الخارجية السودانية تستدعي السفير البريطاني لـ'مواقفه غير المتوازنة'

بريطانيا أدانت فض قوات الأمن السودانية للاعتصام المقام بمحيط مقر قيادة الجيش بالخرطوم، وحملت مسؤوليته للمجلس العسكري الانتقالي.

الخرطوم - استدعت وزارة الخارجية السودانية اليوم الأربعاء السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق بسبب "تحفظات الخرطوم تجاه تصريحاته ومواقفه غير المتوازنة تجاه التطورات والأحداث الحالية في البلاد".

وقالت وكالة السودان للأنباء (سونا) أن وزارة الخارجية استدعت السفير البريطاني بالخرطوم الأربعاء للاحتجاج على تصريحاته بشأن التطورات السياسية في البلاد.

وقال السفير بابكر الصديق محمد الأمين الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية لـ"سونا" أن الوكيل المساعد للشؤون السياسية بالإنابة في الوزارة السفير عمر دهب نوه خلال الاستدعاء إلى التغريدات المتكررة للسفير على تويتر ومحتواها، والتي "تتعارض مع الأعراف الدبلوماسية الراسخ".

وأشار الوكيل المساعد بصفة خاصة خلال اللقاء إلى "الوقائع المبتورة التي أوردها السفير البريطاني عن ملابسات فض الاعتصام من أمام قيادة القوات المسلحة، والتي تبنتها وزارة الخارجية البريطانية، حيث غضت الطرف على سبيل المثال عن حقيقة إعلان المجلس العسكري الانتقالي استعداده للتفاوض دون أية شروط مسبقة، وهو ما يتوقع المجلس من شركائه في هذه العملية الوطنية الكبيرة أن تحذو حذوه".

وكتب السفير البريطاني عرفان صديق على تويتر الأسبوع الماضي بعد محاولات لفض اعتصام المحتجين بالسودان "لا مبرر لمثل هذا الهجوم. يجب أن يتوقف ذلك الآن".

ونوه الوكيل المساعد خلال استدعاء صديق إلى "ضرورة العمل سوياً لمراعاة المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين".

وأدانت بريطانيا الأسبوع الماضي فض قوات الأمن السودانية للاعتصام المقام بمحيط مقر قيادة الجيش بالخرطوم، والذي أدى لوقوع عدد من القتلى، محملة المجلس العسكري الانتقالي الحاكم المسؤولية أمام المجتمع الدولي.

وقال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، عبر حسابه على تويتر "أدين الهجوم على المتظاهرين من قبل قوات الأمن السودانية، تلك خطوة مشينة لن تؤدي إلا للمزيد من الاستقطاب والعنف".

وتزامنا مع استدعاء السفير البريطاني في الخرطوم، أعلنت الخارجية الأميركية الأربعاء، تعيين الدبلوماسي السابق دونالد بوث مبعوثا خاصا لأزمة السودان.

ودونالد بوث دبلوماسي أميركي سابق ملم بالشؤون الإفريقية وتولى هذا المنصب سابقا وأعادت واشنطن تعيينه في الخرطوم بهدف تكثيف الضغط على المجلس العسكري الحاكم بغرض إيجاد تسوية مع المحتجين لتسليم السلطة لحكومة مدنية.

كما كان بوث سفيرا في دول إفريقية عدة (زامبيا وليبيريا وإثيوبيا) تحت الإدارتين الديمقراطية والجمهورية.

 وأنهى قادة الاحتجاجات في السودان اليوم الأربعاء حملة العصيان المدني التي استمرت ثلاثة أيام في أنحاء السودان، بعد موافقتهم الثلاثاء على استئناف المحادثات مع المجلس العسكري الحاكم.

وتأتي مبادرة عودة المفاوضات للخروج من الطريق المسدود الذي وصل إليه المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس عمر البشير وقادة الحركة الاحتجاجية المطالبين بحكم مدني في أعقاب وساطة قادها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

وبعد زيارة آبي احمد في 7 حزيران/يونيو، يتوقع أن تتكثف جهود الوساطة الدولية في الأزمة مع وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون إفريقيا تيبور ناج. وسيلتقي ممثلين للمجلس العسكري وحركة الاحتجاج، لكسر الجمود بين الطرفين.

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن تيبور ناج سيعقد سلسلة لقاءات خلال اليومين المقبلين مع أعضاء المجلس العسكري وقادة الاحتجاجات في الخرطوم.

ويتوقع أن يجري زيارة لاحقًا إلى أديس أبابا لمناقشة الأزمة السودانية مع المسؤولين الإثيوبيين وأعضاء الاتحاد الإفريقي.

وأفادت وزارة الخارجية أنه "سيدعو إلى وقف الاعتداءات ضد المدنيين وسيحض الأطراف على العمل باتجاه توفير بيئة تسمح" باستئناف المفاوضات.