أسبوع الهدنة سيحسم موقف واشنطن من الاتفاق مع طالبان

استمرار الهدنة الجزئية لخفض العنف بين طالبان والقوات الأميركية والأفغانية حتى السبت ستفضي لتوقيع اتفاق في الدوحة ربما يشجع البنتاغون على سحب آلاف الجنود الأميركيين من أفغانستان.

واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن توقع على اتفاق لتقليص حجم قواتها في أفغانستان إلا إذا نجح اتفاق "لخفض العنف" مع طالبان.

وأضاف بومبيو خلال مؤتمر صحفي "في حالة نجاحه فقط (اتفاق خفض العنف) سنوقع على اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان" في 29 فبراير/شباط يتضمن انسحاب القوات الأميركية وبدء مفاوضات.

واليوم الثلاثاء، سجلت الهدنة الجزئية ومدتها أسبوع بين الحركة المتشددة والقوات الأميركية والأفغانية تماسكا لليوم الرابع على التوالي رغم العديد من هجمات طالبان وضرب القوات الأميركية أهدافاً لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

ويفترض بعد توقيع الاتفاق أن تبدأ محادثات بين الأفغان للتوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عقود.

وإذا استمر ما يسمى "خفض العنف"، فمن المتوقع أن توقع الولايات المتحدة وطالبان اتفاقاً تاريخياً في الدوحة السبت من شأنه أن يشجع البنتاغون على سحب آلاف الجنود الأميركيين من أفغانستان بعد أكثر من 18 عاماً من الحرب.

وفي حين أن الاتفاق لا يصل إلى مستوى وقف إطلاق النار بالكامل، ويصر المتمردون المسلحون على أنه لا يشمل سوى مناطق حضرية وعسكرية معينة، إلا أن عدد هجمات طالبان انخفض بشكل كبير.

وصرح مصدر أمني أفغاني طلب عدم الكشف عن هويته أن هجمات طالبان انخفضت من معدل 75 هجوماً في اليوم إلى نحو 15 هجوما منذ بدء الهدنة في 22 شباط/فبراير.

ولكن في مؤشر على هشاشة الوضع، ذكرت وزارة الداخلية أن خمسة من أفراد قوات الأمن قتلوا في ثلاث هجمات في مناطق ريفية الثلاثاء.

من ناحية أخرى أعلنت الولايات المتحدة مقتل أربعة من أفراد تنظيم الدولة الإسلامية في غارتين جويتين في ولاية كونار.

والتنظيم ليس طرفا في اتفاق "خفض العنف" وتلاحقه الولايات المتحدة وتزعم حركة طالبان ذلك أبضا.

وبدأ تنظيم داعش نشاطه في أفغانستان في 2015 وسيطر لسنوات على مناطق في ولاية نانغرهار الشرقية، وأعلن مسؤوليته عن مجموع من التفجيرات الدموية في مناطق من بينها كابول.

وتسبب الجهاديون في تعقيد المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان لكن هجماته ساعدت الحركة الأفغانية على كسب الوقت وتحسين شروطها على طاولة المفاوضات كما على الميدان.

وفيما ترغب طالبان في خروج جميع القوات الأميركية، يؤكد البنتاغون على أهمية بقاء الآلاف في أفغانستان لمواجهة تنظيم داعش وغيره من الجماعات الجهادية.

وكتب سوني ليغيت المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان على تويتر "نواصل القضاء على إرهابيي داعش أينما كانوا يختبئون في أفغانستان فيما نحترم الاتفاق بين الولايات المتحدة والأفغان وطالبان لخفض العنف".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر قالت الحكومة الأفغانية إن قواتها هزمت تنظيم الدولة الإسلامية بشكل شبه تام، إلا أن العديد من أعضاء التنظيم فروا من نانغرهار إلى كونار المحاذية لها طلبا للأمان.

وفيما يرى مراقبون توقيع الاتفاق مع طالبان هزيمة لواشنطن فإن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تريد تحقيق ما وعد به الرئيس خلال حملته الانتخابية في 2016 بإنهاء "الحروب الغبية التي لا نهاية لها" ما سيتيح له إعلان النصر وهي خطوة إضافية تدعم حملة إعادة الانتخاب في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.