هل يختبئ المتحور القادم لكورونا داخل قطعان الغزلان؟
واشنطن – اثبتت دراسة حديثة أن فيروس كورونا قد انتشر بين الغزلان في الولايات المتحدة ما يثير مخاوف من تحولها لحاضنة لمتحور جديد للمرض ويعقد مسار الخروج من أزمة الوباء.
قال عالم بارز الثلاثاء إن اكتشاف متحور أوميكرون في الغزلان ذات الذيل الأبيض في مدينة نيويورك الأميريكية، يثير المخاوف من أن هذا النوع من الغزلان، الذي يصل عددها في الولايات المتحدة إلى نحو 30 مليونا، قد يكون حاضنا لسلالة جديدة من فيروس كورونا.
وأظهرت ست حالات من الفحوص إصابة غزلان عن طريق انتقال الفيروس إليها من البشر، في ولاية أوهايو الأميركية، بينما أظهرت الدراسة أن نحو ثلث الغزلان التي تم أخذ عينات منها كانت مصابة بعدوى نشطة أو حديثة بالفيروس.
وأظهرت دراسة مماثلة أجريت على الغزلان في ولاية آيوا الأميركية نتائج مماثلة.
وكشفت عينات الدم وبعض مسحات الأنف، التي شملت 131 من الغزلان التي جرى صيدها في جزيرة ستاتين بنيويورك، وجود أجسام مضادة للفيروس في نحو 15 في المئة منها، وقال باحثون، تحت إشراف علماء من جامعة ولاية بنسلفانيا، إن النتائج تشير إلى إصابة سابقة للحيوانات بفيروس كورونا، وأنها عرضة للإصابة بمتحورات جديدة مرة أخرى.
وفيما لم تظهر الغزلان المصابة أعراضا ملحوظة، إلا أن انتقال الحيوانات في قطعان كبيرة، وطريقة تواصلها على تعتمد على لمس الأنف بالأنف، تقلق العلماء.
وقال سوريش كوشيبودي، عالم الأحياء المجهرية البيطرية في الجامعة: "انتشار الفيروس في قطعان من الحيوانات، يشير دائما إلى إمكانية إصابة البشر، لكن الأهم هو أن هذا الانتشار يتيح مزيدا من الفرص كي يتطور الفيروس إلى متحورات جديدة".
وأضاف: "عندما يتحور الفيروس بالكامل، يستطيع التغلب على الحماية التي توفرها اللقاحات الحالية، وسيتيعين علينا وقتها تغيير اللقاح مرة أخرى".
يأتي هذا الاكتشاف، الذي يعد المرة الأولى التي يرصد فيها علماء متحور أوميكرون في حيوان بري، في وقت تنحسر فيه الزيادة الهائلة لحالات الإصابة بكوفيد-19، التي تسبب فيها المتحور بين سكان الولايات المتحدة.
هذا الانتشار يتيح مزيدا من الفرص كي يتطور الفيروس إلى متحورات جديدة
وتقول وزارة الزراعة الأميركية إنه على الرغم من عدم وجود أي دليل على أن الحيوانات تنقل الفيروس إلى البشر، فقد أُبلغ عن معظم حالات الإصابة بفيروس كورونا في أنواع حيوانية كانت على اتصال وثيق بشخص مصاب بكوفيد-19.
فيما لم يتم الإبلاغ عن انتقال الفيروس من الغزلان إلى الإنسان بعد، لكن حقيقة وجود 30 مليون نوع تقريبا من أنواع الحياة البرية في الولايات المتحدة يقلق العلماء، الذين يتوجسون من أن يؤدي تفاعل الفيروس مع أنظمة المناعة المختلفة للحيوانات المتنوعة إلى إنتاج متحورات مختلفة بشكل كبير عن النسخة الحالية.
كما يمكن للحيوانات البرية التي تؤوي الفيروس أن تحتفظ بمتحورات لفترة قد تنخفض فيها مناعة البشر تجاهها، ثم "تعيدها إليهم" في وقت لاحق.
وحصل هذا بالفعل في مزارع المنك الهولندية في عام 2020، حيث عاد الفيروس الذي انتقل من الناس إلى حيوان المنك، مع طفرات جديدة ليصيب البشر مرة أخرى.
كما إن الغزلان يمكن أن تمرر الفيروس إلى الحيوانات الأخرى، مما يعني مضاعفة المشكلة.