مسؤولون أفغان يبحثون مع طالبان تبادل السجناء
الدوحة - اجتمع مسؤولون أفغان بأعضاء من حركة طالبان في قطر الجمعة لبحث خطة لتبادل السجناء، قبل إبرام اتفاق بين واشنطن وحركة طالبان سيحدد الجدول الزمني لانسحاب القوات الأميركية التي تقاتل في أفغانستان منذ 18 عاما.
وقال اثنان من كبار المسؤولين الحكوميين في كابول، إن "الاجتماع في الدوحة كان جزءا من آلية ضرورية لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة".
وتريد طالبان الإفراج عن أكثر من 5000 محتجز قبل بدء مفاوضات مباشرة مع الجانب الأفغاني لوقف دائم لإطلاق النار، وهو حجر عثرة في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب.
وقال قيادي بارز في طالبان بالدوحة إن الجانبين يعملان على "زوايا مختلفة للتغلب على الخلافات في اتفاق تبادل السجناء".
ولا يملك الوفد الأفغاني سلطة الموافقة على تبادل السجناء. وقال مسؤول آخر إنه سيتشاور ويرفع تقريرا إلى الرئيس.
ووفقا لدبلوماسيين غربيين في كابول والدوحة، كان إقناع الحكومة الأفغانية وطالبان بعقد مفاوضات أحد أكبر التحديات التي واجهها المفاوضون الأميركيون.
وقال مسؤول كبير في مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غن، إن الرئيس كان مترددا في إرسال وفد لمناقشة تبادل السجناء مع طالبان قبل إضفاء الطابع الرسمي على الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، إذ أن أفغانستان ليست طرفا موقعا على هذا الاتفاق الثنائي.
وتابع المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه قائلا "لكنه يدرك الآن أن عقد اجتماع أمر حاسم في هذه المرحلة وهذه الفرصة الذهبية لا يمكن أن تضيع".
ويمكن أن يؤدي فشل مباحثات تبادل الأسرى بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان إلى تعثر اتفاق السلام المرتقب بين الولايات المتحدة وطالبان.
ودخلت اتفاقية "خفض العنف" ومدتها أسبوع حيز التنفيذ في 22 فبراير/شباط ومن المقرر أن تتوج بتوقيع اتفاق بين كبار مفاوضي الولايات المتحدة وحركة طالبان السبت في الدوحة، المقر السياسي لحركة طالبان.
ومرت فترة خفض العنف بنجاح إلى حد كبير، ويبدو أن الولايات المتحدة وطالبان على استعداد للتوقيع على اتفاق لوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية مقابل ضمانات من طالبان بعدم السماح للجماعات المسلحة مثل تنظيم القاعدة بأن تنشط في أفغانستان.
ويقف أفغانيان طبعت عقود من النزاع حياتهما خلف الجهود التي أثمرت عن الاتفاق بين واشنطن وعناصر طالبان، أحدهما مثّل الولايات المتحدة والآخر الحركة.
فمن جهة هناك زلماي خليل زاد الذي قضى معظم مسيرته المهنية وهو يحاول بصفته مندوبا لواشنطن في أفغانستان والعراق إعادة النظام بعد عمليتي اجتياح أميركيتين متتاليتين.
في المقابل هناك الملّا عبدالغني بارادار، وهو جهادي متمرّس قضى معظم حياته مقاتلاً في البداية مع "المجاهدين" خلال فترة قتالهم ضد السوفيات ومن ثم كمؤسس لطالبان.
وتسيطر طالبان الآن على أكثر من نصف مساحة البلاد، وهي في أوج قوتها منذ الغزو الأمريكي عام 2001.
وبعد أكثر من 18 عاما على الإطاحة بطالبان من السلطة، يبدو أن بارادار والحركة بمساعدة من خليل زاد على وشك العودة إلى كابول كقوّة يراها البعض الأكثر توحّدا في الساحة السياسية الأفغانية التي تسودها الفوضى.