بعد 40 عاما على وفاتها: مارلين مونرو لا تزال لغزا

لوس انجليس (الولايات المتحدة) - من آنا كونكا
كانت لغزا في حياتها وفي مماتها

بعد مرور اربعين عاما على رحيلها وهي في السادسة والثلاثين من عمرها، لا يزال الغموض يكتنف وفاة الممثلة مارلين مونرو رمز الاغراء ومعبودة ملايين المعجبين في العالم اجمع كما لا يزال التساؤل مطروحا هل ماتت انتحارا ام قتلا.
في صباح الخامس من اب/اغسطس 1962 وجدت مارلين مونرو، واسمها الحقيقي نورما جين بيكر، جثة هامدة عارية في سريرها الى جانبها سماعة هاتف مفتوحة. وتفيد الرواية الرسمية بانها سممت نفسها بمزيج من الكحول والحبوب المنومة التي لم يكن يخفى على احد بانها كانت تفرط في تناولها، تارة المهدئات وتارة اخرى المنشطات.
لكن منذ العام 1975 اجازت مجلة اميركية لنفسها الجزم بان الممثلة ماتت قتلا واخفيت عملية القتل تحت قناع الانتحار.
وفي العام 1998 وبعد صدور مئات المنشورات عن اسطورة مارلين، اصدر الكاتب والمؤرخ الاميركي دون وولف كتابا بعنوان "آخر ايام مارلين مونرو" يشير فيه بوضوح الى احتمال قتلها بحقنة قاتلة في حضور روبرت كينيدي الذي كان يومها وزيرا للعدل.
وبحسب رواية دون وولف فان نجمة الاغراء قد تكون قتلت بيد مقربين من بوب كينيدي الذي كان يريد الاستيلاء على يوميات الممثلة وعلى وثائق تورط على الارجح عائلة كينيدي.
وفي رأيه كانت هناك رغبة اكيدة في الايحاء بان موتها ناجم عن الانتحار. ويلفت خصوصا الى ان اجراءات التطييب اوقفت في اللحظة الاخيرة لانه كان ينبغي بحسب القانون الاميركي تشريح الجثة اولا لان الوفاة ليست ناجمة عن اسباب طبيعية.
الى ذلك اثير مرات عديدة دور المافيا ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). وقد تكون علاقتها العاطفية مع الرئيس جون كينيدي ثم مع شقيقه بوب من نسج وكالة الاستخبارات التي كانت تريد الطعن بسمعة الرجلين. وقد وضعت اجهزة تنصت في شقة الممثل بيتر لوفورد التي كان يستخدمها ايضا الاخوان كينيدي اللذان كانت تربطهما علاقة قربى معه.
لكن وبعد مرور زهاء النصف قرن على غيابها لا يزال محبوها والمعجبون بها يشككون في الرواية الرسمية.
ويؤكد جيل ادامس رئيس جمعية "مارلين الى الابد"، وهي من نوادي المعجبين العديدة التي تواعدت على الالتقاء اواخر هذا الاسبوع في لوس انجليس للاحتفال بالذكرى، "اعتقد ان مارلين لا تزال تثير الحيرة والفضول لدى كثيرين من المعجبين، ليس لما كانت تمثله بل للطريقة التي ماتت فيها".
ومنذ ايام عدة يجتاح مئات المعجبين شوارع المدينة قادمين خصوصا من اوروبا واستراليا.
وترى ليسلي كاسبيرويك من جمعية "مارلين الخالدة" ان "ثمة وقائع كثيرة غريبة حول تشريح جثتها لا تجيز التحدث عن انتحار"، مذكرة بان "اسطورة القرن الماضي باتت جزءا من الضمير الاميركي".
ويذكر غريغ شرينر رئيس جمعية "مارلين الذكرى" الذي سيقيم الاثنين حفلا بالمناسبة في مقبرة هوليوود الصغيرة حيث ترقد النجمة، بان مارلين عاشت "طفولة ماسوية محرومة من عائلة حقيقية وان قصتي زواجها التعيس (مع كل من لاعب البيسبول جو ديماجيو او المخرج ارثر ميلر) ساهمتا في تكون الاسطورة".
ويلخص فكرته بالقول "فهي تجسد البراءة المفقودة في العصر الذهبي لهوليوود".