لوحات عبير عادل تغوص في المتخيّل وترسم الفرح والرومانسية

الفنانة التشكيلية المصرية تستخدم في مجموعتها الأخيرة بعض المفردات والرموز مثل الطيور التي ترمز إلى سعي الرجل الى توفير الحماية لعائلته، وتعبر عبر الأسماك عن مصدر الرزق، وتختار اللون الأبيض للاحالة الى الخير والتفاؤل والفرح.

عبير عادل فنانة تشكيلية مصرية تنتمي لجيل الشباب، وتعد من بين الوجوه الفنية الأكثر نشاطا، حيث نجحت برغم إقامتها في جنوب الصعيد، أن تشارك في سبعة عشر ملتقىً ومعرض تشكيلي في كل من مصر ولبنان وتنس ونيجيريا وإيطاليا، بجانب وصول أعمالها الفنية للكثير من بلدان العالم، حيث جرى اقتناء إبداعاتها التشكيلية من قبل أفراد ومؤسسات في بلدان عدة بينها مصر، والصين، واليابان، والهند، والولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وإيطاليا، وليبيا، والجزائر، واليابان، وتونس. 
حملت آخر مجموعاتها الفنية التي جرى عرضها بمعرض "بنات حواء" المقام بغاليري نون للفنون غربي مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر عنوان: "الفرحة المنتظرة" ورسمت فيها فتاة تنتظر فرحة ما وتعيش بخيالها في تفاصيل حياتها الجديدة بعد أن تتحقق فرحتها المنتظرة في الارتباط بشريك العمر. 
واستخدمت في مجموعتها الأخيرة بعض المفردات والرموز مثل الطيور التي ترمز بحسب قولها إلى السعي، ويتجسد فيها دور الرجل في السعي من أجل توفير الرعاية والحماية لعائلته، كما عبرت عن الرومانسية ولحظات الطمأنينة بالطيور المحلّقة، واستخدمت رمزية الأسماك في التعبير عن مصدر الرزق، واختارت اللون الأبيض للتعبير عن الخير والتفاؤل والفرح، كما تنوعت في تلك المجموعة استخداماتها لخامات ووسائل فنية متعددة مثل الحفر والطباعة والأكريليك. 
انحياز للمرأة 
وتنحاز الفنانة عبير عادل للمرأة في الكثير من لوحاتها، فتجسد لنا قضايا المرأة بأسلوب فني مبسط، مستخدمة الألوان والموتيفات التي تتأثر فيها بالحياة في قرى النوبة بأسوان، وما تحمله المنازل من ألوان ورموز، وهي تميل في الكثير من أعمالها إلى المدارس التشكيلية الحديثة. 
وتقول الفنانة التشكيلية الشابة بأن علاقتها بالرسم هي علاقة روحية، حيث تجد في الرسم وسيلة للتعبير عن ذاتها، وحين تتأخر بقضية أو حالة ما، سرعان ما تُعبر عن ذلك الشعور والاحساس، وعن تلك الحالة بالرسم، الذي يحمل ما في دواخلها وخلجاتها، ويعبر عن موقفها، ولذلك فهي ترسم أولاً بعينها وفكرها قبل أن ترسم على سطح اللوحة. 

وحول موضوعات ومفردات لوحاتها قالت بأن المرأة هي الحاضر الأول في لوحاتها، حيث ترسمها بكل اشكالها صورها: فتاة وزوجة وأم وشريكة في بناء المجتمع كما ترسم الرجل وتعمل على إبراز دوره في العائلة والمجتمع. 
وترفض الفنانة عبير عادل تصنيف العمل الفني وأن يقول البعض هذا عمل أنثوي، وذلك عمل ذكوري، لكنها لا تنفي وجود منافسة بين الرجل والمرأة في مجال الفنون التشكيلية. 
المرأة في المشهد التشكيلي 
وترى بأن المرأة أثبتت وجودها وبقوة في المشهد التشكيلي المصري والعربي، لافتة إلى أن النساء نجحن في ممارسة فن النحت على أحجار الغرانيت الصلبة، واستخدمن خامة قد تكون صعبة الاستخدام من جانب المرأة، ولفتت إلى أن الحركة التشكيلية تشهد حالة من الازدهار بفضل ما يقام من معارض وملتقيات داخل القاعات وفي وسط الساحات وافتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. 

 تجسد في لوحاتها قضايا المرأة
تجسد في لوحاتها قضايا المرأة

وأكدت أن مصر وبلدان العالم العربي غنية بالفنانين الذي وصلوا بإبداعاتهم إلى العالمية، وتنتشر أعمالهم التشكيلية في متاحف ومعارض العالم. 
وأوضحت الفنانة عبير عادل التي كانت قد حصلت على منحة دعم الفنانين ضمن مبادرات آفاق لبنان 2020، وحصولها على التفرغ من وزارة الثقافة المصرية لعامين متتاليين 2018/ 2019  بأن الفنان في العالم العربي بحاجة لأن يكون لديه عمل أساسي بجانب ممارسته للفنون التشكيلية، وذلك لصعوبة اعتماد الفنان على الفن كمصدر للرزق، وشددت على رفضها لممارسة الفن كمصدر للرزق فقط، وأنه من الصعب عليها أن تمارس الفن من أجل بيع اللوحات، معتبرة أن ذلك يؤدي لتحويل الفن إلى تجارة.