'3 دقائق السينمائي' العراقي ينشغل بالمرأة والشباب

المهرجان في دورته الخامسة يسلط الضوء على قسم 'نون السينما' الذي يشمل ستة أفلام لست مخرجات و'أفلام المنعطف' لستة شباب مع ورشة لكل منهما.

في ظل توقف أو انحسار إقامة المهرجانات السينمائية العراقية بسبب جائحة كورونا إلا ماندر، تتواصل الاستعدادات والتحضيرات لعقد الدورة الخامسة من مهرجان "3 دقائق السينمائي"، التي ستنطلق في الثالث من اذار/مارس 2022 وتستمر لغاية الخامس منه.
 وتنظم مؤسسة بغداد للسينما والفنون (وهي مؤسسة غير ربحية ولا تتلقى تمويلا حكوميا) المهرجان الذي يمثل تظاهرة وعرسا سينمائيا فريدا من نوعه سواء على صعيد الشكل أم المضمون.
وسيحتضن المهرجان صناع السينما نجوماً ومنتجين ومخرجين وفنيين ونقاد وإعلاميين، عبر فريق المهرجان الإداري والفني والتقني وعلى رأسه مؤسس ورئيس المهرجان الدكتور حكمت البيضاني الذي يقود ويتابع أدق التفاصيل لإنجاح هذه الدورة التي يؤمل أن تخرج بأبهى صورة، وبما يعمق نجاحات الدورات الماضية ويتجاوزها بالمزيد من النجاحات المغايرة والمبادرات الجديدة، في اتساق تام مع الاستراتيجية التي يستند اليها المهرجان، حيث تقدم للمشاركة في نسخته الخامسة أكثر من ألف فيلم من مختلف أنحاء العالم.

تميز المهرجان وتحقيقه لسمعة جيدة في أوساط المهرجانات السينمائية يجعله مصدر فخر لكل سينمائي عراقي وللثقافة السينمائية العراقية

وقال الدكتور حكمت البيضاني : "يحاول المهرجان إشاعة مناخ سينمائي أصيل من خلال منح الفرصة لالتقاء عشاق السينما مع صناعها لتبادل وجهات النظر حول المنجز السينمائي، في الوقت الذي بدأ فيه المهرجان يؤسس لإطاره الدولي بمنهجية ملموسة، تتجلى معطياتها عبر المشاركة الواسعة للأفلام العالمية ومن مختلف المدارس والاتجاهات السينمائية كدلالة على تميز المهرجان وتحقيقه لسمعة جيدة في أوساط المهرجانات السينمائية، وهو ما يجعل هذا المهرجان مصدر فخر لكل سينمائي عراقي وللثقافة السينمائية العراقية".
وعن الجديد الذي ستشهده الدورة الخامسة قال البيضاني "الشيء اللافت في نسخة هذا العام أن الإسم الرسمي للمهرجان أصبح (مهرجان 3 دقائق السينمائي) بدلاً من (3 دقائق في 3 أيام)، مع استمرار بقية الأشياء التقليدية التي اعتدنا على ممارستها وتميز بها المهرجان في كل دورة من دوراته السابقة، لاسيما ما يتعلق بطول الفيلم المشارك الذي لايزيد عن ثلاث دقائق، وأيام المهرجان الثلاثة، وعروضه في الساعة الثالثة عصر كل يوم ولجنة التحكيم تضم فقط ثلاثة أعضاء".
واضاف: "نحن لدينا تنوع في لجان التحكيم وكل سنة توجد لجنة مختلفة، ونحاول اختيار أسماء لها حضور فاعل في الساحة السينمائية، ونحرص ونطمح دائماً الى أن نقدم أفلاماً ذات مستوى عال".

