجنبية في حين أدت وسائط الصوت والفيديو والكتابة دوراً مهماً في اكتمال الفكرة ووضوحها، كما تتعدد التقنيات الجرافيكية الحديثة المستخدمة في دمج الوسائط المتعددة مع الإعلان وتتركز معظمها في ثلاث تقنيات رئيسية وهي استخدام التقنية الثنائية الأبعاد واستخدام التقنية الثلاثية الأبعاد واستخدام تقنية الـ Compositing".

الإعلان الأجنبي استطاع أن يراعي الفكرة الرئيسية والهدف الرئيسي ويخرجه بأفضل شكل، وكذلك التحقيق الكامل للإستخدام الوظيفي للمؤثرات البصرية في الإعلان

ورأى سيدهم أن هناك فرقا بين زمن استخدام المؤثرات البصرية بين الإعلان الأجنبي والعربي لصالح الإعلان العربي، الذي استخدم المؤثرات البصرية بنسبة 83.7% من زمن الإعلان مقابل 76.5% للإعلان الأجنبي، نجد أنه رغم قلة استخدام الإعلان الأجنبي للمؤثرات البصرية وقلة زمنها في الإعلان 76.5% مقارنة بالإعلان العربي 83.7% إلا انه استطاع تحقيق نجاح في توظيف المؤثرات البصرية بشكل أفضل من الإعلان العربي، ومن ثم فإن طول أو قصر زمن المؤثرات البصرية بالإعلان ليس بالضرورة أن يحقق ارتفاع في جودة الإعلان ولكن كيفية توظيفها هي ما تحقق ارتفاع جودة الإعلان".
من خلال تحليل الإعلانات وجد سيدهم أن "نسب تحقق الإستخدام الوظيفي للمؤثرات البصرية في الإعلان الأجنبي تحققت بنسبة 100% أما في الإعلان العربي فتحققت بنسبة 64% مما يؤكد تفوق الإعلان الأجنبي في توظيف المؤثرات البصرية في الإعلان والتي قد ترجع إلى كفاءة استخدام التقنيات الجرافيكية المتطورة، والتي لا تزال محل الممارسة العادية ولم تصل لمرحلة الإتقان على المستوى العربي.
وأضاف "استطاعت المؤثرات البصرية أن توجد ما يستحيل وجوده في الحقيقة حيث استطاعت تكوين شخصيات وهمية، وكذلك تمكنت المؤثرات البصرية من نقل المشاهد بشكل سلس ومنطقي من المشهد الحي إلى المشهد الوهمي الذي يليه، مما لا يعطي للمشاهد انطباعا أن الموضوع غير واقعي وهذا يعطي للمؤثرات البصرية الوظيفة الكاملة لها، ورغم ذلك فإن نسب تحقق الإبهار البصري للمؤثرات البصرية في الإعلانات العربية بواقع 33.7%، في حين بلغت نسب تحقق الإبهار البصري للمؤثرات البصرية في الإعلانات الأجنبية 65.3% مما يعني تفوق الإعلان الغربي في تحقيق الإبهار البصري".
وأكد سيدهم أنه رغم تشابه التقنيات الجرافيكية المستخدمة في توظيف الوسائط المتعددة في الإعلان التليفزيوني العربي والأجنبي، ورغم أن الإعلانات العربية والأجنبية اشتركتا في غالبية الخصائص الجرافيكية والفنية، وكذلك اشتركتا في طبيعة التقنيات المستخدمة والبرامج الجرافيكية للوسائط المتعددة، فإننا أننا نجد أن الإعلان الأجنبي استطاع أن يراعي الفكرة الرئيسية والهدف الرئيسي ويخرجه بأفضل شكل، وكذلك التحقيق الكامل للإستخدام الوظيفي للمؤثرات البصرية في الإعلان، وأيضاً استخدم الإبهار البصري الذي يتناسب مع روح الإعلان ككل، على عكس الإعلان العربي الذي زادت فيه زمن المؤثرات البصرية دون التركيز على التحقيق الكامل للإستخدام الوظيفي للمؤثرات البصرية في الإعلان، وأيضاً دون استخدم الإبهار البصري الذي يتناسب مع روح الإعلان ككل مما جعل الإعلانات العربية مقارنة بالإعلانات الأجنبية أقل جودة ومراعاة للفكرة الرئيسية والهدف الرئيسي للإعلان.
يشار إلى أن الكتاب جاء في ثلاثة فصول رئيسية، يعرض الأول تكنولوجيا الوسائط المتعددة واستخداماتها الإعلامية متناولاً مفهوم الوسائط المتعددة ونشأتها وخصائصها، مع التركيز على الجرافيك كأحد عناصر الوسائط المتعددة في تصميم الإعلان التليفزيوني، وينتهي الفصل بعرض نماذج للبرامج المستخدمة في الوسائط المتعددة. ويعالج الثاني توظيف الوسائط المتعددة في الإعلان التليفزيوني كأحد الأشكال الحديثة لتوظيف التقنيات المتطورة في الإعلان التليفزيوني ووسائلها وأبعادها وعناصرها ثم الأشكال الحديثة للإعلانات التليفزيونية. أما الفصل الثالث فيتناول الاستخدام الوظيفي للوسائط المتعددة في الإعلانات التليفزيونية العربية والأجنبية من خلال تحليل لعدد من الإعلانات التليفزيونية العربية والأجنبية لأنواع مختلفة من المنتجات ثم عمل مقارنة بين الإستخدام الأجنبي للوسائط المتعددة في الإعلان وكيفية عرض المنتجات وبين عرض المنتجات العربية وكذلك طرق الإقناع التي تقدمها الإعلانات الأجنبية والعربية بإستخدام فنون الجرافيك والمؤثرات البصرية.