معرض يتذكر تجربة التشكيلية التونسية سنيا اسماعيل
غصت قاعة المعارض بفضاء صوفونيبة بقرطاج التونسية بالفنانين وأفراد عائلة الفنانة الراحلة سنيا اسماعيل وأحباء أعمالها الفنية في ما يشبه حفل التوديع الفني لها.
وقد تصدرت الأعمال المعروضة لوحة المرأة التي يخرج الدخان من رأسها.
وفي تعبيرية بارزة عن المعاناة واللوحة لم تكملها الفنانة برحيلها نجد لوحات من "حمامة السلام" الى "امرأة الدخان" .
المعرض تنوعت لوحاته ومع كل لوحة زفرة وحسرة على ألسنة الضيوف وزائري الفضاء.
حدثنا عن الراحلة زوجها وأخوها وأبوها أحاديث المناقب والخصال لدى الراحلة وتحدث عن تحربتها الفنان علي الزنايدي والناقد السينمائي كمال بن وناس والروائية أمال مختار.
رحلت الفنانة التشكيلية سنيا اسماعيل تاركة اللوعة بين أهلها وكل من عرفها كفنانة رقيقة حالمة ومحبة للجميع ..رحلت بعد أن رسمت منذ طفولتها وهي تحلم "حمامة السلام" بكثير من الحب تجاه الناس والحياة وكل من يتوق للحرية و السلام.
.رحلت وهي منهمكة في رسم وتلوين ما به تسعد نفسها من وجوه وفنون الخط ومشاهد ومعالم ومنها ابداعها الجميل في تصور جمالي لقصر الجم.
تعددت معارضها ومنها الجماعية برواق محمد علي السعدي بقرطاج وضمن المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين.
وكانت بانتظار معرضها الخاص برواق دار الثقافة المغاربية ابن خلدون والكتاب الفني "الكاتالوغ" عن تجربتها وأعمالها، المعرض الذي كان يمكن أن ينتظم هذه الفترة، وسينتظم قريبا ليضم مجمل أعمالها الفنية.
وقد انتظم المعرض الحالي بعنوان "تكريم ولقاء" وذلك بفضاء صوفونيبة بضاحية قرطاج وبحضور عائلتها وأحبتها وزملائها من الفنانين التشكيليين وفي هذه اللفتة الاعتبارية تجاهها تم عرض العديد من أعمالها الفنية التشكيلية...
وتقول ابنتها نارمين عن المناسبة "لم تكن أمي الغالية رسامة بسيطة، كانت فنانة في القلب. من خلال أعمالها وفنها، جعلتنا غارقين في محيط من العواطف والدروس التي لا تقدر قيمتها. هذه السيدة بلمستها الناعمة للفرشاة، جعلتنا نكتشف منظورًا آخر للحياة، الذي رأته هي فقط، ولم تتردد في مشاركتنا به معنا. كل شيء له حدود في الحياة، ولكن الفن أبدي، وبالتالي هي معنآ إلى الأبد من خلال أعمالها ومن خلال القصص التي تعبر عنها كل لوحة، ستتبعنا لأجيال القادمة.
واضافت "سونيا إسماعيل على قيد الحياة تركت بصماتها أينما ذهبت، وسونيا إسماعيل في عالم آخر، ما زالت تترك بصماتها اليوم وغدا وإلى الأبد . سيدة ذات مشاعر حقيقية وعميقة. كان شرف كبير أن أعرفها كفنانة قديرة، وخاصة كأم وزوجة وأخت وصديقة.حبنا لك أبدي حتى نلتقي مجددا".
المعرض يحكي حلم الطفلة الرابعة التي انطلقت من خربشات الطفولة من "حمامة السلام" التي لونت حياتها بما يحيل الى البهجة والفرح .. هي سيمفونية الفن حيث اللون حكاية وحياة، نستعيد حيزا من سيرتها الفنية والجمالية لنقول لو أن للفن بدايات وتلمسات تبتكر نظرات الكائن تجاه ذاته والعالم وهو يلهج بالنشيد والأغنيات الضاجة بالحلم.
نعم للفن حكاياته الأولى للرسم والتلوين بدايات هي الرغبات والحنين أخذا بناصية الأمل المبثوث في الدواخل، ومن تلوينات الأمل هذا نجد السلام .. السلام بكل عناوينه المقيمة في الانسان، هكذا كانت حكاية الحلم مع الأنامل وهي تمسك بالأقلام ترسم الأمل المفعم بالسلم وما يعنيه ذلك من هيئة حمامة باذخة ترمز للحرية.
هذه لفتة تكريمية للراحلة سنيا اسماعيل في فضاء صوفونيبة بقرطاج، وقريبا ينتظم معرض لها بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون مع كتاب فني عن تجربتها.