تقدم للمشاركة في الدورة الخامسة أكثر من ألف ومائة فيلم من أنحاء العالم إضافة الى مجموعة من الأفلام العراقية
 

وقال :"وصلنا من الأفلام العربية والأجنبية حتى الآن بحدود ألف ومائة فيلم من مختلف دول العالم من: إيران، الهند، أميركا وغيرها، فضلاً عن بعض الدول العربية بالاضافة الى مجموعة من الأفلام العراقية".
وأوضح :" فتحنا باب التقديم مع استعداد المهرجان لإنتاج نوعين من الأفلام العراقية، أفلام تخص سينما المرأة أسميناها (نون السينما) التي من خلالها سننتج ستة أفلام لست مخرجات عراقيات مع إقامة ورشة، وبالمقابل سنختار ستة شباب عراقيين تخص سينما الشباب تحت مسمى (أفلام المنعطف)، تخليداً واستذكاراً للمخرج العراقي الراحل وفيلمه الروائي المهم (المنعطف)، وسنختار أفضل الأفكار وأيضا ننتجها لهم".
وتابع "حصلنا على نسخة جيدة من الفيلم الروائي (المنعطف) ومن أجل ترسيخ السينما التقليدية نسعى لعرضها من خلال العارضة السينمائية (35 ملم) في حفل الافتتاح تكريماً واستذكار للمخرج العراقي الكبير الراحل جعفر علي الذي كان له باع كبير في السينما العراقية، إذ أن فيلمه يشكل علامة فارقة في مسيرة الأفلام السينمائية العراقية".
متابعاً: "أما بالنسبة للجنة التحكيم فقد تم الاتفاق على اختيار بعض الأسماء المهمة في الساحة السينمائية، ونتحفظ على إعلان أسماء أعضائها لحين حسم الموقف النهائي لموافقتهم".
المهرجان كان يقام عادة – كما حصل في الدورات السابقة - في رحاب شركة مدينة الفن للسينما والتلفزيون (Art City‎) التي يرأسها الدكتور حكمت البيضاني الذي أكد "استحالة إقامة هذه الدورة في مقر شركة ( (Art City‎) لأسباب عدة، منها ضيق المكان برغم أن المهرجان نجح في هذا المكان في دوراته السابقة إذ أن جغرافية المكان التي يوجد فيها الاستوديو وقاعة العرض في الوقت الحاضر لا تساعد على أن نقيم فيها الدورة الجديدة، اسجاماً مع التعليمات والاجراءات الصحية بسبب جائحة كورونا، لذلك نحن نبحث عن البدائل المطروحة في ذهنية اللجنة المنظمة لتحديد المكان الجديد وسوف نعلن عنه في حينه".
الجدير بالذكر أن مهرجان 3 دقائق في 3 أيام هو مهرجان سينمائي عراقي سنوي، وقد تأسس المهرجان عام 2013 من قبل د.حكمت البيضاني، ويقام سنوياً في العاصمة العراقية بغداد في الثالث من آذار/مارس من كل عام الساعة الثالثة عصراً ولمدة ثلاثة أيام.

 ويكون الرقم (3) هو القاسم المشترك لكل فعاليات المهرجان، بما فيها لجان المشاهدة والتحكيم والجلسات النقدية التي تحدد بثلاث دقائق لكل متحدث في ندوات المهرجان التي تقام مصاحبة للعروض اليومية، وزمن الفيلم الذي يعرض فيه يجب أن لازيد عن ثلاث دقائق.
كما ان جوائز المهرجان هي فقط ثلاث: الذهبية والفضية والبرونزية فضلاً عن جائزة لجنة التحكيم الخاصة، ويدعم المهرجان المواهب الشابة في العراق ويقوم بعرض نتاجهم من خلال شاشة المهرجان وإنتاج جزء كبير من هذه الأفلام لمن ليس لديه القدرة على إنتاج أفلامه من خلال الدعم اللوجستي لإنتاج الفيلم، إضافة إلى فتح باب التقديم لأفلام الشباب من العالم كافة وعرضها للجمهور العراقي. 
ويشترط المهرجان أن لا تزيد مدة الفيلم عن ثلاث دقائق لضمان المشاركة في المسابقة الرسمية، أما الفيلم الذي يتجاوز 3 دقائق فيعرض ضمن فعاليات المهرجان لكن خارج المسابقة الرسمية، ولا يقبل المهرجان الأفلام الضعيفة للمشاركة في داخل أو خارج المسابقة الرسمية، وكذلك الأفلام التي سبق وتم عرضها في التلفزيون أو عبر منصة يوتيوب.
 ويقبل الأنواع الآتية: روائي، وثائقي، ورسوم متحركة (إنيميشين)، ويجب عرض الفيلم بلغته الاصلية مع وجود ترجمة للإنكليزية أو العربية حسب لغة الفيلم الاصلية، ويكون الموعد النهائي لاستلام الأفلام 15 شباط/فبراير من كل عام.