نيجيريات يتم بيعهن رقيقا في ايطاليا

باريس - من كلودين دروي
نيجيريتان انتهى حلمهما بالثراء في اوروبا للوقوع في ايدي المافيا

تروي دراسة نشرتها اليونسيف حول الاستغلال الجنسي للاطفال تحت عنوان "من يفيد من الجريمة؟" معاناة نيجيريات تم بيعهن رقيقا من عشرة الى 12 مرة في الرحلة بين بلدهم وايطاليا.

ويروي كاهن ايطالي من منطقة بالقرب من نابولي، التي تشكل مركزا رئيسيا للدعارة، انه قصد منطقة في نيجيريا ينحدر منها عدد كبير من الفتيات اللواتي يمارسن الدعارة. وعندما وصل الى المنطقة، تعرف الى نساء يعشن في ثراء كبير بعد ان عدن من اوروبا حيث اغتنين لكنه عرف ايضا ان العديد من الفتيات اللواتي يقصدن اوروبا سعيا وراء الثروة لا يعدن ابدا.

وتعمل هؤلاء النيجيريات الانيقات على اجتذاب الشابات بوعود الثراء فيوافقن على دفع مبالغ كبيرة لـ"عراباتهن" سعيا وراء تحقيق احلام الثروة في اوروبا. وتبدأ الشابات رحلة شاقة تقودهن عبر افريقيا الشمالية واوروبا الوسطى في عشر او 12 محطة يتم "بيعهن" مجددا في كل محطة الى ان ينتهين فريسة في يد المافيا في نابولي.

وتتراكم المبالغ التي يتوجب عليهن تسديدها من دون ان يتمكن من مناقشة ما يستطعن الاحتفاظ به من ارباحهن.

وتصبح الشابات اللواتي يتنقلن من بلد الى آخر بجوازات سفر مزورة بمثابة الرقيق في ظل لامبالاة رجال الشرطة الايطاليين الا اذا اشتكت العائلات الايطالية من كثرة عدد المومسات في الشوارع فتقوم الشرطة عندها بابعادهن من المكان تحت رقابة قواديهن.

وعندما سعى الكاهن وفريقه الى انقاذ هؤلاء الفتيات من براثن الدعارة، اكتشف انهن يواجهن خطر اعتبارهن مهاجرات غير شرعيات وطردهن تاليا الى بلدهن حيث ستتخلى العائلات والمجتمع عنهن.

وتختم الدراسة بالتساؤل: لم يرتفع عدد الشابات الاجنبيات اللواتي يتعاطين الدعارة في البلدان الاوروبية في شكل خاص؟ هل لأنهن يمكن ان يعاملن كغرض جنسي وبقسوة اكبر لكونهن افريقيات لا اوروبيات؟ وتجيب الدراسة انه، اذا صح هذا التحليل، فان هؤلاء المومسات يكون اخضعن للاستعباد مرتين.

وحسبما جاء في تقرير اليونيسف، الذي اعده للمؤتمر الثاني ضد الاستغلال الجنسي للاطفال الذي ينعقد في يوكوهاما في اليابان بين 17 و20 كانون الاول/ديسمبر، فان الاطفال ضحايا التجارة الجنسية "يتحولون رقيقا على يد سلسلة من الوسطاء يفيدون من الاتجار بهم".

وتشمل سلسلة الوسطاء هذه "الاشخاص الذين يجندون الاطفال واولئك الذين ينقلونهم واصحاب بيوت الدعارة والقوادين فضلا عن العاملين في الفنادق وسائقي سيارات الاجرة ورجال الشرطة والموظفين والجيران والاهل".

واشارت الدراسة التي تضمنت شهادات وتجارب ومبادرات بلدان عدة من اكثرها ثراء الى اشدها فقرا الى ان "الشبكة التي تربط الطفل بالشخص الذي يستغله يمكن ان تمتد آلاف الكيلومترات".

وجاء في الدراسة ان "مستغلي الاطفال لا يملكون المواصفات نفسها فالبعض منهم منحرف جنسيا ويمارس الجنس مع الاطفال في حين ان البعض الاخر يفضل اقامة علاقات جنسية مع راشدين غير انه قد يمارس الجنس مع اطفال في يوم ما من باب التجريب".

ويصعب تحديد عائدات هذه التجارة بسبب طابعها السري وان كانت دراسة اليونيسف تؤكد انها تجبي "مليارات الدولارات" استنادا الى ابحاث اعدت في كل بلد.

وفي تايلاند على سبيل المثال، احد البلدان الاثر تقدما في مجال مكافحة الاستغلال الجنسي للاطفال، تمثل عائدات الدعارة 10 الى 14 في المئة من اجمالي الناتج المحلي علما بان ثلث المومسات التايلانديات هن من القاصرات.

وفي الفيليبين، احصي مئة الف قاصر في شبكات الدعارة عام 2000 مقابل عشرين الف قبل عشرين عاما ويتم تدريبهن على الدعارة في سن يتراوح بين 10 و18 عاما.

وفي ليتوانيا، 20 الى 50 في المئة من المومسات هن قاصرات. وفي المكسيك يوجد 16 الف طفل في شبكة الدعارة.

وفي الولايات المتحدة، احصي 104 آلاف طفل ضحية تعديات جنسية كل عام كما ان طفلا من اصل خمسة اطفال يصادف اثناء بحثه على شبكة الانترنت رسائل من مجهولين تغريه بعروض جنسية.

وافاد تحقيق نشرته صحيفة "انديا توداي" ان هنالك ما بين 400 و500 طفل يمارسون الدعارة في الهند حيث تتولى الفتيات عادة كما في بلدان اسيوية عديدة، التكفل بتسديد ديون عائلاتهن.

وفي ختام التقرير، تقول المديرة العامة لليونيسف كارول بيلامي "لا يوجد حل وحيد انما هنالك عدد كبير من الحلول بحسب تنوع مواصفات الواقع الوطني والمحلي والثقافي في كل بلد".