صورة صادقة للواقع المهتز في 'شكوة'

الرابطة التونسية للفنون التشكيلية تنظم المعرض السنوي للفنون البصرية والتعبيرات التشكيلية بفضاءات كنيسة 'سانت كروا' بالمدينة العتيقة بمشاركة العديد من الفنانين التونسيين وحضور العديد من التجارب الفنية والأنماط التشكيلية  وأعمال من مختلف الأحجام والتقنيات.

تنظم الرابطة التونسية للفنون التشكيلية المعرض السنوي للفنون البصرية والتعبيرات التشكيلية بفضاءات كنيسة "سانت كروا " بالمدينة العتيقة وذلك في الفترة من 10 أفريل/نيسان الى 10 ماي/ايار وذلك بمشاركة العديد من الفنانين التونسيين من أعضاء الرابطة وغيرهم حيث يشمل المعرض العديد من التجارب الفنية والأنماط التشكيلية  وأعمال من مختلف الأحجام والتقنيات.

وفي سياق نشاطها الفني التشكيلي والثقافي عموما نظمت الرابطة التونسية للفنون التشكيلية معرضها الخاص بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون وذلك تحت عنوان " شكوة " وبمشاركة فنانين من تجارب وأجيال عديدة في مرحلة أولى ليتواصل في جزء  ثان في الفترة من 17 الى 31 من شهر مارس/آذار.

فضمن عنوان "شكوة"  انتظم معرض الرابطة التونسية للفنون التشكيلية  الجماعي بدار الثقافة ابن خلدون وهو من تقاليد نشاط الرابطة حيث تتنوع الأعمال والتجارب والمشاركات الفنية والجمالية لنذكر من هذه الأسماء الفنية المشاركة مثلا وصال بن سليمان وإيناس الزيلي وياسمين المدب وأحمد الزلفاني ووفاء القاضي وسناء براهم وعلي رضا ومحمد الشريف وحذامي سلطان وكريمة بن مسعود وخالد عبيدة وسامي ساحلي ومنصف مشيش  وشيماء مليتي وهيفاء تاكوتي.

وبخصوص فكرة المعرض لهذه السنة وتسمية " شكوة "  تقول رئيسة الرابطة الفنانة وصال بن سليمان ما يلي "شكوة تلك الآداة البدائية التي استعملها الأجداد لخضَ اللبن واستخراج الزبدة. تلك الاداة التي تتعرض للهز المتسارع والمستمر، فلا هي تشكو ولا من يستعملها يَكلّ، حتي يحصل على مبتغاه".

شكوة قربة من جلد الماعز صنيعة يد متمرسة، وصانعة حاجة ملحة وهامة للاستمرار في الحياة. الحاجة للفنَ ضروريَة كضرورة الغذاء وكما تُعنَف الشكوة وما فيها تعنف الحياة الفنان، فيصبح الاحتياج للفن حاجة المختنق للهواء. إذ أن الاحتياج إلى الفنَ هو احتياج للتَعبير عن الأفكار والتمثَلات. إحتياج للتعبير عن أفكار مثل فكرة العظمة، أو فكرة الخلود يقول هيغل مازالت الأهرام المصريَة تدهشنا وهنا تظهر تعبيرات الفنَ حيث يمكنها أن تدهشنا أو تجلب انتباهها أو تبهرنا وأن تدل على حضارة وتاريخ شعوب، من هنا كانت حاجة الانسان إليه، خاصَة وأنَ الفنَ يتجاوز حدود القمع والاستبداد وفوضى العالم الجديد الذَي نعيش به، يعبر عن الحقيقة بإعتباره يصور نوازع الإنسان وهو الوسيلة النموذجيَة للتعبير عن الأفكار الراهنة هنا والآن، وهذا ما تم تبيانه من خلال كارل ماركس الذي أرجع الفن إلى تشكل للاوعي والوعي فالرسَام يأخذ الأحداث من الواقع والألوان من الطَبيعة ليضفي عليها نوعا من الجمال لكنها في الأصل قبح، قبح الصراع والصدام ورغبة سيطرة طبقة على أخرى، وقد يصل هذا الصَراع إلى قيام الحروب، ولأنَ الماضي هو إمتداد للحاضر فإنَ الفنَ مازال يؤكَد قيام الصَراع ويصوره، كما أن الفنَ تعبيرة من تعبيرات الألم والطبقيَّة وحتى الاضطراب، إنَ الفنَ تعبير عن هذا العالم ، مثله مثل الَلغة، فهو أداة تعبير ووصف، لكن يمكن له أن يحمل وظيفة خفية وباطنيّة، يمكن أن نكتشفها من خلال التأويل اوحين نخضعه للتحليل بعين خبيرة.

الفن وسيلة تعبير وتواصل وطابعه الوظيفي يتمثل في إبراز الأفكار والتمثَلات، اما السؤال الملح في خضم الواقع المهتز كاهتزاز "الشكوة"، هل يمكن تحديد مستقبل العالم من خلال ما يخفيه الفنَ كلغة تتجاوز الكلام، ويعبر عن العنف المعنوي والمادي الذي يخضع له الفنان بوصفه فرد من هذا المجتمع؟ وهل تساهم اعماله في بث وعي من أي نوع بارهاصات الحياة الاجتماعية وحتَى السَياسية، في هذه الحقبة العجيبة؟

معرض شكوة صورة صادقة وحقيقية لهذه الفترة بكل ما فيها، هو ولادة بعد مخاض عسير وجرعة هواء نقي في زمن اصبحنا نلتقط فيه انفاسنا بافواه وانوف مكممة".

هذا معرض للرابطة التونسية للفنون التشكيلية وتجارب ولوحات وأعمال فنية فيها تعدد وجهات النظر والتلوين والابداع الفني تعدد الانسان ورؤاه وثقافاته وأحاسيسه ولغاته الجمالية والوجدانية.