الذكاء الاصطناعي يبهرك بـ'أشخاص ليسوا موجودين'
واشنطن - يكشف موقع "هؤلاء الأشخاص ليسوا موجودين" عن قدرة الذكاء الاصطناعي على الخلق والإبداع من خلال توليده لعدد لا متناهي من الوجوه البشرية الوهمية، والتي يصعب تخيل انها من وحي حسابات الخوارزميات.
ومع كل مرة يقوم فيها الزائد بتحديث واجهة الموقع، يقدم الاخير وجها نابضا بالحياة تم إنشاؤه عشوائيا.
وتختلف الوجوه من كبار السن إلى الرجال والنساء وحتى الأطفال.
وقد تظهر بعض الصور مشوشة أو غير واضحة في بعض المناطق، ولكن معظمها قد يجعلك تعتقد أن صاحب الوجه إنسان حقيقي.
وقال مهندس برمجيات في شركة أوبر فيليب وانغ إنه بنى الموقع باستخدام الأبحاث التي نشرتها شركة صناعة الرقاقات إنفيديا في العام الماضي لزيادة الوعي حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وآثارها على المجتمع.
وقام باحثون من شركة إنفيديا ببناء خوارزمية باستخدام شبكة عصبونية تسمى " GAN"، والتي بإمكانها توليد وجوه ذات مظهر مخصص وواقعي.
وتستطيع الشبكة التعلم من مجموعات كبيرة من البيانات للبحث عن الأنماط وإنتاج بيانات جديدة، حيث جرى تزويدها بما يصل إلى 7 آلاف صورة وجه بشري من خدمة فليكر.
وتعلمت الشبكة من خلال البدء بصور منخفضة الدقة، بحيث تمكنت من التعرف على المزيد من التفاصيل مع زيادة دقة كل صورة.
وجرى تدريب خوارزمية إنفيديا المسماة "StyleGAN" على توليد وجوه بشرية مزيفة عند الطلب بشكل عشوائي، لكن البرنامج قادر على توليد أي عدد من الأشياء عشوائياً، بدءًا من الحيوانات الوهمية وشخصيات الأنيمي والخطوط وحتى الوثائق المزورة.
وأوضح فيليب وانغ أن الوجوه هي الأبرز في إدراكنا لأن أدمغتنا حساسة لهذا النوع من الصور لذا قرر وضع هذا النموذج المحدد مسبقًا لما له انعكاسات كبيرة على عالمنا المستقبلي، خاصة مع النمو الرقمي بشكل متزايد.
وتقوم الشبكة بإنشاء صورة جديدة للوجه من نقطة الصفر من خلال 512 بعدًا كل ثانيتين، وتستغرق العملية بضع ثوان فقط قبل أن يظهر الوجه المزيف أمام المستخدم.
وقال الباحثون في إنفيديا "يفكر مولدنا في الصورة كمجموعة من الأساليب، حيث يتحكم كل نمط في التأثيرات على نطاق معين. ومن خلال تحديد القوة بشكل مناسب، يمكننا الحصول على صور جيدة في كل مرة مع اختلاف طفيف قليلاً".
ويثير الموقع فضلا عن الاعجاب والذهول مالخاوف والتساؤلات حول الآثار المحتملة للتكنولوجيا، إذ تم استخدام الشبكة العصبونية التي يعتمد عليها لإنشاء مقاطع فيديو مزيفة أو مقاطع فيديو تم التلاعب بها بشكل مصطنع، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستبدال الوجوه والأجسام.
وكانت التكنولوجيا نفسها قد استخدمت بالفعل لإنشاء مقاطع فيديو معدلة رقمياً لقادة العالم، بما في ذلك الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.