التربة تبشر بنوع جديد من المضادات الحيوية
دبلن - اكتشفت دراسة دولية أن التربة الأيرلندية القديمة تحمل خصائص علاجية يمكن أن تتطور إلى نوع جديد من مضادات حيوية فعالة ضد الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية الحالية، بما في ذلك العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA).
الدراسة قادها باحثون بجامعة "سوانسي" البريطانية، بالتعاون مع باحثين من البرازيل والعراق وأيرلندا الشمالية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Frontiers in Microbiology) العلمية.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام الباحثون بتحليل تربة مأخوذة من مقاطعة فيرماناغ بأيرلندا الشمالية، وتعرف باسم "مرتفعات بوهو" وهي منطقة تعرف بأراضيها العشبية القلوية والمعروفة بخصائصها العلاجية.
وكان أحد الباحثين المشاركين في الدراسة وهو الدكتور جيري كوين، أحد المقيمين السابقين في "بوهو" على دراية بالتقاليد العلاجية للمنطقة لسنوات عديدة.
ويستخدم السكان تلك التربة كعلاج تقليدي، حيث يلفونها في قطعة من القماش لعلاج العديد من الأمراض بما في ذلك آلام الأسنان والحنجرة والرقبة.
وبتحليل عينات من تلك التربة، وجد الباحثون أن لديهم خصائص طبية، حيث تحتوي على سلالة من البكتيريا لم تكن معروفة من قبل، وهي فعالة ضد 4 من الجراثيم الستة التي تقاوم المضادات الحيوية، أبرزها العنقوديات الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، والمكورات المعوية المقاومة للفانكوميسين.
وقال البروفسور بول دايسون، من كلية الطب بجامعة سوانسي: "اكتشافنا هو خطوة هامة إلى الأمام في مكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية".
وأضاف: "تظهر نتائجنا أن الأدوية التقليدية تتراجع فاعليتها، لذلك نحن بحاجة إلى البحث عن مضادات حيوية جديدة تقاوم الجراثيم، ويبدو أن جزءًا من الحل لهذه المشكلة الحديثة جدًا قد يكمن في العودة إلى الماضي والبحث في التربة عن علاجات جديدة".
وحسب الدراسة، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قد تقتل ما يصل إلى 1.3 مليون شخص في أوروبا بحلول عام 2050.
وتصف منظمة الصحة العالمية المشكلة بأنها "واحدة من أكبر التهديدات للصحة العالمية والأمن الغذائي والتنمية".
وكانت المنظمة حذّرت في 2017، من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة والإصابات البسيطة مجدداً إلى الوفاة.
وذكرت أن سبب ذلك راجع إلى أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية، وذلك بسبب زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها.