176 قتيلا في اشتباكات قبلية بدارفور في ثلاثة أيام

المواجهات القبلية العنيفة تمتد إلى قرية طويل سعدون بولاية جنوب دارفور بعد أسابيع قليلة على انسحاب بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لحفظ السلام من الإقليم المضطرب.
ارتفاع حصيلة قتلى أحداث الجنينة إلى 129
47 قتيلا في اشتباكات قبلية في ولاية جنوب دارفور
بعد أحداث الجنينة الدموية، يوم دام آخر في قرية طويل سعدون

الخرطوم - أوقعت اشتباكات قبلية في قرية طويل سعدون بولاية جنوب دارفور 47 قتيلا وفق ما أفاد زعيم من قبيلة الفلاتة، مؤكدا أن الاشتباكات توقفت، فيما تأتي هذه التطورات بعد مواجهات قبلية دامية في منطقة الجنينة كانت بدأت منذ صبيحة السبت وخلفت حسب آخر حصيلة أعلنتها لجنة أطباء السودان، الإثنين 129 قتيلا.

وقال محمد صالح ادريس أحد زعماء قبيلة الفلاتة "الآن تم رفع 47 جثة من الفلاتة والاشتباكات توقفت ولكنها من الممكن أن تعود في أي وقت"، متهما عناصر من قبيلة الرزيقات بمهاجمة قبيلته، متحدثا أيضا عن إحراق العديد من المنازل.

وتبعد قرية الطويل سعدون حوالي 65 كيلومترا جنوب مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وتعد الخلافات حول ملكية الأراضي والوصول إلى الماء أسبابا لمثل هذه المواجهات.

ويشهد إقليم دارفور تجددا للمواجهات القبلية التي أوقعت منذ انتهاء مهمة بعثة السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، عشرات القتلى كان آخرها تلك التي تفجرت في منطقة الجنينة وخلفت حسب آخر حصيلة 129 قتيلا.

وقال لجنة أطباء السودان في بيان "ارتفعت حصيلة ضحايا أحداث الجنينة التي بدأت منذ صبيحة السبت، حيث أحصت اللجنة 129 قتيلا و198 جريحا من بينهم أطفال وحديثي ولادة، يتلقون الرعاية في المؤسسات الطبية".

نيران النعرات القبلية تحرق مناطق سكنية في اقليم دارفور المضطرب
نيران النعرات القبلية تحرق مناطق سكنية في اقليم دارفور المضطرب

وتابعت "رغم الهدوء النسبي الذي تشهده المدينة إلا أن دائرة العنف توسعت، حيث استقبلت المستشفيات جثامين من منطقتي مورني وقوكر ضمن مناطق الولاية، قتلوا في أحداث ذات صلة بما يجري في الجنينة".

وأشار البيان إلى أن اللجنة على اتصال مع الهلال الأحمر السوداني في منطقة الأحداث "حيث تشير إلى وجود المزيد من الجثامين والجرحى الذين يصعب الوصول إليهم بسبب التعقيدات الأمنية".

ولم تذكر اللجنة تفاصيل حول عدد الجرحى بصفوف الجيش، فيما لم تعلق الحكومة الاتحادية على بيانها.

والسبت، قررت السلطات فرض حظر تجوال إلى أجل غير مسمى في الولاية، على خلفية أعمال عنف شهدتها منطقة كريندق في مدينة الجنينة، إثر شجار بين شخصين تطور إلى إحراق عدد من المنازل.

ولا توجد تقديرات رسمية لحجم السلاح المنتشر في أيدي القبائل بولايات دارفور، فيما تفيد تقارير غير رسمية بأن القبائل تمتلك مئات الآلاف من قطع السلاح، بينها أسلحة ثقيلة ومتوسطة.

وضبط الأمن هو أحد أولويات الحكومة خلال مرحلة انتقالية بدأت في 21 أغسطس/آب 2019 وتستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها كل من الجيش وائتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير، السلطة.

وفي ديسمبر/كانون الأول سقط 15 قتيلا وعشرات الجرحى في أي قبل أيام قليلة من انتهاء مهمة البعثة الأممية الافريقية المشتركة لحفظ السلام في الإقليم التي استمرت 13 عاما.

وتعد أعمال العنف هذه أبرز مواجهات يشهدها الإقليم منذ توقيع اتفاق للسلام في أكتوبر/تشرين الأول كان يؤمل أن يضع حدا للحرب في الإقليم الشاسع الواقع في غرب السودان التي أدت إلى انتشار التسلّح في دارفور.

ومنذ العام 2003 أسفرت الحرب في دارفور بين القوات الموالية للحكومة وأقليات متمردة عن مقتل حوالي 300 ألف شخص وتشريد أكثر من 2.5 مليون، بحسب الأمم المتحدة.